{ الصحافة مهنة المتاعب.. والشقاء.. مهنة المعاناة.. والقولون العصبي.. وارتفاع الضغط.. والذبحات الصدريَّة..! مهنة الموت السريع!! فها هو الموت يختطف «أمس» زميلنا وأستاذنا الصحفي المكافح «أحمد عمرابي»، كما اختطف قبل أشهر خفيف الظل الراحل «عمر الكاهن».. وقبل أيَّام رحل الإعلامي الرقم «نجم الدين محمد أحمد»، وقبلهم داهمت (الذبحة) أستاذنا الكبير «حسن ساتي» بينما هو غارق بين أوراقه مشغول بجهاز «الكمبيوتر» أمامه!! ولحق به الأستاذ الضخم «سيد أحمد خليفة» متأثراً بداء القلب.. رغم أنه كان أكثر شباباً منَّا..!! وسافر إلى الله الإعلامي الكبير «ذو النون بشرى» بهجمة صدريَّة. { أمراض العصر بذبحاتها المفاجئة صارت لا تستثني حتى (شباب) الصحفيين، فضربت الزملاء الأساتذة «مصطفى أبو العزائم»، «وجدي الكردي»، «عثمان فضل الله»، بينما يعاني الآن أستاذنا «كمال حسن بخيت» وهو يراجع أطباء القلب في الأردن، ويكدح بيننا مكافحاً في قيادة العمل الصحفي، وقبله تعرض الأساتذة «فضل الله محمد»، «ابراهيم دقش» و«عمر الجزلي» و«سعد الدين إبراهيم» لأزمات صحية حادة، متعهم الله جميعاً بالصحة والعافية.. وأطال الله أعمارهم. { أمّا العبد لله الفقير، فرغم أنه تجاوز محطة (الأربعين) بقليل، وهو عمر ذروة الشباب إلا أنه - والحمد لله - يعاني من أدواء لا تناسب هذه المرحلة السنيَّة، رغم أنَّها خارج مثلث برمودا (الضغط، السكر والقلب)، وربما لو خضع لتحاليل (دقيقة) لاكتشف أن شرايين القلب (مسدودة).. لا قدّر الله. { أليست حقاً مهنة الموت السريع..؟! أمدّ الله في أيامكم.. { إذا نجح المرء في مهنة الصحافة فإنَّه - غالباً - لا يحقق مكسباً ماديّاً ولا معنويّاً (مستقرّاً)، وإذا فشل فإنّه (يدور) في حلقة مفرغة، يحيا بالأمل وينتظر مستقبلاً أفضل.. قد لا يأتي..! { (إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط).. قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فنسأل الله أن نكون - بعد التدبُّر في حالنا ومعاناتنا - من الذين رضوا فلهم الرضا. { يا معشر الصحفيين والإعلاميين، وكل الناشطين في (العمل العام)، اصبروا وصابروا على الابتلاءات.. وتراصُّوا من أجل تحقيق وضع (صحي) و(نفسي) أفضل للصحفيين والمنشغلين بهموم البلد العامة، حتى لا يموت الصحفيُّون.. حملة مشاعل النور.. وقادة الرأي العام.. كما يموتُ الضأن..! { رحم الله «أحمد عمرابي».. وأحسن إليه.. وتقبله قبولاً حسناً.