متلعثمة في مخارج حروفها العربية «الركيكة» بعض الشيء، تجلس الإثيوبية جيماويك ليتاجو الشهيرة ب«جيجي» داخل محلها بسوق خليفة بمحلية كرري والذي أعدته بذات الجلسة المتعارف عليها إثيوبياً وزيَّنته من الداخل بملصقات سياحية من بلدها، لتبيع الشاي والقهوة الحبشية. جيجي ذات العشرين ربيعاً قالت إنها استأجرت محلها بمبلغ 300 جنيه شهرياً بينما دخلها اليومي يتراوح ما بين «30-40 جنيهاً وأضافت أنها جديدة وهذا هو شهرها الثاني منذ أن وطأت أقدامها أرض السودان. وعن سبب قدومها قالت إن العمل في بلادها يكاد يكون معدوماً بينما في الخرطوم متوفر و«قروش كتير» وجاهرت بأعجابها بأبناء الشعب السوداني الذين وجدت فيهم الإخاء والرحمة والصدق رغم فارق اللغة وأردفت أن هناك عادات وتقاليد كثيرة مشتركة بين السودان وإثيوبيا خاصة في بعض تفاصيل مراسم الزواج وحب «الجبنة» والألعاب الشعبية لدى الصبية والبنات والكثير من المأكولات الشعبية المتفقة في التكوين والمختلفة في المسميات. جيجي تمنت أن تتزوج من سوداني شهم رغم أنها أصبحت كبيرة نسبياً لأن الإثيوبيات يتزوجن في عمر ستة عشر عاماً. وعن أماني شباب أديس أبابا قالت إن العديد من الفتيات والشبان لا همَّ لهم سوى رحلة الهجرة إلى الخرطوم لأن كل الذين عادوا منها إلى «أديس» ساهموا في تغيير واقع أهلهم بما جنوه من مال وفير. وفي ختام دردشتنا مع جيجي التي قدمت لنا القهوة الحبشية على أصولها قالت إن الخرطوم جميلة جداً بل أجمل من أديس أبابا لأن أهلها طيبون وكل «زول في حالو» كما أن الأمن مستتب لأنها تغادر محلها في الثامنة أو التاسعة ليلاً وتمضي إلى مأواها سيراً على الأقدام ولم يعترض طريقها أحد.