لأكثر من ثلاثة أشهر ظل مواطنو الحارة (75) غرب بالإسكان الشعبي أم درمان، يعانون من انقطاع وشح مياه الشرب مما أعادهم إلى الشرب بوساطة الكاروهات مرة أخرى بعد مضي عشر سنوات من بناء مساكنهم. أكثر من (4000) منزل تحمل نساؤها قناني المياه البلاستيكية الكبيرة ويتجهن صوب صهريج الحارة (80) - خطة إسكانية - للحصول على جرعة ماء تبِّل الحلق. (الأهرام اليوم) دخلت الحارة (75) غرب ووجدت حتى الحنفيات أزيلت وتبقت (الخراطيش) السوداء فاغرة فاهها خاوية إلا من الهواء الساخن. المواطنة رشيدة، التي تقطن بمنزل زوجها الذي يحمل الرقم (7407) قالت إنهم لأربعة أشهر متتالية لم يحصلوا على قطرة ماء عبر الشبكة بالجزء الغربي للحارة، فيما تعاني بعض منازل الجزء الشرقي من شح المياه وإن أتت تكون متعكرة جداً. وأبانت أن فاعل خير لديه (فنتاظ) عربة ترلة مخصصة لنقل المياه يقوم بتوزيع المياه مجاناً على البيوت بواقع برميل واحد أو نصفه لكل منزل، وأردفت أن هذا المقدار لا يكفي للشرب وغسيل الملابس والأواني والاستحمام والوضوء لأن معدل سكان المنزل السوداني يزيد على سبعة أشخاص، وأن (4400) منزل هي المتأثرة بانقطاع المياه، وزادت أن بعض حارات الإسكان الشعبي تعاني من ذات المشكلة. المواطن إسماعيل آدم، من قدامى سكان الحارة قال ل (الأهرام اليوم) إن اللجنة الشعبية الجديدة تحركت لحل المشكلة وقابلت مدير المياه بالحارة الثامنة - الثورة، الذي وعد بتوصيل خط جديد من الحارة (80) كحل مؤقت ولكنه لم يفعل شيئاً حتى الآن. ووافقته المواطنة هدى، وزادت أن أحد مهندسي هيئة مياه ولاية الخرطوم جاء بعماله ونزع بعض (البلوفة) عن الخط الرئيسي لكي ينساب الماء من الحارة (80) إلى حارتهم (75) ولكن المياه لم تأت وانتهى الأمر. فيما تذمر المواطن عبد الله آدم من ارتفاع أسعار الماء المحمول على الكارو، وأبان أنهم يشترون (الجوز) بمبلغ (8 - 12) جنيهاً، ويرتفع السعر في حالات الذروة ليصل إلى (18) جنيهاً. (الأهرام اليوم) زارت صهريج الحارة (80) ووجدت الكاروهات تعبئ الماء وتتجه صوب الحارة (75) غرب، وزارت صهريج الحارة (75) غرب وفيه قال المواطن علي أحمد، إن الصهريج يعمل ولكنه غير كافٍ للحارة وهو موجود في مكان ومياهه تتجه حسب الخريطة الكنتورية ناحية الجهة الشرقية، كما أنه لا يمكن أن يسقي (8800) منزل وهي أعداد المنازل بالحارة (75)، ودعا جهات الاختصاص إلى زيارة المنطقة، وطالب مدير إدارة السكن الشعبي بالوقوف على حجم المشكلة دون سواه وختم بقوله: (هذا الرجل وحده قادر على حل مشكلتنا).