صبيحة السبت قبل الماضي أصدر تيار الإصلاح بالحزب الاتحادي الديمقراطي الذي يتزعمه صديق الهندي إعلاناً سمي بتاريخ يومه (الثاني من يوليو)، حل بموجبه أجهزة الحزب وأقال شاغليها، بمن فيهم الأمين العام؛ د. جلال الدقير، بحجة فقدان الشرعية منذ العام 2005 وكون هيئة إدارية انتقالية تدير شؤون الحزب بدلاً عنها لحين عقد المؤتمر العام الذي حدد له نهاية العام الحالي سقفاً لا يمكن تجاوزه، إن لم يلتئم في أكتوبر المقبل، وهو ما قوبل بالرفض بل والسخرية من قبل المستهدفين بالإعلان ليتصدى الأمين العام المكلف؛ د. أحمد بلال، لقرارات التيار متبادلاً معهم الاتهامات حول شرعية قراراتهم وشرعية مناصبهم والتي ما زالت مستمرة على نحو ما جاءت في إفادات الهندي الذي التقته (الأهرام اليوم) فإلى مضابط الحوار: { ما المسوغات القانونية والدستورية التي استندتم عليها في قراراتكم المضمنة في إعلان الثاني من يوليو؟ - دورة المؤتمر العام للحزب الذي التأم في يونيو 2003 تنتهي بعد مرور عامين طبقاً للمادة 4 من دستور الحزب ومن ثم الرجوع للقواعد لتجديد التفويض للقيادة الموجودة أو انتخاب غيرها ومراجعة أداء الحزب. { هل ينص الدستور على مادة تبيح تشكيل هيئة إدارية انتقالية على غرار ما فعلتم؟ - «كلام واحد وبعدو نقطة»، دورة المؤتمر سنتان ومن العادة والتقاليد غير المكتوبة إذا انتهى تفويض القيادة فهي محتاجة لتفويض رضائي لكن لا يمكن أن يكون ذلك لأربع دورات، يمكن أن تحدث كارثة أو حرب أو أى شيء خارج عن الإرادة يؤجل المؤتمر ولكن ليس كل هذه السنين. { أنتم أصدرتم قراراتكم بوصفكم تيار الإصلاح لماذا لم تدعوا المكتب السياسي للاجتماع لاعتمادها وإضفاء نوع من الشرعية عليها؟ - هذه المشكلة عينها، المكتب السياسي مجمد واللجنة المركزية مجمدة وكل هيئات الحزب مجمدة وعمل الحزب كله مجمد، لذا ونحن أخذنا بقوة وإرادة القواعد لأنها صاحبة الحق، وقانون الأحزاب نفسه أجيز ليبني أحزاباً ديمقراطية، لا أن تكون أحزاب رؤساء إلى الأبد، «دي حسني مبارك ما لقاها». { لماذا صبرتم على هذا الوضع منذ العام 2005؟ - «ده ما صبر ده تفريط». { ولكن د. أحمد بلال قال إنه أخطركم بأنكم جزء من اللجنة العليا للتحضير للمؤتمر العام التي كونها مؤخراً بتفويض من الأمين العام جلال الدقير؟ - أولاً بلال لم يخطرنا، هذه فرية، ثانياً هو لا يملك هذا الحق حتى لو كان في الدورة الأولى، فالمؤتمر العام لا يحضر له الجهاز التنفيذي، يحضر له رئيس الحزب، أي الجهاز السياسي، لأن الجهاز التنفيذي سيكون مساءلاً أمام المؤتمر، ودستور الحزب واضح في هذه المسألة، لكن رئيس الحزب توفي، وواحدة من الأخطاء المميتة أننا تركنا هذا الفراغ موجوداً، وأنا قبل 4 سنين قلت «إنو الحزب راسو مقطوع عشان كدة ببقى ما عندو مخ ولا فكر بكون مصيبة ساى راسها مقطوع»، ودعك من الأمين العام المكلف الدقير نفسه أصبح أميناً عاماً سابقاً، وقراراته مثل قرارات حسني مبارك من شرم الشيخ، و»الدقير ذاتو ما قاعد في مكان ذي شرم الشيخ بره السودان». { ألا يوجد نص في الدستور لملء منصب الرئيس في حال فراغه قبل انتهاء دورته؟ - لا يوجد نص لكن ما طرح وسوف يكون أيضاً أن يتفق الناس على جسم بأي عدد وأي تسمية يقوم بمهام الرئس ويمنح صلاحياته التي أصبحت هباء، فالأمين العام زحف لسلطات الرئيس والمكتب السياسي، وهو الذي يقرر أن تجتمع اللجنة المركزية أو لا بنص الدستور، وهذا خطأ في الدستور أن ينتخب الأمين العام ليرأس اللجنة المركزية ومنحه سلطات مطلقة، رئيس الحزب كان يعادل هذه المسألة لكن الأمين العام زحف على سلطاته، ومقرر المكتب السياسي خاضع للأمين العام، نحن لنا وضع معقد جداً ولا حل سوى عقد المؤتمر العام. { طالما لجنة بلال غير شرعية من أين تستمد لجنتكم شرعيتها لعقد المؤتمر؟ - نستند فيها على قرارات القاعدة صاحبة الحزب. { شرعية ثورية مثلاً؟ - نعم شرعية ثورية وإرجاع الحق لأهله وفرض إرادة الجماهير، فالأجهزة شكلتها القواعد وانتهى أمدها، «يعني تبقى زي الجن حارس سيدنا سليمان 60 سنة وعكازه أكلتو الأرضة»؟، لا يوجد تنظيم أو أجهزة تحتكم إليها، والاحتكام إليها احتكام إلى وهم، فى غائبة، «مبيوعة»، مهمشة، سمها ما شئت. { أنت متهم بالسعي لورثة آل الهندي في الحزب، وبلال قال إنك تسعى لبطولات زائفة؟ - ماذا يزيد آل الهندي ليكون لهم رئيس حزب؟، «دي خزعبلات في رأس أحمد بلال ومن معه، دي أمانات وتكليفات إذا نظروا ليها من جهة المكاسب ممكن نتشاكل عليها، لكن لا آل الهندي ولا أنا ننظر لها من هذه الناحية، وآل الهندي ما محتاجين أحمد بلال يعرفهم يمشوا رئاسة حزب فيهو زي ديل». { انتقاداتك لمشاركة الحزب في الحكومة من 2009 إلى الآن، هل هذا رضاء عن الفترة الممتدة من العام 2001؟ - لا، أنا رفضت التكليف لوزارة التعاون الدولي في 2001 لأنى «عارفها ما بتمشي وقلت فيها بالكلمة الواحدة إنو في الإطار الدستوري والقانوني والسياسي والإداري الموجود وسائد أنا ما بقدر أنجز واجبات وزير». { هل طرحت رؤيتك في مؤتمر 2003؟ - نعم ولكن لم أجد مساندة والتزمت بقرارات المؤتمر. { ولكنك كنت عضواً في برلمان نيفاشا المعين وليس المنتخب؟ - المعادلة السياسية في 2001 ليست كما كانت في 2005 حيث كانت المعادلة قومية فرضتها نيفاشا وأخذنا فيها حصتنا من نسبة ال(14)% مثل القوى السياسية التي شاركت ولم تكن مشاركة ثنائية، وأنا أحاكم شخصي لم أكن تابعاً ولا «ترله» ولا صامتاً ولا إمعة. { وهل كان البقية «ترلات»؟ - نعم. { أنت قلت إن المشاركة في الحكومة التي أعقبت الانتخابات العامة تمت بمبادرة من أشخاص، وبلال يقول إن آخر اجتماع للجنة المركزية أجازها؟ - هذا غير صحيح وكيف قررت أصلاً المشاركة قبل الانتخابات ومعرفة نتيجتها؟ هذا في حد ذاته تناقض إلا إذا كنت «لازق» نفسك في المؤتمر الوطني إلى أبد الآبدين «ترله ما بتفكها لا انتخابات ولا نيفاشا»، أين مؤسسات الحزب التي لا تجتمع حتى بعد الانتخابات لتقييمها لكي يتجاوزوا المحاسبة السياسية والإدارية والمالية والتقييم، «لأنو اليوم داك بيحصل الفطام لآخرين وبموتوا من الجوع لأنو لا بد أنو يرضعو من الثدي البرضعو منو حالياً». { من في الضفة الأخرى قللوا من تياركم وقالوا إن من ساندونكم قلة فقط، معكم رئيس ولاية النيل الأبيض فقط وأمين واحد وبقية رؤساء الولايات معهم؟ - هذه بسيطة نلتقي في المؤتمر العام. { في ما يتصل بالمؤتمر هل ستتفاوضون معهم لدمج اللجنتين أم أنكم متمسكون بلجنتكم؟ - لجنتهم أصلاً غير شرعية وبلال كونها لكي يقول إنه أصدر قراراً في غياب الدقير هذا كل ما في الموضوع. { أنتم حددتم أكتوبر المقبل موعداً لعقد المؤتمر، أي بعد ثلاثة أشهر، كيف تقيمونه وقد عجزتم عن عقده لأكثر من ستة أعوام؟ وهل ما تبقى كافٍ لعقد المؤتمرات القاعدية بكل الولايات؟ - الولايات يمكن أن تقيم مؤتمراتها متزامنة، لا ولاية بعد ولاية، في ولايات يمكن أن تعقد مؤتمراتها في أسبوع، والعمل التنظيمي قطع شوطاً كبيراً، ونحن خلال فترة عملنا خلال سنة ونصف السنة كنا نكون في اللجان وحالياً هناك ولايات منتهية، والمؤتمرات من الدوائر والمحليات للولاية سهلة ومن ثم نقل ممثلي الولايات للخرطوم يمكن أن يتم في أقل من أسبوع، هم بقولون «قروش، لكن دي ما مشكلة لأنو إذا أعضاء وقيادات الحزب ما قادرين يدفعوا ويسيروا مؤتمراتهم ويصلوا الخرطوم ديل ما سياسيين ولا ناس حزب وتمويل الحزب الاتحادي من جيوب أعضائه ودي مقولة قديمة جداً، والحزب عندنا بقول العندو يدفع لي الما عندو، والحزب بالبقوم بالتمويل الخارجي أو التمويل السياسيى من أي جهة، ده حزب لن تكتب له الحرية ويوم ما تمول من الخارج الحزب بضيع زي الشايفنو أسي ده، ونحن بنعمل لي تخليص الحزب». { ما ردك على إحالتكم للجنة الانضباط التي تستمد تفويضها من اللجنة المركزية طبقاً لإفادات بلال، وهناك حديث يتردد عن رفعها لتوصية للمكتب السياسي بفصلكم؟ - «أنا ما شفت لي عدم معرفة باللوائح ذي البتكلم عنه أحمد بلال وهو رجل دكتور واخصائي كبير ووزير قديم ونائب وغيره»، كيف يجوز للأمانة العامة المحلولة أن تقرر وتملي على المكتب السياسي؟ متى يجتمع؟ ولماذا يجتمع الآن وهو لم يجتمع منذ أكثر من عام ونصف العام؟، و«بعدين انضباط شنو ولجنة منو، ومن يضبط من، الأسلم ننستر في الكلام الدائر عننا هذه الأيام» . { هم قالوا إن الباب مفتوح للعمل ضمن لجنتهم وأنتم قلتم بابكم مفتوح.. هل توجد نقطة التقاء بينكم؟ - نحن ليس لدينا باب مفتوح، نحن بابنا مفتوح تجاه المؤتمر العام فقط، عليهم الذهاب للمؤتمر وليس اللجنة. { وكيف يشاركون معكم في المؤتمرات القاعدية؟ - «يخشوها كقاعدة، مافي زول بعزلهم، ومافي زول بعزل اتحادي، لكن تاني ما بنوليهم علينا عشان يسوفوا التسويف الفات ده كله، ده ما بحصل وعشان يبيعوا الحزب ويغيبوا صوتوا عشان يمرغوا في الوحل وتسوء سمعته وتكون مشرورة في الشارع من ناس محسوبين علينا، والأولى لمن يجيك اتهام تستقيل بكل مسؤولية وتترك الحصانة لتبرئ نفسك وتعود بطل كبير، لكن اتهامات واستروها ما بتنفع، وإنت أصلاً تبتلع اتهامات زي دي والحزب يبتلع كلام زي ده ليه وإنت مغتصب هذا المكان باسم الحزب». { في الإعلان تحدثتم عن تنسيق مع القوى السياسية هل هذا إشارة ضمنية للانضمام لتحالف قوى الإجماع الوطني؟ - «نحن ما بنعرف إجماع وطني ولا ما إجماع وطني»، نعرف قضايا وطنية تحتاج لنقاش ومعادلات يتم الاتفاق عليها من خلال التشاور وأي منبر مثل هذا مهما يكن اسمه نحن شركاء فيه ومفتوح لنا مثل ما منابرنا مفتوحة لكل القوى السياسية لأن القضايا الوطنية تهمنا كلنا ونحن مع وطن وليس تسميات. { ذكرتم أيضا في الإعلان توحيد الفصائل الاتحادية وهذه قضية تبعث على الملل من كثرة ما ذكرت دون خطوات عملية؟ - لا بد من صنعاء وإن طال السفر والوحدة عندنا معتقد، وأزمات البلاد تتطلب أن يكون الحزب موحداً وديمقراطياً، وعرقلة الوحدة أصلاً تمت من فصيلنا الذي شكك في الوحدة ولجنة الوحدة بل تم حلها وحل كل لجان المكتب السياسي، عندما اقتربت الوحدة التي لن نتخلى عنها لأنها تمثل أشواق الاتحاديين وأي شخص «يعرلقها بندوسو»، ونحن حالياً نناقش مع الفصائل الاتحادية الرؤى المستقبلية بعد أن أزلنا عقبة كبيرة جداً في طريق الوحدة، ونهيب بالجماهير بأن تتخلى عن القادة الذين يعرقلون الوحدة وأي اتحادي يرفض الوحدة عليه أن يعيد تعريف نفسه، ونحن نفتكر أن عرقلة الوحدة تتم حالياً لصالح جهة توفر الوظائف السياسية والدستورية والتمويل والحماية للفساد وهذا اتهام مباشر نوجهه لهم وهم يعرقلون المؤتمر العام للحفاظ على مصالهم ويتعللون بالتمويل وأن المؤتمر يحتاج لأربعة مليارات. { بناء على ما ذكرت فإن مؤتمركم في أكتوبر ربما يضيف فصيلاً جديداً للفصائل الاتحادية؟ - ولكن هم أصلاً لا يوصفون بفصيل واتحداهم أن يحصلوا عبر انتخابات مباشرة على أي لجنة في أي (حلة)، بل في مناطقهم ذاتها. { رشحت أنباء عن زيارة لك برفقة مضوي الترابي لمولانا الميرغني ما صحة ذلك؟ - لم تحدث وربما تحدث لأنه لا يوجد ما يمنع. { المؤتمر الصحفي الذي عقده أحمد بلال الأسبوع الماضي أعلن أنه سيكون في نادي الخريجين وتم تحويله للأمانة الأمانة بحجة أنكم حشدتم الشباب المناصرين لكم بما ينبئ بمواجهة، هل كنتم تنوون ذلك وعلى أى شيء تستندون في ملكيتكم للنادي؟ - السؤال موجه لهم هم لماذا قرروا ولماذا انسحبوا وهم أصلاً لا يديرون نشاطهم فيه وربما خجلاً من مواجهة الناس انسحبوا وهم أصلاً ليس لهم ما يقدومونه، لا هنا ولا هناك. { موقفكم من المشاركة في حكومة ما بعد الانفصال؟ القضية ليست الحكومة، بل أي معادلة سياسية وأي برنامج وأي اتفاق وأي سلطة، فالنظام الجمهوري الموجود السلطة مركزة فيه في يد رئيس الجمهورية، وهل سيتنازل عن جزء من سلطاته للحكومة، سواء كانت عريضة أو ضيقة، ما طرح شكل الحكومة فقط بأنها عريضة وهذا طرح غير جاد ونحن لم يتصل بنا أحد وإذا اتصل سنخبره برأينا وهو معلن سلفاً ولن نجاوب على سؤال لم يطرح. { الدقير منذ اندلاع الأزمة لم يدلي بتصريح إلام ترد صمته؟ - الدقير أصلاً منذ أن تولى منصب الأمين العام « لا يصرح ولا يريد إلا أن يصبح وزير». { وكذلك السماني الوسيلة لم يصرح؟ - السماني رجل مناضل ووطني ونحن نحسب عليه أنه تقلد الوزارة دون أن يخطر أحداً ولا يوجد اتحادي ينكر عليه نضاله ولا سبقه ونحن نأمل أن ينضم إلينا في تيار الإصلاح ونحن حقيقة نفتقده كثيراً، ومن المفترض أن يكون في مقدمة الإصلاح الذى حاولنا إحداثه عبر مجلس شؤون الأحزاب فوجدناه كسيحاً لا إرادة له ولا وجود وصار مخزناً للشكاوي والمذكرات وهو حالياً يلفظ أنفاسه وفشل في أداء مهمته، ورئيسه نفسه غادره وأصبح سياسياً. { هل تعتزمون زيارة الولايات في الفترة المقبلة؟ - نحن زرنا الولايات من قبل وشاورناهم وإعلاننا لم يكن فرقعة إعلامية في الخرطوم وسنستمر في ذلك، لا انقطاع وسيكون لنا لقاءات سياسية في الولايات مبرجمة ويمكن تبدأ من الإقليم الأوسط.