تظاهر عشرات الأسر من النساء والشباب والأطفال بمناطق الشقلة شرق وغرب والفتيحاب بأم درمان وفي جبرة والصحافات بالخرطوم أمس (الجمعة) احتجاجاً على انقطاع المياه لأكثر من أسبوع، ورصدت (الأهرام اليوم) ملاحقة أكثر من 7 عربات من شرطة النجدة ومكافحة الشغب المتظاهرين الذين تفرقوا داخل الأحياء بمربعات 4 وغيرها من المربعات مروراً بشارع الأسفلت الرئيسي المؤدي إلى الجامعة الإسلامية، واحتجز أفراد الشرطة حوالي 12 من المتظاهرين ودفعوا بهم إلى داخل سيارات مكافحة الشغب وهم يهتفون «عايزين موية عطشانين»، إلى ذلك أغلقت الشرطة الشارع المؤدي إلى جامع بلال بعد أن تجمهر المواطنون المحتجون على عدم المياه وأغلقوا الطريق المواجه لمسجد بلال بمنطقة جبرة بالخرطوم، واحتجزت الشرطة 30 من المتظاهرين بضاحية جبرة احتجاجاً على انقطاع المياه أمس، ودونت بلاغات في مواجهة 21 منهم تحت المادتين 77 الإزعاج العام و69 الإخلال بالسلامة وأخلت سبيل 9 من المحتجزين وتعرضت امرأة ضمن المتظاهرين في جبرة لحروق في ساقيها. وتعهد نائب دائرة جبرة عادل ميرغني الذي خاطب المحتجين بإيجاد حل للأزمة في غضون 48 ساعة وفي الصحافة خرجت مظاهرات مماثلة في بداية ليلة أمس احتجاجاً على انقطاع المياه. وفي ولاية الجزيرة تفاقمت أزمة مياه الشرب بأحياء مدينة ودمدني وانقطع الإمداد المائي عن المستهلكين لعدة أيام بمربعات (ود أزرق، الدرجة، والهوارة، سنكات جبرونا، الدباغة حي بانت) وندد قطاع عريض من مواطني محلية مدني الكبرى الذين سيروا مظاهرات سلمية أمس الأول بعجز الهيئة عن معالجة محطات التنقية من تراكم الأطماء وطالبوا في حديثهم ل(الأهرام اليوم) أمس (الجمعة) بضرورة إقالة مدير هيئة مياه الولاية المهندس عبد الباقي نورالدائم لإخفاقه في إدارة ملف مياه الولاية منذ توليه المنصب عام 1999م وأشاروا إلى معاناة حقيقية لقاطني تلك المناطق في توفير مياه الشرب. مؤكدين أن الكيل فاض بهم ولم يعد لديهم صبر لتحمل فشله وقال المواطنون إن مشكلة مياه الشرب أصبحت كابوساً يزيد من معاناة سكان مدني وحملوا حكومة الولاية مسؤولية استمرار المدير لأكثر من (12) عاماً مع استمرار قطوعات المياه وتابعوا أن الكثير من الأسر اتجهت لشراء المياه من عربات الكارو نظير 6 جنيهات للبرميل وطالبوا بتوفير المياه خاصة وأن رمضان على الأبواب ودعوا هيئة مياه الولاية للاعتراف بمشاكل الإمداد المائي واعتبروا سياسات التعتيم التي تنتهجها إدارة المياه جزءاً من الكارثة وانتقدوا ادعاءات هيئة المياه التي تتحدث عن وفرة في الإمداد لا وجود لها إلا في خيال منسوبي الهيئة وشددوا على حكومة الولاية بإعفاء مدير الهيئة لعجزه المستمر عن معالجة مشاكل المياه المتفاقمة.
