الشاعرة سيدة عوض فضل الله الحاج، حفرت لنفسها رسماً شعرياً متفرداً ومغايراً على خارطة الشعر السوداني؛ فتناولت في شعرها قضايا اجتماعية عامة بمفردات رغم بساطتها لكنها عصية ومتمردة ومعبرة، هي من مواليد مدينة الدامر بالولاية الشمالية عام 1985م، خريجة جامعة وادي النيل كلية التربية قسم الفيزياء. وبمناسبة إصدار باكورة إنتاجها الأدبي: (ست الشاي.. مرثية الوطن الوجع) «الأهرام الثقافي» جلست معها في لقاء قصير.. { لنبدأ بسؤال يبدو تقليدياً، لماذا الشعر دون ضروب الأدب الأخرى؟ كأنك بهذا السؤال تريد أن تستفزني لأكشف لك عن ما أتعاطاه من ما أسميته «ضروب الأدب الأخرى»، فأنا كذلك مولعة حتى الثمالة بكل ما يسمى أدباً، فأكتب القصة القصيرة والخاطرة، ولي محاولات جادة في كتابة الرواية ولكنني أجد نفسي أكثر في الشعر دون سواه، لأن هذا الضرب من الأدب أكثر ما يعبر عن اختلاجات نفسي. { متى وكيف بدأت علاقتك مع الشعر؟ وما هي العوامل الداخلية والخارجية التي أسهمت في تشكيل وعيك؟ اسمح لي أن أقول لك إن الحرف في لحظة انسكابه على الوجدان لا يستأذن حضور القوافي، فهو ليس له كيفية محددة، ولا يتقيد حتى بخارطة زمانية أو مكانية، يأتي كيفما يشاء هو وليس أنا، ولكن مرحلة الثانوي هي من أكثر المراحل خصوبة في تكوين وعيّ بالأشياء، وكذلك البيئة التي أخرجت الكثير من الشعراء الكبار. { متى تكتبين القصيدة؟ وهل هنالك طقوس معينة يجب أن تتوفر عند الكتابة؟ أحس أن الشعر يسكن في داخلي منذ نعومة أظافري وله حضور دائم في كل حياتي، وكما قلت لك يجتاحني دون استئذان لكي يكتبني وأحياناً استدعي عوالمه كي أكتبه، فالطقس الوحيد الذي أمارسه عند تلك اللحظة هو ارتداء النص والجلوس على ضفة الحرف ساعتها أجد نفسي في غاية السعادة. { في مسألة التأثر بالآخر نلاحظ أن هنالك حضوراً كبيراً جداً لشعراء مثل محمد الحسن سالم حميد والقدال ومحجوب شريف وأزهري محمد علي في أغلب أشعارك، فكيف تنظرين لهؤلاء الشعراء؟ أعتقد أن كل شاعر من هؤلاء له مدرسة قائمة بذاتها، ولكنني لا أنفي أنني قرأت لهم كثيراً وهم أكثر إجادة للشعر باللهجة الدارجية، وأيضاً هم أصحاب قضايا واضحة، وكذلك قرأت لشعراء آخرين على المستوى المحلي والعربي. { ومن هم الشعراء على المستوى العربي؟ الشاعر محمود درويش، نزار قباني، نازك الملائكة وآخرون. { هنالك الكثير من الأصوات الأنثوية التي تكتب الشعر على خارطة مشهدنا الثقافي، فكيف تنظرين لهذه الأصوات؟ سؤالك هذا فيه اعتراف واضح أن الأدب ليس حكراً على الرجال، إذن المرأة موجودة في كل ضروب الأدب المختلفة ملكة الدار محمد أحمد في القصة القصيرة والرواية، والروائية زنيب بليل في مجال الرواية، وكذلك الشاعرة روضة الحاج وغيرها من الأصوات النسائية في مجال الشعر، وهي وجوه كبيرة استطاعت أن تحفر أسماءها في الذاكرة السودانية.