{ ماذا تعرف عن الآلية الجديدة لتنمية أفريقيا؟ أو ما تسمى اختصاراً ب(نيباد)؟! لم أكن شخصياً أعرف عنها الكثير حتى دعيت مؤخراً مع مجموعة مقدرة من الزملاء الصحافيين لحلقة نقاش ضافية للتعريف الكامل ب(النيباد) والتي عقدت بشركة (دال) وبرعاية (سيقا) للمنتجات الغذائية في مبادرة ذكية تصب في صميم اهتمام المجموعة بالشأن الوطني، وفي إطار جهودها المتنامية لخدمة البلاد والعباد. { وكانت هذه المبادرة قد استهدفت رهطاً من الإعلاميين في إشارة واضحة لإحساس القائمين عليها بالقصور الكبير في التعريف بالنيباد، ما لها وما عليها، إذ أن الشارع السوداني لا يعرف الكثير عن آلية الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا ولا عن دورها المتعلق بالسودان تحديداً، هذا إن لم يكن قد سمع بها من قبل إطلاقاً. { ويجيء في تعريف (نيباد) أنها رؤية نابعة من بلاد أفريقية وليست مستوردة في إطار استراتيجي لنهضة أفريقيا وقد صممت خصيصاً لمجابهة التحديات المعاصرة التي تواجه القارة الأفريقية مع تفاقم حدة الفقر وقلة التنمية والتهميش المتواصل لأفريقيا، الشيء الذي استدعى تدخلاً مباشراً يقوده الرؤساء الأفارقة لتطوير هذه الرؤية لضمان واقع أفريقي أفضل في جميع المجالات (الصحة، التعليم، الصناعة، الزراعة، التعدين.. إلخ). كل ذلك لأجل مكافحة ذلك الفقر الأفريقي الأصيل ووضع الدول الأفريقية دولياً وإقليمياً في طريق النمو والتطور مع العمل على وقف تهميش أفريقيا في عملية العولمة وتسريع اندماجها في الاقتصاد العالمي. { لهذا.. جاءت الجلسة حافلة بالتوضيحات والتعريفات حول (نيباد) بلجانها الأربع ومشاريعها المرتقبة وآمالها العراض على أمل أن يتفاعل السودان مع هذا المفهوم الإيجابي للتطور. { ويبدو أن البداية كانت موفقة، إذ بادرت (سيقا) لرعاية هذا التوضيح لوقوفها على أرضية صلبة من القناعات وضرورة نشر مفاهيم الحوكمة السياسية والاقتصادية والمؤسسية، مما يفسح المجال للتنمية المستدامة التي يبدو فيها الاقتصاد في كامل عافيته وعنفوانه. { والمطلع على ما تدعو له (نيباد) يجد فيه الحكمة والحلول الجذرية المثالية، مما يدعو لتشجيع هذه المساعي النبيلة - وإن كانت حالمة وبعيدة المدى - ودعمها والتنوير بها ولعل مجموعة (دال) كمؤسسة اقتصادية ضخمة تعي ضرورة توفير المناخ الملائم والإطار التنظيمي لممارسة النشاط الاقتصادي وهذا عين ما جاءت به لجنة الإدارة الرشيدة للمؤسسات والشركات الاقتصادية التابعة للآلية والتي أشارت في ما أشارت لضمان أداء المؤسسات لأعمالها بصورة جيدة تراعي حقوق الإنسان والمسؤولية الاجتماعية والحفاظ على البيئة وحمايتها. { ويبدو أن ما ورد من مبادئ في (نيباد) يناسب استراتيجية (سيقا) وموجهات العمل التي لا تقبل المساومة داخل المجموعة ككل، فبينما تتحدث لجنة التنمية الاجتماعية والاقتصادية (للنيباد) تتحدث عن التحسن المستمر في مستوى معيشة الناس، تتقدم مجموعة شركات (دال) بإسهاماتها المتواصلة من أجل توفير خدمات تليق بالمستهلك السوداني، والمدرك لهذا الجانب من العملية الاقتصادية يعلم الدور الذي تقوم به (سيقا) تحديداً كضمان للأمن الغذائي بالبلاد. { إذن.. أرادت (سيقا) بتنظيمها لهذه الورشة بالتضامن مع أمانة الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا، أن تقول إنها كمؤسسة اقتصادية خاصة تعي دورها ومسؤوليتها المجتمعية ولها أدوارها الوطنية التي تجعلها لا تتردد في تقديم مساهماتها حتى على نطاق القارة الأفريقية. { إننا نأمل أن تحقق (نيباد) الكثير من أحلامها وأحلامنا العريضة، وأن تنزل كل مشاريعها الضخمة إلى الواقع، غير أن ذلك حتماً لا يتأتى إلا بتضامننا وقناعتنا المفرطة بدورها الكبير، وتفاعل القطاعات المختلفة من أجل هذا التطور مثلما فعلت مجموعة دال مشكورة بتبنيها لهذه المبادرة التنويرية التي فتحت مداركنا على (نيباد) وأيقظت داخلنا شعوراً مفعماً بالأمل في تحسن مستمر لمعيشتنا يوماً. {تلويح: أعجبني جداً أن يكون رئيس المجلس الحاكم لهذه الآلية الأفريقية سودانياً وهو د. إسماعيل الحاج موسى فربما يكون ذلك فألاً حسناً غير ما هو سائد من مسميات فخيمة يترأسها سودانيون ولا ينال السودان من خيرها الكثير.