المائدة الرمضانية تعج بكميات كبيرة من أصناف الطعام ويكثر الصائمون من تناول المأكولات والمشروبات دون مراعاة لما يضرهم أو ينفعهم.. (الأهرام اليوم) التقت باختصاصي التغذية عفاف عبدالفاضل عجب بوزارة الصحة الاتحادية التي قالت إن من أهم أساسيات الصوم يكون مدرسة تهذيبية للنفس، وفرصة لتدريبها على الصبر والتحمل ومقاومة الإغراءات، إضافة إلى إراحة الجهاز الهضمي، حتى يتفرغ الكبد لمهمة تنظيف الجسم من الشوائب التي تراكمت خلال السنة، وأضافت لكن الملاحظ خلال شهر رمضان، الإقبال الكبير إلى حد النهم على كل ما لذ وطاب تحت ذريعة أن نفس الصائم تشتهي الحلويات لأن جسمه يحتاج إلى ما يزوده بالطاقة، فنرى عند الصائم ينقض على الأكل ليلتهم كل ما توفر من أنواع وهنا تكمن المشكلة، فالصائم وبدون أن يدرك يسبب لنفسه الضرر ويعرض جهازه الهضمي للكثير من المشاكل، خصوصاً وأن تناول الطعام دفعة واحدة عامل آخر غير مساعد في ظل عدم وجود نظام غذائي أو توقيت سليم. وقالت اختصاصي التغذية إنه لتجنب كل هذه المشاكل يجب البدء بتناول التمر لأنه يحتوي على نسبة كبيرة من السكريات سريعة الهضم والامتصاص فتزيد من مستوى السكر في الدم فيشعر الصائم بعدها بالهدوء والسكينة بعد فترة طويلة من انخفاض السكر في الدم مع عدم الإكثار من تناول الماء قبل الطعام حتى لا تمتليء المعدة به فلا تجد مكاناً للطعام وكذلك تجنب الماء المثلج لأنه يسبب عسر الهضم ويزيد من الإحساس بالعطش وتناول الشوربة الدافئة قبل الطعام، حيث إن الشوربة تهيئ المعدة وتساعدها على إفراز الإنزيمات الهاضمة التي لا تعمل إلا في درجات حرارة مرتفعة نسبياً دافئة. وعن أهم ما يتناوله الصائم ساعة الإفطار أشارت إلى ضرورة الاهتمام بطبق السلطة الخضراء لأنه كنز من الأملاح المعدنية والفايتمينات ويساعد على الحد من تناول الأطعمة عالية السعرات وأوصت بعدم تناول الحلويات والمشروبات المحلاة بالسكر فهي تسبب زيادة في الوزن وتزيد احتمالات التعرض لتصلب الشرايين، كما تنصح بضرورة الابتعاد من المشروبات الملونة نهائياً وتناول المشروبات كالعصائر الطبيعية لاحتوائها على مواد مغذية أساسية وطبيعية، كما أشارت إلى أن سكر الفواكه الطبيعية يستطيع الجسم التعامل معه بشكل جيد عكس السكر الأبيض المضاف لأنه سوف يساهم في زيادة هرمون الأنسولين بشكل كبير ولذلك يفضل الحد من شرب المشروبات الصناعية لأن السكر المضاف إليها له تأثير سلبي على الجسم ويؤثر على سلامة ونشاط البنكرياس وكلذلك قد يؤدي إلى حدوث السمنة وزيادة الوزن. وأبانت أن العصائر الطبيعية تحتوي على كميات جيدة من الفيتامينات والمعادن التي تلعب دوراً في حماية الجسم من المضادات التي تساهم في أكسدة بعض المواد والتي بدورها تسبب مشاكل صحية وتحتوي على الألياف الغذائية التي تحسن من حركة الأمعاء والتصريف وبالتالي تمتاز عن المشروبات الكيمائية والمصنعة. وعن ما يجب تناوله في الإفطار أشارت إلى أنه ليس هناك من داعٍ لتجنب نوع معين من الطعام إذ يمكن للفرد تناول كل شيء بكميات معتدلة مع أهمية عدم الإكثار من تناول السكريات، لأنها تشعر بالجوع أكثر كما أنها تساعد على زيادة الوزن بسرعة كبيرة. وعن السحور قالت من الأفضل أن يكون سحوراً خفيفاً يتضمن أجباناً وألباناً أو حتى سلطة مع قطعة فاكهة لأنه من المضر أن يتناول الصائم الأكل الدسم في ساعات الليل المتأخرة. وختمت بقولها إنه إذا اتبعنا هذا النظام الغذائي قد يبقى الجسم سليماً والمعدة سليمة ولا نعرض أنفسنا لمشاكل هضمية.