السيد الإمام الصادق المهدي قال في شأن مشاركة حزبه في الحكومة القادمة إنهم لن يقبلوا بأقل من «الجلد والرأس والمطايب»، والاتحاديون تحدثوا من قبل عن هذه «الضبيحة» وربما لا يقبلون «بالسليقة» إن فاتتهم «الكبدة والمرارة»، وأخشى والحال هذه أن يخرج علينا حزب آخر يطلب «الأفخاذ ولحمة الشية»! والشعب ينتظر على الجمر! وربما كان لسان حال الحزب الحاكم «صاحب الضبيحة» صاحب الجلد والرأس هو الآخر، ربما كان لسان حاله يتمثل في تلك الأبيات التراثية: ضبحولنا الكرامة وأصبحنا فرحانين ضربو دنقرن جوني العيال مارقين بسأل عن علي الولد البقود تسعين هو اللدر العلي ضهره الجنوب والطين ثم لا نعرف والحال هذه من يذبح لمن، ومن يذبح من، وهذه «الضبيحة» التي تكاثرت سكاكينها الآن ألم يقل عنها العميد عمر حسن البشير يوم انتشلها لأول مرة عام 1989م إنها «جنازة بحر» لما كان رصيد بنك السودان يومها مائة ألف دولار. إذن يا أيتها الجماهير الصابرة «القصة لم تعد قصة رغيف» ولا قصة شعب مظلوم ضعيف، فلقد تساقطت كل تلك الدعاوى والمزاعم كتساقط أوراق الخريف لتصبح القصة «قصة مطايب» بامتياز. إذن فلنخرج في مواكب الشاعر عبد القادر الكتيابي ولنهتف.. اهتفوا معي.. مكاء صلاة اليمين عليك وحج اليسار إليك نفاق واقطع حد ذراعي رهاناً ستصبح ثم تراهم سماناً وثم يشد عليك الوثاق لتعرف أن المنابر سوق وأن البضاعة أنت وليس هنالك إمام.. وليس هنالك رفاق لماذا لا نجعلها «حكومة نفير زراعي عريضة»، خاصة وأن الخريف لم يزرنا هذا العام، وعليه نحتاج لعمليات «عصف ذهني» هائل في المشاريع المروية لنعوض «خسارة الخريف» في ظل ما يشبه الانهيار في هذا القطاع الذي يواجه اشكالات كبيرة. ولهذا وذاك ستنتظر «مؤسسة الملاذات» تشكيلة وزارة الجمهورية الثانية بفارغ الصبر لتعرف شيئاً واحداً فقط، لتعرف من هو وزير الزراعة القادم، وذلك على طريقة أروني من هو وزير زراعتكم أخبركم عن مسيرة جمهوريتكم الثانية، لأننا يا أمة الخير في خاتمة الأمر نسعى «لإنتاج القمح والدخن والذرة»، على أن تشتعل الأرض خضرة وتحتدم الحقول نضارة وإنتاجاً. والقصة كلها في «العجين»، وكلما داهمتنا بوادر شح في القمح والمطر والخريف، كلما احتمينا بمقولة الشيخ ود بدر: «أكان ما عجيني منو البجيني»، فعلى قدر «عجين الحكومة» وخبزها تكون الجماهير. سادتي.. العهد الذي بيننا وبينكم الخبز، «الخبز العريض»، فأنتم بخير ما دامت مخابزكم قادرة على إنتاج خبز يواري سوأة الجماهير كل صباح.. ولا يهمنا من الذي يجلس على رقاب وزارتنا، بقدر ما ما يهمنا أن ينتهي هذا الطحن إلى عجين. قوموا إلى صناعة الخبز وساووا صفوفكم.. واعلموا أن الله قديماً قد قال: (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف»..