عماد الدين عبدالقادر الشريف عادة ما يفقد الموظف الرغبة في العمل نتيجة للإجهاد الذهني والتبلد الشخصي والإحساس بعدم الرضا عن المنجز الشخصي والأداء المهني وهو احتراق نتيجة للضغوط النفسية وهو المرحلة النهائية والمأسوية المهنية المتطرفة ويحدث عندما لا يكون هناك توافق بين طبيعة العمل وطبيعة الإنسان وكلما زاد التباين بين طبيعة العمل وطبيعة الإنسان زاد الحرق النفسي للموظف وأيضاً هناك عوامل اقتصادية وتطورات تنكلوجية وفلسفة إدارية لتنظيم العمل مثل ضغط العمل والصلاحيات والاختصاصات وحرية التصرف أو قله التعزيز الموجب بتقدير الجهد المبذول بحافز مادي، معنوي أو أجر إضافي، كما للفاقد الاجتماعي دور مثل مشاركة الزملاء المناسبات والهموم والأفراح، فضلاً عن العزل الاجتماعي مثل العاملين في المختبرات الطبية والحاسبات والمكاتب المغلقة، حيث يكون التعامل مع الأجهزة دون الآخرين، كما يتم تحميل الموظف مسؤوليات ليس في مقدوره تحملها وعند الإخلال بها تتم محاسبته، وقد يكون القصور بسبب رداءة الأجهزة وتواضع إمكانياتها ومحدودية برامجها، وأحيانا يكون الموظف يتطلب منه ما قد يتعارض مع مبادئه مثل الكذب لتمرير منتج على عميل، أو الذين يتعاملون مع الجمهور والمواجهة المباشرة لما يتطلب الاستيعاب الكامل والدقة، وليس من الموظف مما ينتج عنه تدني في الجودة والإتقان والتطوير وزيادة الإنتاجية وذلك للتداخل في الاختصاصات والتضارب في المهام وزيادة حجم العمل والاضطلاع بالمسؤوليات والمهام المهنية أو عدم القدرة على تحقيق النجاحات نتيجة لقيود نظام العمل ونجد أن الموظف والإداري ضحية سائغة لأسلوب نظام العمل غير المرن وخاصة في الشركات والمصالح الخاصة المملوكة للأفراد أو الشركاء، حيث درجت الشركات والمؤسسات والدول الصناعية على اتباع وتفادي حدوث احتراق نفسي وظيفي، وعملت على أن لا يمكث الموظف في موقعة كثيراً فيتم نقله إلى قسم آخر أو إدارة ليكتسب الخبرة والمعرفة والتغيير بدافع حفزه لمزيد من الإنتاجية والحماس للعمل. الاحتراق النفسي مرض عصري شائع في حياتنا المعاصرة يحمل تناقضات اجتماعية وضغوطاً نفسية واجهها إنسان اليوم ومنها ضغوط العمل والتي تؤدي إلى حالة من الإنهاك البدني والعقلي والانفعالي للزيادة في الأعباء والمتطلبات، فكلما كان الفرد ذكياً زاد تحكمه وقدرته على التعامل مع المواقف الجديدة وأكثر قدرة على التوافق الشخصي والاجتماعي، كما الخبرات، كان أقدر أيضاً، وتداخل اتجاهات الفرد نحو المهنة والرضا الوظيفي والتفاعل الاجتماعي والسلطة الإدارية هي المحدد الأساسي لمدى تحمله للمهنة وضغوطها النفسية والجسمية ونجاح الفرد الإيجابي للمهنة وهي ركيزة النجاح الوظيفي.