{ أثبت العلماء مؤخراً، أن استخدام «الكلوروفورم» في التخدير في حقبة من سنوات القرن الماضي، قد تسبب في موت أنسجة الكبد والكلى وخلايا الجهاز العصبي المركزي لدى العديد من البشر، مما أدى بهم في النهاية إلى الخرف المبكر، وبناء على ذلك أكدت الأبحاث المزيد من الدلائل على وجود ارتباط كبير بين مادة «الكلور» المستخدمة حالياً عادة في المنظفات المنزلية المختلفة وتلك المستعملة في تنقية وتعقيم مياه الشرب في الدول النامية وبين مرض (الزهايمر)!! { ومرض (الزهايمر) الذي يعرف بالخرف المبكر أو «العتمة» هو من أكثر الأسباب الشائعة لتردي شيخوخة الإنسان، وهي متلازمة تدهور المخ التي تؤثر في الذاكرة والتفكير والتصرفات والعواطف. وعلى الرغم من أن «الخرف» يعد مرحلة منطقية واردة الحدوث عند بني البشر وسيمر بها كل شخص بطريقة معينة، إلا أن المصابين بهذا لن يتمكنوا في نهاية الأمر من العناية بأنفسهم كما يجب في مرحلة مبكرة من أعمارهم قد يكونون فيها بكامل قواهم الجسدية ولديهم العديد من الإمكانيات الفاعلة وسيجعلهم هذا (الزهايمر) في حاجة للمساعدة في كل جوانب حياتهم اليومية. { والمؤسف، أنه لا يوجد حتى الآن علاج فعال لمعظم أنواع هذا الإنسان فيفقده البوصلة، وهو المرض الأكثر شيوعاً بين كبار السن ويعد رابع أسباب الوفاة في العالم. ويركز هؤلاء الباحثون حالياً على دور السموم البيئية في الإصابة بالمرض، فقد لوحظ أن «الألمونيوم» كان من المسببات المرتبطة بالخرف الناتج عن غسل الكلى والآن أضيف إلى القائمة هذا «الكلور» المستخدم يومياً في حياتنا بمعدلات ونسب متفاوتة، وهو أحد أكبر السموم الأخرى التي تعتبر مسؤولة عن مخاطر صحية مختلفة، منها تلف الأعضاء مثل القلب، وتمكن الخبراء من إثبات أن استخدام «الكلورر» كمبيض أو معقم يمثل تهديداً خطيراً للصحة ويجب الحد من استخدامه. حتى وإن اعتبرنا أن تركيزاته المستخدمة في ما يتعلق بحياتنا ضعيفة، إلا أنها لا تزال مادة كيميائية سامة يجب أن تخلو المنازل منها، وقد تبين أيضاً أن سرطان الثدي، ومشاكل القلب، إلى جانب ذلك الزهايمر المبكر والشيخوخة العقلية والجسدية هي حالات يمكن ربطها مباشرة بالمياه المعالجة بالكلور. {إذن.. ماذا نقول عن الكلور الذي يستورد خصيصاً للسودان وبطائرات ضخمة وكميات كبيرة؟!! ماذا نقول عنه ونحن نتذوقه دون أن نستسيغه دائماً في مياه الشرب بحجة تنقيتها من الشوائب العالقة؟! وهل قدر لنا أحد الأمرين؛ إما الزهايمر المبكر أو الفشل الكلوي!! هل هما خياران لا ثالث لهما، إما مياه نقية بذاكرة خربة أو مياه ملوثة بصحة مسلوبة؟! { ولا يخفى على أحد أن استخدام «الكلور» أصبح من الثوابت في حياتنا، لا سيما ذلك المستخدم للمياه وفي المستشفيات والمنظفات، وهو في الغالب كريه الرائحة ومزعج للنفس البشرية، فسبحان الذي جعل النفس تنفر من هكذا خطر. وسبحان الذي قدر لنا أن نأخذ نصيبنا من «الخرف» بأمر حكومي وتحت رعايتها المباشرة، وربما هي محاولة لجعلنا ننسى معاناتنا مع المعيشة والغلاء والفساد وتدهور الخدمات التعليمية والعلاجية، والانحرافات الأخلاقية، وتراجع العلاقات الإنسانية ربما هي فرصة لننسى تماماً.. ضمائرنا. { تلويح: (زهايمر) مجاني.. يريحك من الهموم والمشاكل، سارع للحصول على صحتك، فالفرص محدودة و«الكلور» موسمي.