«لو التمني بيجدي تحيا ألفاً بعدي» هكذا تغنى العندليب الأسمر زيدان إبراهيم لسنوات بهذه الأغنية وغيرها من الروائع «ولو التمني بيجدي» لكابد المرض كل محبيه نيابة عنه وهو يتلقى العلاج الآن بالقاهرة، كم هدأت النفوس وتنفست الصعداء بعد أن أتت الأخبار المفرحة أن حالته الصحية في تحسُّن مستمر. زيدان إبراهيم أجمل المطربين روحا ًوفناً وصفاء ونقاءً.. زيدان إبراهيم حاز لقب العندليب لأنه الأقدر على التعبير عن الحب الجارف في قلوب محبيه وهو أيضاً الأقدر على طرح مشاعرهم بأغنياته المحفوظة على جدران القلوب منذ العام 1969م وحتى يومنا هذا وهي مدة رحلته مع الغناء فلم تخرج من شفتيه أغنية قيل إنها دون المستوى.. (وسط الزهور متصور)، (خليك واضح يا جميل)،(أخونك)، (في الليلة ديك)، (جميل ما سألناه) (في بعدك يا غالي)، (أسير حسنك يا غالي)، (قصر الشوق)، (داوي ناري)، (ليه كل العذاب)، (لا هماك عذابنا)، (حنيني إليك)، (هانت الأيام عليك) (شقا الأيام، (لو أحبك). وغيرها كلها كلمات غاصت في وجدان الشعب السوداني وكتبها شعراء تشربوا الوجد في شرايينهم وحمل لواءهم الشاعر المرهف التجاني الحاج موسي، زيدان ابن أم درمان ميلاداً ونشأة ومن ثم الحاج يوسف سكناً ظل حديث الساحات بعد مغادرته الخرطوم إلى القاهرة مستشفياً حتي (الحبوبات الرقيقات) يتحدثن في أسى «الله يرفعوا زيدان إبراهيم الولد أبو صوتاً حلو وغنا مهذب» أما الشباب فدعوا الله له بعاجل الشفاء ليعود قوياً ويعتلي المسرح ويغرِّد فيهم «آي ييي يا» بأغنية قصر الشوق لصديقه وشقيقه الذي لم تلده أمه التجاني الحاج موسى: أقول أصبر على الهجران أقول أنساك لا بُد أشوف بس طرفك النعسان تخوني القوة والشدة تصبِّر قلبي على الهجران يثور ماضينا ويتحدى يا قصر الشوق لو هداك حبيبك ومرة ليك صدَّ ببنيك بغلاوة الريد محال أنا قصري يتهدّ أهي الأيام بتتعدى ونرجع تاني لابُد وحات عمراً قضيتو معاك محال عن ريدك ارتدّ وراجي العين تلاقي العين وأحضن إيدك البضة وأهي الأيام بتتعدى ونرجع تاني لابُد باب الريده وانسد نقول ياربي إيه جد؟ تمر أيام وتتعدى ونقعد نحسب في المدة مهما أجرب النسيان ألأقي الشوق يمتد ما باب الريدة وإنسدّ (ختوه قرض): لم تعجبني تراشقات الكبار من المطربين هذه الأيام وهم قدوة لصغار أهل الطرب ولمعجبيهم قبل ذلك، والناس يحبون ترباس ويعشقون حمد الريح وكلاهما كبير، وكبير جداً، وبعيداً عن كيف بدأت نرجو منهما ومن كل متخاصمين من أهل الفن أن يحكِّموا العقل. فقد تخاصم أهل السياسة والحكم و(ختوه قرض) في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق فإذا (دوّرت) في معاقل الفن والآداب فأين يذهب المواطن؟؟