مطار الخرطوم - طلال اسماعيل، هبة محمود - تصوير - علم الهدى حامد ووري الفنان زيدان إبراهيم الثرى في العاشرة من مساء أمس (السبت) بمقابر (البنداري) بالحاج يوسف بجوار والدته نزولاً لوصية الراحل، فيما رابط عشرات الآلاف من المواطنين بين أم درمان والحاج يوسف ومطار الخرطوم منذ الخامسة مساءً، لينطلق الجثمان إلى دار اتحاد الفنانين ثم العباسية ومنها إلى منزل المرحوم بالحاج يوسف ونقل بعده إلى المقابر حيث أم المصلين وزير الثقافة السموأل خلف الله بعد أن أصر المحتشدون على صلاة الجنازة للمرة الثالثة بعد صلاتي القاهرةوأم درمان. ومنذ اقتراب الساعة السابعة مساء أمس (السبت) كانت الطائرة المصرية تحلق فوق مطار الخرطوم الدولي وبداخلها جثمان الراحل الفنان زيدان إبراهيم، وما أن استقرت على المدرج حتى حاصرها المئات من محبي زيدان وسط تشييع رسمي وشعبي عنوانه (في بعدك يا غالي أضناني الألم). في (الليلة ديك) من أمس الأول (الجمعة) كان (العندليب الأسمر) يجهز نفسه إلى الدار الآخرة، وأسلم روحه إلى بارئها فجر أمس (السبت) بالعاصمة المصرية القاهرة عقب رحلة استشفاء شاءت الأقدار أن يهد من خلالها (قصر الشوق)، لكنه لم يسد (باب الريده) مع جمهوره لأنه من المطربين الذين يتركوننا (نحسب في المدة) محبة لفنه الأصيل. وكانت صحيفة (الأهرام اليوم) عبر رئيس تحريرها الأستاذ «الهندي عز الدين» قد اجتهدت مع جهات رسمية وشعبية وفنية في محاولة لعلاج الراحل الكبير الذي سافر إلى القاهرة مساء يوم (الاثنين) الثاني عشر من سبتمبر الجاري، وكان يعاني آلاماً في الكبد، واستقرت حالته في الأيام الأولى للعلاج، إلا أن حالته تدهورت منذ يومين، وبذلت محاولات لنقله إلى المركز الطبي العالمي، انتهت هذه المحاولات بوعود من مدير المركز بإمكانية نقله أمس، إلا أن القدر سبق الجميع. اكتظ مطار الخرطوم بكل نجوم المجتمع، وجاء الفنانون بأحزانهم ينتظرون جثمان زيدان الذي لُف بعلم السودان، قبل ان تتحرك به عربة إسعاف بداخلها الفنان جمال مصطفى (فرفور) إلى مبنى اتحاد المهن الموسيقية، ومنه الى ميدان الربيع ليصلي عليه في المرة الأولى الشيخ عبد الرحمن محمد علي - إمام مسجد (مرفعين الفقرا). وغاب عن موكب التشييع إلى مثواه الأخير كبار رجال الدولة عدا وزير الثقافة السمؤال خلف الله، ووزير الثقافة بولاية الخرطوم محمد عوض البارودي واتفقت الحكومة والمعارضة والحركات المسلحة بدارفور على نعي الفنان «زيدان ابراهيم» ووصفته حركة العدل والمساواة بالإنسان الرائع. ولد محمد إبراهيم زيدان بمدينة أم درمان حي الموردة في عام 1943م، وتعلَّم الموسيقى على يد الأستاذ إسماعيل عبدالمعين، كما درس بمعهد الموسيقى والمسرح لمدة عام. وكشف مسؤول باللجنة الشعبية بالاضافة إلى مواطنين بالحاج يوسف ل«الأهرام اليوم» أن الراحل شيد مسجداً وفرشه بالمنطقة وطلب من المسؤول عدم ذكر هذه المعلومة بتاتاً.