تظاهر ظهر أمس (الجمعة) المئات من مواطني (الحمداب القرية 2) بالولاية الشمالية احتجاجا على انعدام مياه الري للمشاريع الزراعية مطالبين الرئيس عمر البشير بالتدخل لوضع حد للأزمة في وقت هددوا فيه بالإضراب عن الطعام في حال تطاول أمدها. وقال أحد المحتجين ويدعى سليمان حسن ل (الأهرام اليوم) إن الاحتجاجات بدأت عقب صلاة الجمعة مباشرة واستمرت حتى الخامسة مساء منوها إلى تعطل (الطلمبات الخمس) الخاصة بالمشروع الزراعي للقريتين (2، 3) بعد مرور ثلاثة أعوام على تشغيلها في حين أن عمرها الافتراضي بين 20 إلى 25 عاما وهو ما يعني عدم مطابقتها للمواصفات المطلوبة لافتا إلى أن إدارة المشروع حاولت وضع حل إسعافي متمثل في تركيب (صنابيل بثلاثة بوابير صغيرة) تعطل اثنان منها في حين أنه ليس بمقدورها ري 10 % من المساحة المستغلة من المشروع والبالغة 6 آلاف فدان من أصل 29 ألف فدان هي مساحة المشروع الكلية. وقال سليمان إن لجنة مفوضة من المزارعين قابلت والي الولاية مؤخرا لإيجاد حل إلا أنه أخبرهم بعجزه عن ذلك معتبرا موقف الوالي منطقيا لجهة أن الأزمة أكبر من مقدرات حكومة الولاية مشيرا إلى زيارات قاموا بها طيلة الفترة الماضية إلى الخرطوم للقاء المسؤولين دون جدوى. وأضاف سليمان أن تعطل المشروع جعل أغلب رجال القرية يهجرونها للعمل في صيد الأسماك ببحيرة سد مروي والتنقيب العشوائي عن الذهب رافضا أن تكون احتجاجاتهم ذات بعد سياسي وأنها تقتصر فقط على قضية المياه ولا تتعداها إلى غيرها مستشهدا بأن هتافات المحتجين كانت (الأذى جسيم يا البشير عايزين لقاك يا المشير) بجانب (ما دايرين إسعافي وين بيارتك يا المتعافي).