كان متوقعا أن توافق إسرائيل على خطة السلام التي طرحتها اللجنة الرباعية الدولية التي يرأسها رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير ففي الأخبار أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وثمانية من كبار وزرائه قرروا أمس الأول الأحد أن يؤيدوا خطة الرباعية للسلام التي تدعو لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الوطنية الفلسطينية خلال شهر من الآن وبلا أي شروط مسبقة. في بيان صادر من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو جاء أن إسرائيل ترحب بدعوة اللجنة الرباعية الدولية لاستئناف المفاوضات بينها وبين الفلسطينيين بلا أي شروط مسبقة وهو كما قلنا نفس الموقف الإسرائيلي وتشترك فيه معها الولاياتالمتحدةالأمريكية ومن هنا كان الترحيب الإسرائيلي بالبيان وجاء في البيان أيضا أن لإسرائيل بعض المطالب وسوف تعلنها خلال المفاوضات وترجو إسرائيل من السلطة الفلسطينية أن تفعل نفس الشيء وتدخل في المفاوضلت المباشرة بلا تأخير وكانت كاثرين أشتون وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي هي التي قدمت في نيويورك خطة اللجنة الرباعية الدولية التي تستهدف الوصول إلى اتفاق نهائي بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بنهاية العام القادم وما فعلته اللجنة الرباعية الدولية بطرح خطة للسلام تنطلق من المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين محاولة لإجهاض الطلب الفلسطيني الذي قدمه لمجلس الأمن الرئيس محمود عباس بمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأممالمتحدة باعتبارها دولة مستقلة ولم تستخدم الولاياتالمتحدة بعد حق الفيتو في مواجهة الطلب الفلسطيني لكن المؤكد أنها سوف تستخدمه عند الاضطرار إليه وكان أحد الكتاب العرب تقدم قبل الطلب الفلسطيني باقتراح إلى الرئيس عباس بأن يمتنع عن تقديم طلبه وبدلا منه يطالب الأممالمتحدة بتنفيذ القرار الذي أصدرته عام 1947م بتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية وكان الفلسطينيون رفضوا القرار وأيده الإسرائيليون وبموجبه أقاموا دولتهم وهو اقتراح معقول لكن الرئيس الفلسطيني لم يهتم به وتقدم بطلبه وفيه أيضا كثير من المعقولية. إن عدم حل المشكلة الفلسطينية حتى الآن برهان آخر على أن الحق ليس بالضرورة أن يسود فالمجتمع الدولي المثالي المنحاز للحق والمستعد للانتصار له دون أن تسنده القوة اللازمة لم يظهر بعد في الكرة الأرضية وبناء عليه فإن من الممكن أن تظل المشكلة الفلسطينية بلا حل عادل زمنا طويلا خاصة وأن الفلسطينيين وأمتهم العربية يعيشون الآن ضعفا ملاحظا مخيفاً.