{ هادئة.. وقورة.. ومثقفة.. عليها مسحة من جمالٍ مريح وبها عذوبة ووداعة ولحديثها طلاوةٌ ومنطق.. إنها الدكتورة الإماراتية العالمية (حبيبة المرعشي) مؤسس ومدير (الشبكة العربية للمسئولية الاجتماعية) إلى جانب العديد من الألقاب والمناصب الفخيمة الأخرى على مستوى دول التعاون الخليجي والعالم.. والتي سعدنا بالاستماع إلى محاضرتها الشيقة والهامة من خلال المنتدى الفخيم الذي أقامته لنا (شركة سيقا)، بالتعاون مع (مجلس المسئولية الاجتماعية ولاية الخرطوم) و(الشبكة العربية للمسئولية الاجتماعية)، تحت شعار (نحو الارتقاء بمفهوم المسئولية الاجتماعية، والذي كانت سعادة الدكتورة (حبيبة) المتحدث الرسمي به لتفتح أعيننا على آفاق (خضراء) لمفهوم المسئولية الاجتماعية الشامل الذي جعلته رسالتها النبيلة فى الحياة، إذ أنه قد ولت الحقب التى كانت المؤسسات تتخذ فيها من نسب المبيعات وحصة السوق معايير للنجاح, فالتقييم الآن لكل المشاريع يجب أن يتم وفق ممارساتها تجاه كوكب الأرض وسلوكها تجاه الإنسان ومحيطه الاجتماعي ومدى الالتزام بأخلاقيات المهنة. { كما أن تحقيق أي تحول جاد على مستوى التنمية يتطلب مشاركة فاعلة من كل القطاعات فلا يمكن مواجهة التحديات فى مجالات السلام والتنمية وحماية البيئة بصورة منفردة, وهذا هو المفهوم الإيجابي الذى تميزت به (مجموعة شركات دال) فى نهجها المسئول والواضح تجاه المجتمع والذي يظهر بوضوح فى العديد من المبادرات الاجتماعية المشهودة، مما أهلها لتكون عضواً فاعلاً فى الميثاق العالمي للأمم المتحدة وأحد الملتزمين بمعاييره العشرة، التي أبرزها حقوق الإنسان ومحاربة الفساد والمحافظة على البيئة, هذا كله أهّل شركة (سيقا للاستثمار) لتكون أفضل مشروع يفوز بجائزة (الشبكة العربية للمسئولية الاجتماعية للمؤسسات) للعام 2010م والتي كانت قد أطلقت رسمياً فى العام 2008 تحت إشراف الرائدة البيئية (حبيبة المرعشي) والتي جاءت زيارتها للبلاد مؤخراً بدافع من تقديرها لهذه الشركة المميزة والتي ئقول عنها د. حبيبة: «لقد أرغمتنا (سيقا) على تغيير نمط إعطاء الجائزة»، وهي الجائزة الرمزية التي وضعت تشجيعاً للمؤسسات لتعزيز جهود ومبادئ مسئولياتها تجاه المجتمع, بحيث يكون الفائز بها مصدر إلهام للمؤسسات الأخرى التي لا يعد أمامها خيار سوى التميز وإظهار الالتزام بجدول أعمال التنمية العالمية المستدامة والمساهمة في المبادرات الوطنية وتشجيع العمل الطوعي. { كل هذا حدثتنا عنه (د. حبيبة)، مشيدةً بتجربة (سيقا للاستثمار) التي رفعت رأس السودان عالياً بهذا الفوز من بين 62 مشروعاً عربياً كبيراً. كونها أدركت أن المسئولية الاجتماعية هي في الأساس استراتيجية طويلة المدى تشمل الأعمال الخيرية ولا تقتصر عليها, وتعمل على وضع خطط عمل استباقية وليست دفاعية, وتسعى للتوفيق بين استراتجيات الأعمال والقيم العالمية بحيث تنظر بجدية لدورها الاجتماعى ومسئولياتها تجاه الآخرين وتجتهد فى تقليل أضرارها البيئية سعياً نحو البناء الأخضر. وتؤكد (د. حبيبة) أن التزام المؤسسات بذلك العمل الجيد يساعد تلقائياً فى زيادة نسب المبيعات, ويعزز العلامة التجارية للمؤسسة, ويحسن صورتها الذهنية لدى الزبون, ويرفع قدراتها على الجذب, ويجعل الموظفين فخورين بانتمائهم لها, ويساهم فى خفض تكاليف التشغيل. { ونوهت (د.حبيبة) إلى ضرورة حدوث قفزة نوعية في البنهوض بالعمل الاجتماعي والمحافظة على البيئة فى عالمنا العربي, كيف لا والأمة العربية - على حد قولها - تملك أصغر السكان فى العالم عمراً، بمعنى أننا أمةٌ شابة وهي موارد بشرية نحسد عليها, كما أن المنطقة العربية غنية وقابلة للنمو والإنتاج, فقط نحتاج لمنح المهارات اللازمة للشباب والبحث فى المناهج الدراسية لنعلم هل هى متوائمة مع روح واحتياجات العصر؟ مع ضرورة التركيز على التعليم الأخضر والاقتصاد الأخضر وتقليل إنتاج الفرد العربي من النفايات التى بات كل العالم يعيد تدويرها لتعم الفائدة ويصبح الإنتاج أفضل والبيئة أنظف وهو أسمى غايات (حبيبة المرعشي) حبيبة البيئة.. والخضرة.. والتكافل. { تلويح: تهنئة خالصة على إنجاز (سيقا ) الكبير.. وشكراً جزيلاً على ما تمنحه لنا دائماً من فائدة وفخر وإبهار.