على طرف لسان الطريق تخرج هذه الجملة لسانها لكل من يحاول التخطي واستباق العربات التي تتقدمه، فتصبح في مقام القدح لسلوك يهدد السلامة على الطريق. لكنها ذات الجملة حينما تكون تحت لسان الأمهات فإنها تدخل نطاق الأماني العذبة الخضراء والمدح بأن يسمع اسم ابنها أو بنتها في عموم السودان واسمها طبعاً! وأن يتم الاحتفاء به من كافة الشركات والجهات الخاصة والعامة، وأن يحصل على منحة السفر التعليمية والتثقيفية من (الأوّل) المنتج الغذائي من شركة سيقا للاستثمار،مستثمرين كقطاع خاص في أوائل المساقات للشهادة السودانية وليس العلمية فقط ليكونوا ذات مستقبل قريب هم سفراء المسؤولية المجتمعية المحتملين لنشر ثقافة مفقودة إلى حدٍ ما داخل المؤسسات الوطنية والشركات الخاصة في السودان. وأن يمنحوهم هدية لا تفنى وتبقى على مرّ السنوات في الذاكرة الحيّة والمستبطنة لتدير لهم خطوات مرورهم على أرض التميز. وفرصة أن يشاهدوا حضارة وثقافة وبيئة أخرى متقدمة فيحصلوا بذلك على مهارة جديدة تفتح لهم مسارات علمية ويومية مختلفة. وبتعلّم لغة قوم لتصبح كبوليصة تأمين لتعاطيهم المتقدم بحسب زمانهم. أو تطوير موهبة تسهم في تحسين قدراتهم الذاتية. ذات نهار الاثنين المضى، تشرفت لا شك بمصافحتي لأوائل المساقات في الشهادة السودانية على أرض سيقا ببحري الصناعات وتحت رعاية دقيق (الأوّل) في إسهامه المجتمعي كمنتج من منتجات الشركة التي توجه مجموعتها الكبرى (دال) بأن يكون كل منتج من منتجاتها وليس شركة فحسب، ذا إسهام حقيقي في شأن المسؤولية الاجتماعية، خاصة عقب حصولهم العام الماضي على الجائزة المقدمة من الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية تدعمها إدارة الميثاق العالمي للأمم المتحدة عن فئة أفضل مشروع. وشرع السيد (عمر عشاري) مشرف المسؤولية الاجتماعية ومشرف الرحلة أيضاً عقب الترحيب بالحديث قائلاً: “هذه الرحلات تشريف وتمثيل للبلد قبل أن تكون للشركة كنوع من الدبلوماسية الشعبية والمفخرة بأننا نحتفي بطلابنا الناجحين. ونتمنى أن يصبح هذا النهج حافزاً وداعماً للمواطن السوداني بأن يكون هو قوة الدفع التي توجه الشركات بأن يكونوا فاعلين في قضية المسؤولية الاجتماعية، يعني يقاطع المواطن الشركة أو المنتج الما بيسهم في القضايا الاجتماعية أو تجويد إنتاجه”. ثم تحدث لنا الأوائل بأصواتهم الغضّة ذات نغمات الحماس والبهجة الطفولية ما زالت والتي لا تخفى على أذن. بعيونهم المرهقة إذ وصلوا في ذات نهار اليوم من طول السفر إياباً من رحلة إلى بلاد الإنجليز، عن رحلتهم التي تلقوا فيها لمدّة أسبوعين دورة تعليمية للغة الإنجليزية بأكبر معهد متخصص في ذلك بإنجلترا؛ (أنجلوكونتيننتال) بمدينة (بورن موث) الشاطئية جنوب غرب لندن، واستمعوا بأدب بليغ لكل تساؤل وسؤال وهجوم! (الهجمة) التي يمكن أن تحدثها النقلة المكانية والزمانية للطلاب الأوائل من حيث التأثير السالب أو الموجب في تغيير سلوكهم المجتمعي، بسبب الجرعات التثقيفية والاجتماعية من حيث الحرص على الزمن والمواعيد واحترام الآخر وأدب السماع التي قد يرى البعض أنها تتناقض وسلوكنا السوداني الخاص. هي ما تجعل قسم المسؤولية الاجتماعية يسعى لتجويد هديته لأوائل الشهادة السودانية المستمرة لثلاث سنوات حتى الآن، بمنحهم أفضل التجارب في سن مبكرة لإمكانية تقبلهم وتفاعلهم معها وتجعله يقطع الوعد - بحسب حديث الأستاذة كلارا - بتدريبهم خلال فترة الإجازة من جامعاتهم، في أقسام الشركة، كلٌ بحسب تخصصه. خصوصية أن يكون ابنك أو ابنتك (أول) على مستوى السودان في امتحانات مفصلية على مستوى الدولة والإقليم تجعل كل ولي أمر يفرح بما اكتسبه عبر تربيته الموفقة والملتزمة لإنتاج مواطن سوداني صالح لا يخاف عليه، مهما بلغت التحديات التي يتعرض لها. وحديث (عواطف) أولى المساق الفني/ النسوي، والفتاة الوحيدة في الرحلة والملتزمة بزي الحجاب، عن تقبل والدها وعدم معارضته لسفرها يعززّ مفهوم مسؤوليته تجاه مجتمعه المحلي بتطوير ابنة ستصبح ذات يوم معالجة نفسية ترمم الخلل الكبير في المفاهيم المجتمعية وتجعل ألسنتنا تبين لأبنائنا بمضغها لأمنية (إن شاء الله تجي الأوّل).