أومأ القلم، ودعوناك معاً لتجلس على قلب الورق، وارتضيناك بشط البوح رباناً يقود اللغة إلى حيث الجنون، ثم ها أنت مرة أخرى تخترق الرمال وتجرفني نحو العجز التام، مرة أخرى تجردني من اللغة الحلال وتكسو مشاريع الصمت مفردات التمرد، مرة أخرى تجبرني على محاربة الحزن وتحرض أنثاي لترتدي البنفسج، مرة أخرى أنا على موعد مع العشق عند مرور كل ثانية بتاريخي معك..! { ترى أين كنت حينما قلم الدمع أظافر أعيني قسراً وعلمها النويح؟ أين كنت حينما وثبت هموم الكون ثم اعتدلت بجلستها على قلبي وأبكتني السنين؟؟ أين كنت وطفلة التعبير تبكي أمها في كل يوم دمع صمت مؤلم عندي، وتؤلم خافقي أسفاً تقطعني تقسم مهجتي للناس أشلاء لتخرج أنت من بين الشظايا حلماً يخضر أنى ما كسا الفقر الغفار. { مرة أخرى تفتح القلب على مصراعيه وتخرج، تقلّب صفحات الشارع، تتبع أخبار البلدان، أسعار السكر، أخبار الصحف، تطورات الصناعة، آخر صيحات المحمول، وتعود لتسكن ذلك المنزل الذي تركت بابه لحين العودة، وتعود لتمارس التمرد في الحواس، وتتجول عبر أنامل الجسد قادماً إلى الدماء وتلج عبر بوابات القلب الذي لا يحتوي إلاك طارقاً ولا ضيفاً.! { تحيا بك الكلمات كلما داعب أطرافها الموت، وتستقيم بك المعاني التي ولدت معوجة، وتمتاح منك الحروف الحديث، فقل ما تشاء، لعلي أحدث عنك الذين يسألونني عن الجديد كلما أطل عبرهم! لعلي أفاجئ بك نفسي عند معترك المآسي فتطل لتمنح ازدواجية العمر حق التفرد بابتسامة، فاجأني بك لأنك القدر المشبع بالبقاء، وكن معي دوماً لأنك ما أريد، وأنا بكل الناس لا أجد الذي يعطي الحياة مذاقها إلاك فانبذ منطق السفر الذي تنويه وأركض نحو حواء التي خلقت لأجلك أيها الرجل العميق. وبنتظرك النفس الشهيق بنتظرك القلب العليك ولع شموع الروح حريق بنتظرك النبض السكن شارع هواك آخر طريق والضحكة داواية الحزن وأفراح عذابي فريق فريق...