{ شكراً لامرأةٍ دخلت قلبك قبلي لأنها هيّأت لي المكان، وشكراً لأخرى جاءت إلى قلبك معي لأنها آنست وحشتي هناك، ولامرأة دخلت حياتك بعدي لأنها ستؤكد لك في كل يوم أنني امرأة لا تتكرر! إن الفرق بيني وبين المرأة التي قبلي أنها كانت بداية لي، بينما كنت أنا نهاية لها، والفرق بين المرأة الأولى والمرأة الأخيرة لك أن الأولى كانت الأولى ولم تكن الأخيرة.. بينما الأخيرة لم تكن الأولى.. ولم تكن كذلك الأخيرة. { كل نسائك- يا سيدي - متشابهات كالتوائم، متقاربات كأصابع اليد الواحدة، متطابقات حد التناسخ، مكررات حد الملل، متلاحقات دون فوارق زمنية، الشيء الوحيد المختلف بهن، هو الأسماء! { الآن.. كلما تجوَّلت في قلبك تعرقلتُ ببقايا نساء عابرات، فيُخيّل لي أنني أسير فوق مقبرة نسائية جماعية لنساء قُتلن بفعل الحب وفعل (الشهريارية)، وكل واحدة منهن تركت على جدران قلبك بصمة سوداء، كلما اقتربتُ منها أو حاولت أن أمسحها بأصبعي شممت رائحة احتراق امرأة! { واعلم يا سيدي.. أن كل امرأة مرت بحياتك قبلي مزَّقت صفحة من كتاب عمرك.. ورحلت. فلم يبق لك من العمر سوى غلاف، آمل أن يحتويني بين طياته. تُرى هل تعلم النساء اللاتي أدَّيْن دور البطولة في حياتك أنهن كُنّ يؤدين دور البطولة المطلقة أمام متفرّج واحد، هو أنت؟! { أعترف - بفطرة الأنثى - أنني أتضخَّم أحياناً بفضول المرأة العاشقة وغيرتها، وأتساءل: «مَن مِن النساء استطاعت أن تكون صاحبة الحكاية الأصدق والبصمة الأعمق بك وبأحلامك ورجولتك»؟! لقد أخبرتني يوماً أن الطفلة التي قاسمتك براءة الطفولة رسمت خط البداية بك ورحلت، والأنثى التي داعبت أحاسيس شبابك احترقت بثورة ذلك الشباب وطيشه ومضت، وأن المرأة التي أعادت لك نقاء طفولتك وأحلام مراهقتك وثورة شبابك هي أنا وسأصدقك لثقتي في ذاتي. أما أنا، فقد أخبرتك يوماً: إن الطفل الذي شاركني ألعاب الطفولة قد كبُر قبلي، ومضى، وأن الفارس الذي داعب خيال مراهقتي نضج قبلي.. ومضى، وأن الرجل الذي أعاد لي طفل الطفولة وفارس المراهقة هو.. أنت، وأنه في حكايتنا معاً كلانا يمارس دور النصف الآخر أمام نصفه الآخر، وقد نجحنا في الحكاية بتفوُّق لأن كلينا كان يُمثِّل حكاية عمر للآخر.. فلا تُضيِّع هذا النجاح. { إذن.. أنا وأنت، مجموعة أحلام، وحكايات وأحاسيس، أصبحت بفعل الحب والتسامُح حُلْماً واحداً، وحكاية واحدة، وإحساسا واحدا.. ودمت. (منقول بتصرف) { تلويح: لا أحصي عدد النساء اللاتي تجوَّلن في مدينة أحلامك ذات حلم، فأنا أدرك أن المرأة الوحيدة التي تجوَّلتَ أنت في مدينة أحلامها وحيداً، هي أنا.. وهذا يكفي.