الوصول إلى الحارة (80) بمدينة الثورة بمحلية كرري يصعب حتى على سكانها، حيث لا يوجد خط مواصلات مباشر إليها. عند وصول «الأهرام اليوم» مع مواعيد صلاة الجمعة دخلت إلى المسجد المبني بالطوب البلدي، كان صعباً جداً على إمام المسجد إيصال صوته للمصلين لعدم وجود مكبر للصوت، شرق المسجد يوجد صهريج معطل منذ نحو عام كان يمد الحارة والسكان بالمياه الآن سكان الحارة يجلبون المياه بواسطة «الدرداقات» والقادر منهم يشتري برميل الماء ب(8) جنيهات. وجدت حجر أساس لمدرسة أساس منذ العام 2005م ولم تكتمل المدرسة حتى الآن، تلاميذ الحارة يمشون بالأرجل لمدة نصف ساعة إلى أقرب مدرسة في الحارة (73-75) وتضع عليهم إدارات المدرسة رسوماً لأنهم لا يسكنون الحارة التي بها المدرسة. عدم وجود مدرسة بالحارة (80) حرم أكثر من 90% من البنات من دخول المدارس لخوف أسرهم من بعد المدارس. في مجال الصحة لا يوجد أي مركز صحي في الحارة وأقرب مكان يلجأ إليه سكان الحارة مركز صحي الحارة (73) وهو مركز صحي خاص يعمل في الفترة الصباحية فقط. وتعاني الحوامل من عدم وجود «قابلة» ويعاني الأطفال من تقطع جرع التعطيم وسبب ذلك حالات من الشلل وعدم السمع لعديد من أطفال الحارة. ويعاني سكان الحارة من تفريغ عربات الصرف الصحي لحمولتها بالقرب من مساكنهم وتكدس النفايات أدى إلى خلق بيئة ملوثة، وتنعدم الكهرباء تماماً بالحارة. «الأهرام اليوم» استطلعت بعض سكان الحارة؛ إمام المسجد حسن أحمد محمد قال إن الحارة تعاني من نقص في كل الخدمات الأساسية في التعليم والصحة والمياه والخدمات والمواصلات، وأن سكان القرية ضعفاء وهم في حاجة للاهتمام من الدولة. أحد المواطنين ويدعى شيخ الحارة الحاج عثمان بابكر قال ل«الأهرام اليوم» إن الحارة 80 قديمة جداً لكنها مهملة وتعاني من نقص الخدمات الأساسية مع أن كل الحارات التي تجاورها تنعم بكل الخدمات. المعلم ياسر محمد أحمد قال ل(الأهرام اليوم): نحن سكان الحارة نعاني الاهمال التام من مسؤولي محلية كرري ونواب الدائرة الولائية والقومية وعليهم الالتزام والوفاء بما وعدوا به في أيام الانتخابات. سعيد عوض عضو اللجنة الشعبية بالحارة (80) قال إن المعاناة في الحارة كبيرة وتتمثل في انعدام الخدمات الأساسية وأن أكبر مشكلة هي حرمان التلاميذ والأطفال من الدراسة لعدم وجود مدرسة بالحارة. المعلمة أمل تسكن الحارة (80) وتعمل مدرسة في حارة أخرى قالت: إن المواصلات تأخذ كل مرتبي، و حارتنا تعاني من عدم وجود الخدمات الأساسية، وتحسرت أمل على الأطفال الذين فاتتهم سن الدراسة وحتى الذين يدرسون في مدارس بعيدة أغلبهم انقطع عن الدراسة لظروف أسرهم المادية. سكان الحارة 80 يناشدون والي الخرطوم؛ الدكتور عبد الرحمن الخضر، ومعتمد كرري ونائب الدائرة عباس الفادني وكل المسؤولين بزيارة الحارة للوقوف على مشاكلهم وحلها، ويدعون كل المسؤولين الذين وعدوهم سابقاً الايفاء بوعودهم حتى تصبح حارتهم مثل الحارات التي تنعم بكل أنواع الخدمات مع العلم بأن الحارة 80 حسب سكانها أقدم من كل الحارات الأخرى في مدينة الثورة.