{ صار عدد من قادة الحكم في السودان يردِّدون مقولات (تطمينية)، يستبعدون بها انتقال موجة (الثورات) العربية إلى السودان، بحجة أن (الإسلاميين) هم الذين أشعلوا تلك الثورات في مصر، وتونس، وليبيا، واليمن وسوريا. { وكنت - شخصياً - من أوائل الذين أشاروا إلى هذه الملاحظة في إطار تحليل أسباب واتجاهات تلك الانتفاضات الشعبية التي انطلقت مع بدايات هذا العام (2011) الذي يلملم هذه الأيام أطرافه، مودِّعاً، بعد أن كان الأكثر إثارة، وتغييرا ًدراماتيكياً، على مدى العقود الأربعة الماضية، في ساحة السياسة (العربية). { لكن اعتماد السادة قادة (الإنقاذ) على هذه الفكرة (فكرة أن الإسلاميين هم الذين صنعوا الثورات وبالتالي فلن تأتي إلى السودان، وأن من ينتظر إطلالة الربيع العربي في بلادنا سيطول انتظاره)، فربما يكون في ذلك التفكير ضرر بالغ، قد يصيب الدولة، وقبلها (النظام الحاكم)، في مقتل، على حين غرَّة..!! { صحيح أن (الاسلاميين) هم الذين شاركوا بفاعلية في (تنظيم) و(تطوير) و(حماية) احتجاجات الشباب العربي إلى أن تفجرت (ثورات) أطاحت بأنظمة باطشة وقوية، ولكن الأصح أن الذين خرجوا إلى (الميادين) في (بدايات) تلك الثورات في «تونس»، و«مصر»، لم يكونوا (إسلاميين)، ولا علاقة لهم بحركات (الإخوان المسلمين)، والتيارات السلفية، فقد التحق (الإسلاميون) بالركب الثائر، في مراحل لاحقة، ولا شك أنهم أفلحوا من بعد ذلك في إمداده بالطاقات، والأفكار، والخبرات، وحتى المال..!! فمن كان ينفق على توزيع المأكولات والمشروبات ويدفع لاستجلاب مكبرات الصوت وأئمة المساجد وكتابة الشعارات واللافتات، في (ميدان التحرير)؟!! { فعلها (الإسلاميون)، نعم، ولكن بعد أن احتشد (الميدان) بالآلاف من المصريين غير (المنتمين)..!! { ولو خرج الآلاف من (غيرالمنتمين) في السودان، فإن (إسلاميين) آخرين في أحزاب وتيارات مختلفة سيقومون بذات الدور الذي قام به (إخوان مصر)!! { أنا متأكد.. أن المزيد من الضغوط (الاقتصادية) والأخطاء (السياسية) مثل التشكيل (الهزيل) و(المحبط) و(المستفز) للحكومة الأخيرة، سيكون دافعاً لإسلاميين ينتمون ل (المؤتمر الوطني) - ذاته - ول (المؤتمر الشعبي) وتيارات (سلفية) أخرى، لمناصرة أي (ثوار) محتملين في السودان. { يجب ألا تعتمدوا على هذه المقولة الضعيفة: (ثورات الربيع العربي قادها إسلاميون، ولن تصل إلى السودان)!! { من قال لكم إن (الاسلاميين) - كل الإسلاميين - (مبسوطين)؟!! { أستطيع أن أجزم بأن (غالبية) الإسلاميين في السودان غير راضين عن الذي يجري في السودان خلال السنوات الأخيرة، باستثناء الوزراء، ووزراء الدولة، والولاة، والمعتمدين، وبعض (المستفيدين) من أهل (البزنس) المدعوم!! { والأيام يلدن كل عجيب..!!