(الساعات) لها إلفة في السابق لدى المواطن السوداني، حيث أنه من النادر أن تجد شخصاً تخلو يده من لبس الساعة ويعتبرها الشباب والطلاب نوعاً من الزينة وتدل على من يرتديها بأنه مهتم بالوقت، وكذلك نجد أن الكبار لديهم نصيب من لبس الساعات خاصة التي تصدر رنيناً عند رأس كل ساعة، ومعرفة أوقات الصلاة. وللنساء نصيب من لبسها باعتبارها واحدة من أدوات الجمال والزينة حيث أن (شيلة العرس) لا تخلو منها، فلذلك نجد أن للساعة دور كبير كانت تلعبه في الحياة العامة. ولكن في الآونة الأخيرة من الملاحظ أن هناك اختفاء تدريجي للبس الساعات ويرجع ذلك إلى «ثورة الموبايلات» التي أصبحت تسيطر على الوضع حيث أنها تتوفر فيها. «الأهرام اليوم» تناولت تخلي عدد كبير من المواطنين السودانيين في مختلف فئاتهم عن لبس الساعات، وماذا قال (الساعاتية) فكانت إفاداتهم كالآتي: بدءاً قال الشاب ياسين عمر إن لبس الساعات أصبح ينحصر على فئات معينة، هم كبار السن الذين لا يجيدون استخدام الهواتف النقالة ولا يريدون استخدامه لاعتبارات يعرفونها وحدهم. وكذلك بعض الذين تعودوا على لبسها حتى لدرجة أنه لا يمكن أن يخرج من المنزل بدونها. وزاد أن للموبايل النصيب الأكبر في اختفاء الساعات حيث أن معظم الأشخاص نجدهم يحملون الهواتف النقالة التي بالطبع لا تخلو من عرض الأوقات، وأردف أن الشباب في السابق كانوا يتباهون بامتلاكهم للساعات ويعتبرون الشخص الذي لا يمتلك ساعة بأنه غير متحضر ولا يهتم بالزمن. يوسف علي أبان أنه لا يمكن أن يتخلى عن لبس الساعة مهما كانت الأسباب، وزاد بأنه تعوَّد عليها ولا يمكن أن يفارقها بالرغم من أنه يمتلك هاتفاً نقالاً. وأكد أن للساعة دور كبير تلعبه في حياة الناس حيث نجد أنها تستخدم كأداة للزينة بالنسبة للفتيات وكذلك بعض الشباب. وأضاف أن دخول الموبايلات في الآونة الأخيرة ساعد على اختفائها وجعل الشباب يحجمون عن شرائها. وأردف بأنه يمتلك ساعة سويسرية منذ عام 2001 ومازالت موجودة حتى الآن لأنه يهتم بها ولا يفرِّط فيها على الإطلاق لأنها هي التي تضبط عمله. واستطرد قائلاً إن معظم السودانيين لا يهتمون بالوقت فلذلك من الطبيعي أن يتخلوا عن لبس الساعات ويهجرونها إلى غير رجعة، أضف إلى ذلك التطورات التكنولوجية الحاصلة في العالم حيث أن بعد كل فترة من الزمن تظهر موضة جديدة تجعل الناس كلها تتجه إليها. بينما يؤكد مطر داؤود بأن هناك شيء ما يحدث بالنسبة للساعات وهو الاختفاء التدريجي عن الأسواق. وزاد قائلاً بمرور الزمن فإننا نتوقع أن يختفي لبس الساعات من مجتمعنا السوداني، وأردف أن الساعات السويسرية واليابانية كانت هي المسيطرة على جميع الأسواق وكان هم الشباب في السابق هو أن يكون لديه ساعة سويسرية يتباهى بها على الذين لا يلبسونها. وأكد أن أسعار الساعات تدنت بصورة كبيرة وبالرغم من ذلك لا أحد يرغب في شرائها والدليل على ذلك أن أصحابها أصبحوا يفترشونها في الشوارع ويلحون على العابرين أن يشتروا الساعات ولكن لا تستجيب لهم إلا فئة قليلة من المحبين لها. (الساعاتي) محمد عوض أبان أن عمل تصليح الساعات قد انتهى بعض الشيء وأصبح عملهم اليوم (تلاقيط). وزاد إنه في السابق كان استعمال الساعات بصورة أكبر لجميع فئات الشعب السوداني فلذلك كان عملهم منتعشاً جداً. وأردف أن عملهم ينحصر في قطع غيار الساعات، وعلق: (الواحد يجي من الصباح في السوق عشان يصلِّح ليهو ساعة واحدة ولكن ما في واحد يجيك إلا بالصدفة) نتيجة لهذا الوضع ترك العديد من (الصنايعية) مهنة تصليح الساعات واتجهوا إلى مهن أخرى منهم من طوّر نفسه وأخذ كورسات متقدمة في تصليح الموبايلات وأجهزة الرسيفر، ومنهم من اتجه إلى العمل في السوق الُحر. وزاد (في ناس شغالين طُلبة ذاتو). وذلك لمواجهة تقلبات الأيام. وأما إذا أصر الواحد في هذا العمل (الميت) فإن (سفينتك ستغرق) ولن تجد من ينقذها لك، وأكد أن كبار السن وبعض الموظفين مازالوا يحافظون ويداومون على لبسها. وأما بالنسبة للشباب فإنهم ينظرون إليها بأنها شيء من الماضي.