للزينة أكثر من طريقة، وأكثر من دلالة.. وفي السودان - بحكم تعدد وعراقة قبائله - أشكال وأنماط مختلفة للزينة، في مختلف المناسبات.. غير أن هناك أشكال للزينة تظل عالقة (بالخد) إلى أن يواري صاحبه التراب.. هي (الشلوخ) التي تستخدم أيضا للتمييز بين القبائل.. ومنها (المطارق) و(قدم الطير) و(النقرابي).. إلا أن عجلة الزمان دهست هذه العادة ودفعت بها إلى صفحات التاريخ.. أو كادت. فماذا علق بأذهان الناس من هذه العادة وما انطباعاتهم عنها؟ سؤال حملته (الأهرام اليوم) إلى عدد من المواطنين: { الشلوخ مطارق! الأخت (عوضية) قالت: (زمان كنا نعتبر الشلوخ من الزينة الجميلة في الوجه وتضفي لمسة جمالية، وهي من تراث حبوباتنا القديم، ولكن اندثرت أو كادت باختلاف الزمن.. في حين أن (الفتاة المشلخة) كانت توصف بأنها جميلة وشجاعة و(بنت رجال)، كما أن الشلوخ في بعض المناطق تميز بين القبائل، ونجد مدحها تسرب حتى إلى الغناء السوداني. { لكل مكان شلوخ! المواطن (علي الرشيد) قال: الشلوخ كانت في الماضي من العادات التي يُعتز بها.. وتعدد القبائل جعل التمييز بينها بالشلوخ، كما أن شلوخ النساء مختلفة عن شلوخ الرجال، إذ تأخذ شكلاً آخر، لكن الآن اختلف الأمر وصار كثير من الناس ينظرون إليها على أنها (عادة قديمة).. لكن لا بد من التوثيق واحترام من لا يزالون يمارسونها. { مكياج تراثي..! وفي السياق قالت (آمنة بخيت): المرأة في الماضي كانت تتميز بالشلوخ التي تُعطيها هيبة ومكانة وجمالاً، وأغلبية الفتيات في ذلك الوقت كن يفضلنها وتعتبر من الزينة الدائمة التي تلازم الإنسان، فكانت مثل مستحضرات التجميل الموجودة الآن (المكياج).. وفي الماضي كانت الزينة بسيطة وطبيعية وكل جيل له طريقته في الزينة.. والشلوخ بين القبائل كانت بمثابة البطاقة الشخصية، فالكل يحمل هويته على خده. { عجلة الحياة تمضي ويؤكد (خضر إبراهيم) أن الشلوخ إحدى العادات القديمة الأصيلة بين القبائل وتُعد من التراث الجميل.. لكن جيل اليوم وجد طرقا أخرى في الزينة.. وهكذا هي عجلة الحياة. { اعتزاز مشلخة وتقول (غالية): أنا مشلخة حسب تقاليد أهلي، وحبوبتي قامت بتشليخي (زمان) عندما كنت طفلة صغيرة لا أفهم شيئاً، وبعد أن كبرت أعجبتني كثيراً.. وأعتز بها ولا أخجل منها على الإطلاق.