أ.د. علي بلدو - أستاذ الطب النفسي والعصبي { يلعب الجمال دوراً مهماً في استقرار الحالة النفسية، كما أن إشاعة المظاهر الجمالية عموماً تكون أريح للنفس وتساعد على الأداء بصورة أفضل. والقيم الجمالية عند الشخص العادي تكون نتيجة لتفاعل عوامل متعددة، منها البيئة والتنشئة الاجتماعية والموروث الشعبي والاجتماعي والعوامل المكتسبة بفضل التداخل والانصهار الاجتماعي والتزواج المختلط، جنباً إلى جنب مع الثقافة الوافدة التي تبرز شكلاً معيناً للجميلات عموماً، ويتم بث هذه الصورة بكثافة في وسائل الإعلام المختلفة حتى ترسخ في الذهن فكرة معينة عن كيف تكون المراة جميلة، وغالبا ما تبرز الرشاقة والبشرة البيضاء ضمن المحددات الهامة للجمال لدى كثير من بنات حواء السودانية اللائي (انبرشن) و(انبطحن) في صراع الفضائيات. { هذا الارتباط يحرك العقل الباطن للوصول لهذه الصورة التي تكون من توابعها الأمل في الحصول على زوج (مودرن) والهروب من شبح العنوسة الذي أصبح يطارد (البيض) و(الخُدر) علي حد سواء، وأيضاً كثيراً ما يجلب حسن المظهر الحصول على الخدمات من الرجال من (ذوي الأعين الطايرة) طمعاً في وصال مثل الحصول على وظيفة أو خلافه. { إن انعدام الثقة بالنفس واضطراب الدواخل النفسية تجعل كثيراً من الإناث عندنا يكثرن من مساحيق التجميل وكريمات التفتيح والتبييض للتغلب على فقدان الثقة والهروب من مواجهة الواقع المعاش بواقع آخر صناعي وآكثر بياضاً..! على الرغم من المخاطر الطبية والقاتلة في أحايين كثيرة، وكأن لسان حالهن يقول: (أموت بيضاء أحسن من ما أعيش خضراء)..! { وقد يكون الاكتئاب النفسي واحداً من محركات النغماس في الكريمات للتغلب على الحالة وإيهام الآخرين بالسعادة المفقودة والمصطنعة: (شوفني فرحانة وكمان عاملة مكياج) في حالة الزوجة التي تزوج زوجها بأخرى على سبيل المثال..! { سايكولوجيا الجمال تمتد لتشمل محاولة تغيير أو معالجة بعض الأجزاء الأخرى في الجسم، مثل الأنف والصدر، بالعمليات الجراحية، بكل ما بها من مخاطر لا تقف مانعاً لدى الراغبات بشدة..! ويكون الإرشاد النفسي مهما في مثل هذه الحالات للوصول للقناعة النفسية والتوازن النفسي المطلوب والتمتع بالحياة بصورة أفضل واستكشاف جوانب الجمال لدى الفرد والملكات الأخرى.. وكما يقولون فإن حب الناس مذاهب.