رأفةً بجيشكم وقيادته    احاديث الحرب والخيانة.. محمد صديق وعقدة أولو!!    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    وزارة الخارجية تنعي الجمهورية الإسلامية الإيرانية    (بي ياتو ناحية ؟؟)    كباشي يزور جوبا ويلتقي بالرئيس سلفاكير    شاهد بالفيديو.. لاعب سوداني يستعرض مهاراته العالية في كرة القدم أمام إحدى إشارات المرور بالقاهرة ويجذب أنظار المارة وأصحاب السيارات    عبر تسجيل صوتي.. شاهد عيان بالدعم السريع يكشف التفاصيل الكاملة للحظة مقتل الشهيد محمد صديق بمصفاة الجيلي ويؤكد: (هذا ما حدث للشهيد بعد ضربه بالكف على يد أحد الجنود)    اعلامي تونسي يرشح الترجي للتتويج بالأميرة السمراء    قال ديمقراطية قال!!!    بالفيديو.. شاهد الفرحة العارمة لسكان حي الحاج يوسف بمدينة بحري بعودة التيار الكهربائي بعد فترة طويلة من الانقطاع    عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام الفريق أول ركن ياسر العطا يستقبل الأستاذ أبو عركي البخيت    سعر الدولار في السودان اليوم الإثنين 20 مايو 2024 .. السوق الموازي    سعر الجنيه المصري مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    علي باقري يتولى مهام وزير الخارجية في إيران    الحقيقة تُحزن    موعد تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه    شاهد بالفيديو هدف الزمالك المصري "بطل الكونفدرالية" في مرمى نهضة بركان المغربي    إنطلاق العام الدراسي بغرب كردفان وإلتزام الوالي بدفع إستحقاقات المعلمين    مانشستر سيتي يدخل التاريخ بإحرازه لقب البريميرليغ للمرة الرابعة تواليا    الجنرال في ورطة    (باي .. باي… ياترجاوية والاهلي بطل متوج)    الإمام الطيب: الأزهر متضامن مع طهران.. وأدعو الله أن يحيط الرئيس الإيراني ومرافقيه بحفظه    "علامة استفهام".. تعليق مهم ل أديب على سقوط مروحية الرئيس الإيراني    إخضاع الملك سلمان ل"برنامج علاجي"    السودان ولبنان وسوريا.. صراعات وأزمات إنسانية مُهملة بسبب الحرب فى غزة    الطيب علي فرح يكتب: *كيف خاضت المليشيا حربها اسفيرياً*    عبد الواحد، سافر إلى نيروبي عشان يصرف شيك من مليشيا حميدتي    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"سامي الحاج" في حوار الأسرار مع (الأهرام اليوم) بمناسبة مرور (10) أعوام على بداية اعتقاله: «1»
نشر في الأهرام اليوم يوم 24 - 12 - 2011

عشرة أعوام مرت على بداية معاناته من «باغرام» إلى «غوانتنامو».. ذكريات مريرة اجتررناها مع المصور السوداني (سابقاً) بقناة الجزيرة «سامي الحاج» في بهو فندق الرشيد ببغداد على هامش اجتماعات الأمانة العامة والمكتب الدائم لاتحاد الصحفيين العرب في 15/12 الحالي.. موعد انسحاب القوات الأمريكية الجاثمة على صدر العراق منذ الغزو بدعوى (أسلحة الدمار الشامل) الكاذبة..!
سامي الحاج وضع (الكاميرا) الحبيبة إليه عن عاتقه بعد (عشرة طويلة)، وإن كانت نهايتها غير سعيدة..! ويعمل الآن رئيساً لقسم الحريات العامة وحقوق الإنسان بشبكة الجزيرة.. وهو القسم الذي يحقق له ما كان يصبو إليه أيام الاعتقال بأن يركز على العمل الإنساني مستقبلاً لإعانة المحتاجين والمستضعفين.. كما قال.
جلسنا إليه مستأذنين الولوج إلى ركن معتم في ذاكرته.. أيام معاناته في الاعتقال.. فخرجت الكلمات تحمل إحساس الرهق والمعاناة والشعور بالظلم الذي لم تمحه السنين..
«سامي» قال إن الأكثر مرارة أن اعتقاله جاء خطأ لتطابق الأسماء.. ثم طوف بنا في دهاليز الزنازين ال (48) والمعتقلين ال (800) بدون اتهام أو محاكمة.. صنوف وألون من العذاب تفنن فيها زبانية (غوانتنامو) الذين زادوا من جبروتهم في (رمضان المعظم)..! وحكى عن المفارقة في تعاطف الجنود الأمريكيين من أصول أفريقية الذين عبروا عن إحساسهم بالعنصرية في الجيش الأمريكي بالتعاطف مع المعتقلين..
مرافعته حول علاقته بالشيخ الراحل «أسامة بن لادن» أوردها بهدوء.. وحكاية إضرابه عن الطعام كانت حاضرة في حديثه حتى وصل بنا إلى اللحظات الحرجة الأخيرة قبل الإفراج عنه.. وبين الإفادات كانت تعليقاته وملاحظاته في العديد من القضايا.. فمعاً ندلف الى الحوار الذي يجيئكم في جزئين:
{ سامي الحاج اسم ملأ الدنيا وشغل الناس، تحول من ظاهرة إلى شيء من الماضي.. هل انتهت القضية بإطلاق سراحك؟
- حقيقة أنا أعمل من خلال شبكة الجزيرة وقد توليت موقعا جديدا كرئيس لقسم الحريات العامة وحقوق الإنسان وهو عمل في الظل يتطلب الاجتهاد والكثير من الوقت للاهتمام بمعتقلي غوانتنامو وهذا ما أبعدني عن المشهد العام ويصعب عليّ الظهور في الفعاليات المنظورة.
{ هل اخترت هذا الموقع أم فرضوه عليك للاستفادة من اسمك وتاريخك في المعتقل؟
- أنا أؤمن برسالة الإعلام ولكن داخل المعتقل لمست أهمية العمل الإنساني والحقوقي، وتولدت لديّ رغبة أكيدة في العمل بهذا الحقل، فخرجت بقناعة أن أخدم عبر هذه الزاوية ومن خلال عملي الإعلامي وعندما خرجت من المعتقل وجدت تطابقا في الفكرة مع إدارة شبكة الجزيرة، ما كنت أفكر فيه وما قررته فعلا، ولا أنكر أن خروجي من المعتقل كان ثمرة لتعاون الجزيرة مع المنظمات الحقوقية، وهكذا أرادت الجزيرة أن أكمل المشوار وأن يتم التعاون ويتواصل بمسمى جديد هو قسم الحريات العامة وحقوق الإنسان.
{ هل وجدت نفسك في العمل الجديد أم لا يزال يراودك الحنين للكاميرا؟
- لا شك أن الحنين للكاميرا دائما في البال، لا سيما أن التصوير يجعلك في قلب الحدث.. ولكن المسؤولية والمهمة التي خرجت من أجلها وعاهدت نفسي على تبنيها هي أن أكون نصيرا للمظلومين والمستضعفين، وأن أكون صوتا لمن لا صوت له، والسعي لإطلاق سراح المعتقلين خاصة القابعين خلف الأسوار في السجون بلا ذنب ولا جريرة. هذا الإحساس جعلني أشعر بأن ما أقوم به واجب وعبادة أتعبد وأتقرب بها إلى الله عز وجل، الذي أخرجني من السجن، وأشكر بها نعمة المولى، وسأعمل بقوة مع المنظمات الحقوقية وعكس أنشطتها على شبكة الجزيرة وهو أقل نوع من الوفاء ولرد الجميل للمنظمات التي وقفت معي خلال أيام غوانتنامو وفي قضيتي العادلة حتى توجت بالخروج.
{ هل تعتقد أن ضغط النقابات ودعاة حرية الصحافة والمنظمات الحقوقية أسهم في إطلاق سراحك؟
- الفضل لله عز وجل وقد حثنا ديننا الحنيف على الأخذ بالأسباب وأنا لا أشك أبدا في الجهود العظيمة المشتركة من قبل الزملاء والمنظمات الحقوقية والاتحادات فقد اجتهدت حتى تكللت مساعيهم بالنجاح ولولا فضل الله لكنت قابعا خلف الأسوار إلى أن يشاء الله أمرا كان مفعولا.
{ هل كانت المنظمات صادقة في سعيها أم تبحث عن الصيت ولإنقاذ الأمريكان من ورطة الاعتقال بلا لائحة اتهام ودون تقديمك للمحاكمة؟
- لمست رغبة صادقة من بعض المنظمات الغربية والمحامين الذين كانوا يقطعون المسافات البعيدة والأميال لمقابلتي والدفاع عني، وكان دافعهم الأساسي هو البعد الإنساني ولكن هذا القول لا يقطع بأن للبعض مآرب أخرى يريد تحقيقها عبر قضيتي.
{ هل كنت تتوقع الإفراج عنك بعد مراوغة الأمريكان لأكثر من مرة؟
- لم أفقد الأمل وكانت ثقتي في الله عز وجل كبيرة، فمنذ أن أوقفت على الحدود الباكستانية الأفغانية لم أيأس ولكن كانت هناك دلائل قبل الإفراج عني تدل على اقتراب موعد إطلاقي، ومنها مقابلتي للوفد السوداني والمحامي والوفد القطري، كما كان يخبرني بعض الجنود بما يدور في الصحافة ووسائل الإعلام عن قرب إطلاق سراحي.
{ ما هي الرسالة الأقوى أو الدلالة الأكبر التي عرفت من خلالها اقتراب الإفراج عنك؟
- تسلمت رسالة من زوجتي، طمأنتني وأخبرتني بأنها أرسلت بعض أغراضي الخاصة إلى الخرطوم وهنا أيقنت أن صبح الخلاص اقترب.
{ ألم تكن تتابع الأخبار عبر الوسائل المختلفة؟
- لم يسمح لنا بمشاهدة القنوات ولا الحصول على الصحف ولا أي من الوسائل المقروءة والمسموعة والمشاهدة، طيلة فترتي بالمعتقل لم أطالع أية صحيفة أو أستمع لوسيلة إعلامية ولكن في آخر أيامنا كان بعض الجنود المتعاطفين مع قضيتنا يأتون إليّ بقصاصات مما كتب عني في الإنترنت بطريقة سرية وخفية، وكنت أقوم بإعدامها فور قراءتها حتى لا أسبب لهم مشاكل.
{ هل بدرت بعض أنواع المعاملة الودود من بعض الجنود؟
- لا شك أن الجنود لم يكونوا على طريقة واحدة خاصة الدفعات الأخيرة التي قدمت للمعسكر بغوانتنامو التي كانت لديها معلومات مسبقة عنا تلقتها عبر وسائل الإعلام المختلفة ومن خلال معاملتهم والتصاقهم بنا تأكد لهم أننا بشر ولسنا سفاكين دماء ولا إرهابيين كما يحاول البعض تلطيخ سيرتنا وكما كان يروج لذلك بعض الإعلام الغربي.
{ هل كان في حراستكم جنود من أصول عربية أو إسلامية؟
- تعاطف معنا بعض الجنود من الأصول الأفريقية لشعورهم أنفسهم بالاضطهاد الذي يلاقونه من الأمريكان والتمييز العنصري رغم أنهم حاصلون على الجنسية الأمريكية.
{ كيف كانت تمر عليكم الساعات والأيام؟
- من رحمة الله عز وجل أننا لم نكن نعرف التواريخ ولا الأيام ولا يوجد لنا ضابط للزمن ولا ساعات.
{ كيف كنتم تقضون أيامكم؟
- من كرم الله علينا أن القرآن كان أنيسا لنا في وحشة المعتقل وكنا نلتقي بالمعتقلين الآخرين من الجنسيات الأخرى ونتعرف على ثقافاتهم ومعتقداتهم وكنا نسلي أنفسنا بالتلاقي الروحي ولهذا لم نشعر بمرور الأيام.
{ كيف كنتم تؤدون صلواتكم والعبادات الأخرى في ظل عدم معرفة التوقيت؟
- كانت معظم المعتقلات عبارة عن أسلاك شائكة (شبوك) مفتوحة تتيح لنا معرفة تقدير أوقات الصلاة وكنا كثيرا ما نقصر ونجمع.
{ لماذا؟
- كنا نتحسب لقطع المياه الذي كان أسلوبا راتبا لإدارة المعسكر.
{ ومن الذي أفتى لكم؟
- كان معنا بعض طلاب العلم جوزوا لنا الجمع والقصر وكانوا يطالبوننا بذلك باعتبار أننا على سفر. كما كان الاستدعاء للتحقيق يكون فجأة وبلا مبررات ولهذا كنا نتحين الظروف للجمع والقصر تحسبا لما هو أسوأ.
{ كيف كنتم تصومون رمضان وتعرفون موعد حلوله وكيف تعرفون وقتي الإمساك والإفطار؟
- كان جنود المعتقل يتعمدون ألا يخطروننا بموعد شهر رمضان المعظم علما بأن الفارق الزمني بين المشرق والمغرب يتيح لهم معرفة ذلك بسبب أن رمضان يحل في الشرق قبل أمريكا بساعات طويلة ربما تصل قرابة اليوم حيث كان وقت الإفطار في المشرق يعادل عندنا الإمساك.
{ كيف كنتم تقدرون وقت الإفطار والإمساك ولماذا لم تعتبروا أنفسكم على سفر أيضا وتفطروا بالرخصة؟
- كنا نقدر الوقت تقديرا رغم أن الغيوم كانت تحجب الرؤية أحايين كثيرة ولا نستطيع تحري الوقت وقد أفتانا طلاب العلم بأننا على سفر وكنا نكمل الصيام لساعات زيادة ونقضي ما فاتنا بفعل التعتيم.
{ هل كانوا يعدون لكم وجبات جيدة للإفطار والسحور؟
- كانوا يتلاعبون في الوجبات إذا حل رمضان وعلموا بصيامنا حيث كانوا يؤخرون الإفطار إلى ما بعد صلاة العشاء ويتعمدون أن تكون قليلة جدا أقل من المعتاد في غير رمضان.. وكانوا يتلاعبون في نوعية الطعام وفي طهوه حيث يقدمون لنا الأرز بنصف استواء حتى يصعب علينا تناوله لتصعيب فريضة الصيام علينا في إطار سياسة كسر الإرادة التي سنأتي لها كثيرا. ونظرا لسوء نوعية الطعام ورداءته كان غالبيتنا يسير على نهج صوم يوم وإفطار آخر.
{ هل كانت تتاح لكم مقابلة بعضكم بعضا؟
- حسب قانون المعسكر لا يسمحون لك بالحديث إلى جارك رغم أن المعسكر عبارة عن زنازين مفتوحة (شبوك) تشاهد زملاءك.
{ كم كان عدد الزنازين؟
- حوالي 48 زنزانة لكل شخص واحدة.
{ كيف كان التواصل بينكم؟
- كان طلاب العلم يقيمون لنا حلقات الدرس والعلوم ولكن هذا الأمر أربك سلطات السجن فكانوا يعمدون لإزعاجنا باستخدام مكبرات الصوت وتشغيل الأغاني بصوت صاخب.
{ هل التقيت في غوانتنامو بأي من الأشخاص الذين قابلتهم في باكستان وأفغانستان؟
- لم ألتق إلا سفير طالبان سابقا في باكستان السيد عبد السلام ضعيف قابلته في إسلام أباد ومنحني تأشيرة الدخول لأفغانستان.. تقابلنا في غوانتنامو.
{ كم كان عدد المعتقلين معكم في غوانتنامو؟
- كنا حوالي 800 معتقل.
{ هل كلهم عرب؟
- كان حوالي 75% منهم عربا والباقون من جنسيات أخرى بينهم أفغان وباكستان وبنغال وغيرها.
{ هل تستطيع حصر الجنسيات التي كانت بغوانتنامو؟
- كانت حوالي 55 جنسية من مختلف بلدان العالم.
{ هل تعتقد أنكم غير مذنبين أم أن البعض كان ضالعا في الإرهاب؟
- من وجهة نظري أن الكل كان غير مذنب.. إذا تحدثنا عن الأفغان وافترضنا قتالهم ضد الأمريكان فإن أمريكا هي المبادرة بالعدوان وجاءت إليهم في بلدهم ولم يذهبوا لقتالها على أرضها.. ولم يكن من بينهم من ذهب لأمريكا ولو زيارة.
{ هل ألقت القوات الأمريكية القبض عليكم جميعكم وكيف حدث ذلك؟
- معظم الذين تم اعتقالهم لم يقبض عليهم جنود أمريكا بل كان هناك طرف ثالث قام بالمهمة نيابة عن الأمريكان.
{ لماذا؟ وما هو المقابل؟
- قبض البعض ثمنا ضخما وتسلم أموالا من أمريكا ومنهم رؤساء ومسؤولون كبار والبعض كان يخاف ويخشى بطش الآلة الأمريكية وزوال حكمه.
{ هل هناك نموذج لما تقول؟
- نعم هناك معتقلون أحضروهم من البوسنة وجورجيا وأفريقيا ولم يكونوا بباكستان أو أفغانستان.. وهناك معتقل موريتاني أحضره وزير العدل الموريتاني من منزله وسلمه للجيش الأمريكي في المطار وقال الوزير للمعتقل إنني أعلم أنك بريء ولكنني لا أقدر على ظلم أمريكا.
{ صف لنا لحظة إلقاء القبض عليك؟
- كنت مع زميلي عبد الحق صداح في باكستان وطلبوا منا دخول أفغانستان لعمل آخر تقرير بعد سقوط حكومة طالبان.. عندما كنت في المنفذ الحدودي ومعنا أكثر من 76 صحفيا من وسائل إعلامية عربية وغربية وقد سمحوا لهم جميعا بالدخول إلا نحن في الجزيرة أوقفونا.
{ لماذا؟
- زعم أن هناك تعميما أو ورقة تطلب إيقافي من قبل الاستخبارات الباكستانية.
{ متى كان ذلك؟
- كان في يوم 15/12/2001 آخر يوم في شهر رمضان المعظم.
{ هل أوقف زميلك صداح؟ ولماذا؟
- لم يوقف لأنه كان حضر من الدوحة حديثا بينما كنت قبل أكثر من شهرين قبلها موجودا في با كستان وأفغانستان.
{ هل ذهبت وحدك ولماذا؟
- كان معي الزميلان يوسف الشولي والمهندس إبراهيم نصار وقد ذهبنا لتغطية الحرب الأمريكية على طالبان وتحديدا كنا ننقل الأحداث من قندهار.
{ هل تم نقلك مباشرة إلى المعتقل؟
- مكثت بنقطة حدودية تسمى (شمان) لمدة أربع وعشرين ساعة بعدها سلموني لإدارة الاستخبارات الباكستانية في نفس المنطقة وبقيت بها لمدة ثلاثة أسابيع سلمت بعدها للقوات الأمريكية.
{ متى كان ذلك؟
- سلموني للأمريكان في مطار كويتا بتاريخ 6/1/2002.
{ من هنا بدأت رحلة المعاناة. هل كنت تعتقد أن اعتقالك تم نتيجة سوء فهم وهل كنت المقصود فعلا؟
- كانت كل أوراقي الثبوتية سليمة وأحمل تأشيرة الدخول لباكستان وقمت بتجديدها وأحمل إذنا لدخول أفغانستان وكنا نقوم بالتغطية بعلم الحكومتين الأفغانية والباكستانية وكانت الجزيرة هي القناة العربية الوحيدة التي تقوم بتغطية الحرب الأمريكية على الأفغان.
{ ألم ينصفك أحد؟
- فقط العسكري الموجود بنقطة الحدود أقر بأنني دخلت وخرجت أكثر من مرة.
{ ما هو مبرر اعتقالك؟
- كانت السلطات الباكستانية تقول إن هناك اشتباها في الاسم بعد أول تحقيق في باغرام.. وقالوا لي إن المخابرات الباكستانية سلمت الأمريكان الرجل الخطأ.
{ متى علمت ذلك؟
- في باغرام أخبروني بأن المقصود هو الزميل المصور سامي الذي رافق الزميل الأستاذ تيسير علوني هو المقصود باعتبار أنهما أجريا حوارا مع الشيخ أسامة بن لادن ويريد الأمريكان معرفة أي معلومات عن الشيخ.
ولعل ما حدث للأخ علوني سببه أن السلطات الأمريكية طالبت باعتقاله وإيقافه لأنه أجرى آخر مقابلة بثت على الجزيرة مع الشيخ أسامة.
{ هل تعتقد أن علوني بريء من تهمة الانتماء إلى القاعدة والإرهاب؟
- نعم ليست لديه أدنى صلة بذلك وقد تكشف لاحقا أن القاضي الذي حاكمه كان يتلقى أموالا ورشى من الأمريكان.
{ هل تطابق الاسم مبرر كاف لاعتقالك ولماذا لم يطلق سراحك بعد معرفتهم الحقيقة؟
- كانوا يسألونني ماذا سأقول عنهم إذا أطلقوا سراحي؟ كانوا يخافون أن أكشف سوء معاملتهم وفظاظتهم وربما الخوف أيضا من معرفتي لبعض أماكن احتجاز المعتقلين.
عندما وصل الزميل تيسير علوني إلى الدوحة وبات بعيدا عن أيديهم طالبوا المخابرات الباكستانية باعتقال الزميل المصور سامي وهو مغربي الجنسية لسؤاله عن الحوار مع الشيخ أسامة بن لادن.
{ هل كان الباكستانيون يعرفون أنك لست المقصود؟
- كانوا يعلمون ذلك ولكنه الخوف من أمريكا ولإثبات تعاونهم معها في حربها المزعومة ضد الإرهاب.
{ كم بقيت في باغرام وإلى أين أخذوك؟
- بقيت في باغرام حوالي 17 يوما ثم أرسلونا إلى قندهار ومكثنا بها إلى 13/6/2006 ومنها إلى غوانتنامو.
{ طوال هذه الفترة ألم تنجح جهود إطلاقك ولا اتصلت بك قناة الجزيرة؟
- لم يحصل معي أي اتصال إلا في غوانتنامو.
{ هل أتاحوا لك الاتصال بأسرتك؟
- بعثت رسالة لأسرتي عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر ووصلني الرد بعد 9 أشهر وأخبروني أنها في الدوحة وطمأنتني زوجتي أن الجزيرة تقوم بواجبها تجاه أسرتي وتسلمهم الرواتب بانتظام وأن شبكة الجزيرة تسعى بقوة للإفراج عني.
{ لماذا ذهبوا بكم إلى قندهار؟
- لوجود معتقلين آخرين ومعتقل آخر كبير لتجميع كل المعتقلين.
{ هل كل ال 800 معتقل في غوانتنامو كانوا من قندهار؟
- كانت قندهار نقطة تجمع تأتي إليها الوفود من مناطق أخرى.
{ كيف كانت تتم معاملتكم؟
- ما تركوا لنا شيئا إلا جربوه علينا من فظاظة واضطهاد وإهانة للكرامة النفسية والجسدية والمعتقد وسب العقيدة والذات الإلهية والتعرية والضرب والتجويع والتسهير.
{ هل كان بغرض الاضطهاد أم لانتزاع الاعترافات؟
- قد تكون بغرض الحصول على الاعترافات أو المعلومات وكنا نشعر بخوف الجندي الأمريكي ووجوده في منطقة الحرب التي أجبرته عليها إدارته ولهذا كان يبدو قاسيا فظا في تعذيبنا فيما كان الجنود صغار السن منهم يسعون لإثبات ذواتهم وبطولاتهم بالإمعان في إذلال المعتقلين.
{ هل استشهد أو قتل أي من المعتقلين نتيجة للتعذيب؟
- سمعنا بحادث البص الذي قضى فيه عدد من المعتقلين والصحيح أنه حدث إطلاق نار على المعتقلين وحاول الأمريكان تبرير الموقف على أنهم حاولوا الهرب.. استشهد البعض وبعضهم تعرض لجروح خطيرة استمرت معه زمنا طويلا في غوانتنامو. اعترفت السلطات الباكستانية بمقتل سبعة أفراد وكانوا ادعوا أنهم ثلاثة فقط على العموم لا ندري على وجه الدقة العدد الحقيقي الذي قتل بفعل التعذيب.
{ هل توقفت الرحلة التي أقلتكم إلى غوانتنامو في مطارات أخرى؟
- عبرت رحلتنا عبر تركيا وحسب ما أخبرنا محامون إن القاعدة الأمريكية في تركيا كانت مركزا لتجمع عدد كبير من المعتقلين من أوروبا ومختلف بقاع العالم تمهيدا لنقلهم إلى المعتقل.
{ هل سبقكم إطلاق سراح لعدد من المعتقلين؟
- في السنة الثانية لفترتنا بغوانتنامو أطلقوا سراح عدد من الأفغان والسعوديين ثم توالت الدفعات حتى تم إطلاق سراحنا.
{ كم يبلغ عدد المعتقلين الذين تركتهم خلفك وخلف الأسوار؟
- تركت حوالي 240 معتقلا أفرج عن عدد منهم وبقي حتى الآن حوالي 171 قابعين في السجن البغيض نسأل الله أن يفك أسرهم.
{ هل حوكم الذين أفرج عنهم أو عرضوا أمام القضاة؟
- جميع الذين أفرج عنهم لم يعرضوا على القضاة إلا القليل منهم أما الذين حوكموا فكانت محاكمات صورية لتحسين صورة النظام الأمريكي في وجه الحملة الدولية التي نادت بإطلاق سراح المعتقلين أو تقديمهم لمحاكمات عادلة.
{ لكن بعض المعتقلين أمضوا محكوميتهم؟
- هذا كان باتفاق المعتقل وإدارة السجون على أن يتم حساب المدة التي قضاها بالمعتقل بمعنى أن يكون قرار الحكم مساويا للفترة التي قضاها بالسجن وهؤلاء قليلون لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.