مجرد سؤال يفرد مساحته هذه «المرة» للرسالة التي وصلته من «أحمد محمد عمر المنصوري» مزارع متقاعد وهو يتحدث بمرارة عن مصانع النسيج السودانية التي ماتت واندثرت. معرباً عن أمله في أن يساهم وزير الصناعة الجديد عبد الوهاب محمد عثمان في إعادة الروح إلى جسدها لتُعلن الانطلاقة الحقيقية ومن ثم تنفيذ شعار «نلبس مما نصنع». إذن.. ماذا قال؟؟ الأخ الوزير عبد الوهاب عثمان وزير الصناعة تحدث كثيراً في مجالات الصناعة ومصانعها، ولكنه لم يتحدث عن صناعة النسيج التي ماتت بعد مرض عُضال بدأ من العام 1989وقبله العلاج بالمسكنات. فتلاشى العملاق مصنع النسيج السوداني، وبعده مصنع الصداقة الحصاحيصا، وأيضاً جميزة الذي جاء لينافس مصنع النسيج، ولكن صارت مقولة صراع «المو قدرك يفتق صدرك» ثم مصانع الحاج عبد الله ومصانع فتح الرحمن البشير ومصنع قدو الذي أُجهض قبل أن يولد إضافة إلى المصانع الصغيرة التي كانت تغذى بخيوط مصنع النسيج السوداني مثل مصنع كمير والتريكو والمصنع اللبناني بالمنطقة الصناعية الخرطوم، ومصانع صغيرة للنسيج لا حصر لها ذهبت بي الذاكرة إلى نسيانها أو نسيت اسمائها يزيد عددها عن المائتين بعضها للملايات والآخر للفُراد وآخر للفنايل والملابس الداخلية. أخشى أخي الوزير أن تلحق صناعة النسيج في السودان انهيار السكة حديد التي غيَّبت عنا نعمة «شاي الكاب يا ركاب»! وغياب المدارس التاريخية أمثال وادي سيدنا - حنتوب- وخور طقت. كما غاب عنا نحن المناصير مثالاً نخيلنا وجزرنا وبهائمنا ومعالمنا ومدارسنا وجوامعنا وزرعنا وضرعنا بسبب قيام سد مروي وإن كان ذلك للفائدة الكبرى فإنه لا سبب اطلاقاً لغياب مصانع النسيج في السودان وبالأخص مصنع النسيج السوداني العملاق والذي كان قوام عماله 14 ألف. وأنا هنا أرجو وأطلب من الوزير الأخ عبد الوهاب أن يفتح ملف مصنع النسيج السوداني لأهميته وأن ينظر الوزير لصناعة النسيج فالمعنى أنه وزيراً لكل الصناعات. مصنع النسيج السوداني كان اسمه النسيج الأمريكاني ورحمة الله على خليل عثمان سودنه مع الأشقاء العزاز جداً جداً والسند والعضد للسودان شيوخ دولة الكويت الشقيقة عام 1961 وبدأ المصنع بست ماكينات محلج -60 مكنة «CARD» تسريح 12 مكنة draw frames 12 speed frames136 مكنة ring frames غزل ماكينات winding كونات ثم النشأ ثم الweaving وهو النسيج المكون من ستة أقسام كل قسم A.B.C.D.E.F 250 مكنة وفيما بعد جاءت المصبغة P.O.B.F PRINTING طباعة وتلوين DYING وتبيض FINNISHING نهايات وبعد ذلك جاء المصنع الجديد وألف مكنة نسيج تايوتا لنسيج التترون الثياب الفاخرة الجينز والملايات وغيرها من الأقمشة الحديثة وبالطبع حواء السودان ولاَّدة لكنني متأسف جداً على مصنع كان إنتاجه من الدمورية فقط 1200 بالة في اليوم بواقع الوردية 400 بالة مصنع كان الصراف يجوب أقسامه كل خميس لإعطائنا حافز الإنتاج الذي يكفي لقوتنا لشهر. مصنع كان عنده وجبة أثناء الدوام. مصنع له عشرات البصات لترحيل العمال من وإلى، وحافلات لرؤساء الأقسام. المعنى أن الحضور للوردية في الميقات ومن تأخر «سحب منه البونص الشهري». مصنع كان «يعول» أكثر من مائة أسرة فهل يفتح أخي الوزير ملف مصانع النسيج أتمنى ذلك أخي الوزير، لأن قيام مصانع النسيج يُثبت واقع الإنقاذ عملياً (نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع).