باختلاف العصور تتغير هيئة الإنسان الخارجية.. هذا من الأمور المسلّم بها.. فلكل جيل (تقليعاته) التي تظهر في شكل الأزياء وقصَّات الشعر، وهو الأمر الذي بموجبه تتشكل أسواق الملابس حسب الأذواق، بينما يعمد (الحلاقون) إلي اللهاث وراء (القصات) الحديثة ليكونوا مواكبين. (الأهرام اليوم) تجاذبت أطراف مع عدد من المواطنين حول رؤيتهم ل (تقليعات) الشباب في قص الشعر أو إرساله و(تبريمه)، كما تحدثت إلى عدد من الحلاقين عن انطباعاتهم عن أذواق هذا الجيل وكيفيّة مجاراتهم لهم؟ { ذوق جيل الطالب «خالد» يدرس في إحدى الجامعات الخرطومية، لاحظنا أنه عمد إلى (تبريم) شعره بعد إطالته.. تجاذبنا معه أطراف الحديث فقال إنه يفعل ذلك مجاراة لأبناء جيله ك (موضة)، وقال إن الأمر (شبابي) وليس فيه حرج ولكل جيل ذوقه. { أمر غير مفهوم وعلى النقيض كان رأي الطالب «عمر» الذي يرى أن «الأمر غير مفهوم».. وقال إنه يعمد إلي الحلاقة عندما يرى أن شعره قد استطال، حفاظاً على النظافة، ولا يحب أي شكل غير عادي، ولا يفكر البتة في محاكاة أو مجاراة قَصّة شعر رآها عند فنان أو ممثل أو خلافه. { مشكلة نظافة!! { أمّا الطالب «مبارك» فيرى أن إطالة و(تبريم) الشعر تحتاج زمناً طويلاً للنظافة والعناية، وهو لا يجد (فراغاً) في زمنه لهذا الأمر، وعدَّ هذا السلوك مضيعة للزمن (في الفارغة). { هوس وتقليد أعمى ويرى المواطن «النذير محمود» أن هذا الهوس بتقليعات قصات الشعر تقليد أعمى، وقال: مجاراة الموضة صارت أمراً في غاية الخطورة، حيث أن معظم المجتمعات الغربية هي مجتمعات فاسدة ولا يوجد لديهم رقيب أو حسيب على تصرفاتهم، لذا أوصي الشباب بأن لا ينجرفوا وراء التيارات الغربية التي تعمل على إفساد عقولهم. { أين الخشونة؟ وكان لا بد من استطلاع (بنات حواء) عن رأيهن في حلاقة و(تقليعات) الأولاد.. فقالت الشابة «منال» إنها تنظر للرجل السوداني بناء علىموروثه المعروف في الكرم والشجاعة و(الخشونة)، وقالت إنها لاحظت أن كثيراً من الشباب الآن يهتمون بالمظهر أكثر من اللازم ولجأ كثير منهم إلى الكريمات لإطالة الشعر و(تمويجه)، فأخذ المنظر بعضاً من (النعومة)، وترى أن هذا الأمر لا يناسب السودانيين. { الناس ما بتريِّح واختلف معها في الرأي «صلاح محمد» بأنه لا يرى في تطويل الشعر والاهتمام به أي عيب أو مشكلة، فهو نوع من الاهتمام بالمظهر الخارجي، وقال إنه يهتم بشعره ويقوم بشراء المنتجات المخصصة له من زيت و(جل) حتى يتماشى مع (استايل) هذا الزمن. مردفاً بأنّ (الناس ما بتريح). { مجاراة لكسب العيش «أحمد البلة» من زمرة الحلاقين.. سألناه فقال إن (الاستايل) الذي ينتهجه الشباب يجبرهم على مجاراته ومواكبته، بما في ذلك (تبريم الشعر) الذي يحتاج إلىعمل (القطعية).. لكنه يرى أن الأمر الأخير تقليد للمجتمعات الغربية لا ينفع بأي شيء أكثر مما يؤثر على عاداتنا وتقاليدنا. أما الحلاق «فائز» فقال إن (استايل) تطويل الشعر أمر ليس غريباً علينا.. ففي السابق كانت هناك (تقليعات) اشتهر بها السودانيون ك (الخُنفس) وتطويل الشعر وذلك بدهنه بزيوت السمسم بعيداً عن الكريمات.. في حين قال الحلاق «خالد فتح الرحمن»: إن مهنة «الحلاقة» أصبحت لا (تؤكِّل عيش) خاصة بعد أن أصبح أكثر الأولاد في كل الفئات العمرية المختلفة يقلدون الأجانب في تربية الشعر وتركوا الذهاب إلى الحلاقة، فهم لا يقومون بقصه لفترات طويلة تتراوح ما بين العام أو العاملين، مما أثَّر على عمل الحلاق الذي أصبح لا يستقبل زبائناً كُثْر، ومعظمهم يأتي للتخفيف فقط أو لتصليح الشارب، وحتى الأطفال اتجهوا لتطويل خصلات شعرهم.. ورأى أن الأمر (تقليعة) لها وقتها وقد تزول في أي وقت.