من المقرر أن يجتمع اليوم في العاصمة الأردنية عمان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ومولهو مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وكانت المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي توقفت قبل بضعة شهور. وجاء في وسائل الإعلام أن الفلسطينيين يعدون للقيام بحملة دبلوماسية تستهدف وضع إسرائيل تحت حصار دولي حقيقي وهنا يبدو الفارق الضخم بين القدرتين الفلسطينية والإسرائيلية فقصارى ما يستطيعه الفلسطينيون بعد تخليهم عن الكفاح المسلح هو العمل الدبلوماسي والسياسي بينما تستطيع إسرائيل أن تستخدم آلتها العسكرية لمحاصرة قطاع غزة وحماية المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية وبناء المزيد منها والمماطلة في تحقيق الحد الأدنى من المطالب الوطنية الفلسطينية. ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن الاجتماع المزمع بين عريقات ومولهو قد لن يؤدي إلى استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي توقفت كما قلنا منذ شهور وقالت جريدة هارتز الإسرائيلية في عددها الصادر أمس الاثنين الموافق 2 يناير 2012م : إن الحملة الدبلوماسية التي يعتزم الفلسطينيون القيام بها أواخر الشهر الجاري تتضمن مطالبة مجلس الأمن بإصدار قرار يدين بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية ومطالبة محكمة الجنايات الدولية بمحاكمة إسرائيل على جرائم الحرب التي ارتكبتها في عامي 2008 و2009م في قطاع غزة. ومن الواضح أن إدانة مجلس الأمن لبناء المستوطنات الإسرائيلية لن تتحقق فالفيتو الأمريكي لن يتزحزح قيد أنملة ولن يكف أبدا عن استمراره في خدمة إسرائيل. ورغم ذلك يقول نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح: سوف يكون عام 2012م هو بداية حملة دبلوماسية غير مسبوقة تضطلع بها القيادة الفلسطينية وسوف يكون عام ضغط على إسرائيل يضعها تحت حصار دولي حقيقي ويرى البعض أن هذه الحملة سوف تكون شبيهة بتلك التي خاضها الأفارقة ضد الفصل العنصري بجنوب أفريقيا. ولقد تكون الحملة الدبلوماسية المزمعة هي المتاح الآن في ظل الواقع الفلسطيني الضعيف المتشظي وفي ظل الواقع العربي الذي ما زال يكتنفه الغموض وعدم اليقين جراء الثورات والاحتجاجات التي حدثت في بعض الدول العربية ولم تصل بالثوار بعد إلى الاستقرار. لكن النتائج التي سوف تحققها لن تكون إضافة كبيرة للنضال الوطني الفلسطيني ورغم ذلك ففعل شيء أي شيء أفضل من أن يجلسوا القرفصاء بانتظار أن يأتي الحل من الخارج. لقد فعل الفلسطينيون كل الذي في مقدورهم أن يفعلوه بدءا من الاعتماد على الدول والجيوش العربية لحل مشكلتهم الوطنية مرورا بانتهاجهم لأسلوب الكفاح المسلح وانتهاء بتخليهم عن هذا الأسلوب وانخراطهم بدلا عنه في الكفاح السياسي والدبلوماسي. ولا أحد في العالم العربي الآن يستطيع أن يقدم لهم شيئا ذا بال وما زالت أقوى دول الأرض الولاياتالمتحدةالأمريكية سادرة في انحيازها الأعمى الأخرق الظالم المخزي لإسرائيل وعليه فإن كل ما يمكن فعله هو أن نتمنى النجاح للفلسطينيين وأن ننتظر ما سوف تسفر عنه الحملة الدبلوماسية الفلسطينية.