في الحقيقة (أنا) حزينة جداً على حال السياحة في بلادي وذلك على الرغم من المقومات السياحية التي يمتاز بها السودان والتي كان من المفترض إذا ما تم استغلالها أن تؤهله بأن يكون الدولة السياحية رقم (1)، عندنا النيل والخضرة والجمال.. فالنيل لوحده يمكن أن يكون أكبر واجهة سياحية في البلاد، اضف إلى ذلك أن السودان يتمتع بتنوع الثقافات والألوان من ابيض واسود وبني ورمادي.. فالدول التي تعتمد من بعد الله على السياحة في دعم خزينتها اقل منا بكثير من ناحية الامكانيات واذكر هنا الحديث الذي أكده لنا سليمان عبد التواب مدير السياحة ولاية الخرطوم أن وزير السياحة المصري قال له: (السودان مازال نائماً في المجال السياحي)، وهو بالطبع يقصد هنا أن هذا النوم في صالح مصر لأنه إذا ما استيقظ السودان في المجال السياحي فإن دول عديدة ستنوم ولا اظن ستستيقظ مرة ثانية.. إذن لماذا لا يستيقظ السودان من سباته العميق؟.. فالسياحة للأسف الشديد مؤهلة جداً وهنالك احباط شديد ملازم للقائمين على امرها فإذا ما تم استغلالها الاستغلال الأمثل فهي بلا شك ستكون المورد المالي الاساسي لدعم خزينة البلاد من العملات المحلية والاجنبية.. فالاحباط يأتي من عدم الاعتراف بهذا المرفق الاقتصادي الاستراتيجي.. دعونا نطلق عليها هذا الاسم الذي تستحقه.. فلماذا نخجل ونتوارى حياء من كلمة سياحة واضافتها على اسم وزارة الثقافة والاعلام.. هكذا أكد سليمان عبد التواب واضاف «السياحة ما عندها وجيع» نعم إذا كان للسياحة وجيع كما يقولون لتحركت وانتعشت وفرفشت وجاء بعد ذلك السواح من كل حدب ومكان نسأل الله الكريم أن تخرج السياحة في السودان من سباتها العميق وأن تلتفت الدولة لاهميتها واعطائها الأولوية ومنحها المزيد من الامتيازات والمال والحجم حتى ننظف (الكوش) التي ترقد على معالمنا الاقتصادية ونزيح الرمال وارتالها من على اهراماتنا وتاريخنا السوداني الاصيل بالبجراوية والنقعة وأن تلفت الانظار لآثارنا وتاريخنا بمروي ونوري والبركل.. فالتراث السوداني الاصيل هو المدخل الحقيقي للسياحة نتمنى أن يعكسه المهرجان المزمع عقده فبراير القادم.. فعلى القائمين على أمر السياحة بالسودان طرح وجهة نظرهم للجهات المسؤولة واقناعهم بأهمية امر السياحة مع الدعوة لضرورة تطوير الاماكن السياحية واقامة فنادق ومنتجعات في المناطق السياحية حتى يأتي السواح إليها مرة ثانية وثالثة ورابعة بل يأتي ومعه آخرون... فنحن في السودان كما قلت لم نستفد من النيل واذكر هنا في آخر زيارة للقاهرة كنا نبحث عن شقة أخرى غير التي كنا نقطنها بعد انتهاء عقد ايجارها وقال لنا بواب العمارة بأنه قد وجد لنا شقة جميلة مطلة على النيل وهنا ردت عليه الاستاذة محاسن الحسين: «منو القال ليك نحن مشتهين النيل!» هكذا يروج المصريون لسياحتهم ويذكرون بأن النيل هو المتنفس في حالة الزهج والاحباط ولكن نحن في السودان ما مشتهين النيل كما قالت محاسن وعندنا النيل بفروعه المتعددة ولكن للاسف غير مستغلة لذا فنقول على وزارة السياحة أن تسعى دوماً في اقامة المهرجانات التي تدعو لانطلاق السياحة في السودان وتبصير الناس بهذا المرفق واشراك القطاع الخاص وبيوتات الخبرة وأن نشجع الجهات التي (تقوم) باعداد المهرجانات السياحية وأن نشكر جداً دار الايمان التي تجهز الآلاف لملتقى النيلين السياحي والذي يجيء تحت شعار (السياحة التراثية هي الحل)، كما نتمنى من جميع الولايات ذات الامكانيات السياحية الهائلة أن تفكر في اقامة المنتجعات والقرى السياحية على شاكلة (قرية مروي السياحية) خاصة وأن سد مروي اصبح في حد ذاته مرفقا سياحيا يزوره كل قادم للسودان فمن الطبيعي جداً أن تقام على ارضه قرية سياحية تكون متنفساً لكل زائر، واخيراً اتمنى أن نلقاكم ونحن دولة سياحية من الدرجة الأولى وبدرجة فوق الامتياز حتى نقول لوزير السياحة المصري: (سياحتنا يا دوبك استيقظت).