مجرد سؤال تُفرد مساحتها اليوم للرسالة التي وصلت عبر بريدها الإلكتروني من «صلاح التوم يعقوب»، ناشط دعوي بولاية النيل معقباً على ما كتبنا في الرابع عشر من فبراير الجاري، حيث جاء عنوان مقالنا «be my valentine».. «أدعوكم للمقاطعة»!!! الأخت الأستاذة/ رقية أبو شوك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بصحيفتكم الغراء بتاريخ 14/2/2012 وبعمودكم «مجرد سؤال» وتحت عنوان «أدعوكم إلى مقاطعة be valentine المقال طرق مواضيع في غاية الأهمية. وقبل البدء في التعليق على المقال أريد أن أوضح الآتي: إذا تأملنا تاريخ البشرية، وجدنا الحضارات البشرية تنذر دائماً بزوال القيم الأخلاقية وتنتهي باستمرار إلى الدمار. وإذا بحثنا عن السبب في ذلك وجدنا أن الحضارة طالما كانت قائمة على أسس من وضع البشر وغير محروسة بقيم إلهية. فإن نهايتها الحتمية الفناء. فشهوات النفس في هذه الحضارة محققة ومطالبها مجابة، لكن النفس محتاجة إلى ما يكبح جماحها ويوقفها عند حدودها، ويمنعها من الانطلاق في شهواتها الحيوانية. وهذه النقطة هي أساس مهمة الدين وتطبيق شرع الله المتين الذي يتولى ضبط حركة النفس وتهذيب شهواتها. ولذلك يصف أدعياء التحلل العلمانيين من يتمسك بدينه بأنه رجعي وغير متقدم، وهذا ما أشار إليه معلم البشرية صلى الله عليه وسلم بأن القابض على دينه كالقابض على الجمر. فبدأوا بالفعل في تحريض المرأة المسلمة الملتزمة بحجابها المصون فحضارة البشر تنادي بزوال القيم الأخلاقية. فدعوتكم الصادقة لمقاطعة «عيد الحب» هي إشارة للخطر الأحمر الذي يهدد الإسلام والمسلمين. لقد استوقفني سؤال ورد بالمقال وهو: لماذا نهيئ الأجواء لمثل هذه الاحتفالات ونملأ أماكن بيع الزهور والورود بالورد الأحمر والكروت الحمراء التي يتم تداولها في يوم 14/2؟ وأنا أقولها صراحة. من هم المستفيدين الذين استوردوا هذه الورود وكانوا السبب المباشر لممارسة هذا الاحتفال وما يتخلله من فساد فاحش حتى حذر مدير دار الأطفال مجهولي الأبوين في إحدى الصحف من الاحتفال بعيد الحب خارج إطار الزوجية نتيجة لارتفاع الاحصاءات عقب المناسبة بمعدلات عالية، وحذر رجال الدين من الاحتفال بهذه المناسبة لتشبهها بالعادات الخارجة عن إطار الدين والشريعة الإسلامية خاصة وأن الحب المقصود به العلاقات خارج إطار الزوجية ما بين الفتاة والشاب وأنها دعوة للفواحش والرزيلة. صلاح التوم يعقوب ناشط دعوي كوستى- ولاية النيل الأبيض { من المحرر: أولاً نشكرك أخي صلاح على هذا التعقيب.. ومن هنا يأتي دوركم كدعاة في دحض كل هذه الأشياء التي وصفتها في مقالي «بالدخيلة» علينا وعلى أبنائنا. فالتربية الصحيحة تنبع من الأسرة فعلينا متابعة الأبناء من داخل الأسرة وحثهم على تعاليم الدين الإسلامي ومن ثم سنجد أنفسنا تلقائياً حاربنا مثل هذه الأشياء التي تدعو أن نكون «فالنتين» وأن توزع بعد ذلك الورود الحمراء ونتبادلها لنكون مع «فالنتين». وإذا وقفنا سوياً حتماً فإن 14 فبراير القادم لن يجد مكاناً للاحتفال بالسودان. فالحب لماذا نخصص له يوماً لماذا لا نحتفل بالحب يومياً ونعلن العفو والتسامح وننفق بلا منٍ أو أذى، ونزرع الابتسامة على شفاه اليتامى بأن نمنحهم الحب الذي فقدوه وهم يفقدون الآباء والأمهات. وأخيراً أشكرك للمرة الثانية أخي صلاح ومعاً من أجل محاربة العادات «الدخيلة».