قدمت الزميلة قوون خدمة كبيرة للمشاهد السوداني وهي تنقل الممتاز للموسم الماضي وقد حشدت للنقل الحي أفضل العناصر من الخبراء والفنيين والمعلقين والمخرجين والتنفيذيين من مهندسين وغيرهم وجابت ربوع السودان ونقلت كل المباريات تقريبا حتى التي فشلت في نقلها كان بسبب جهات أخرى لا ندري إن كان الأمر عاديا أم مقصودا وقد تحملت القناة الحرج والنقد والاتهامات ولأجل السودان والكرة السودانية تحملت الكثير وهي لما تزل في المهد صبية ولكن حبها للرياضة واستعدادها كشمعة للاحتراق حتى تنير الطريق للآخرين هو الذي دفعها لاقتحام هذا المجال لتكون القناة الرياضية الأولى بالبلاد. غطت قوون بجهدها الشخصي وإمكاناتها على عجز الدولة التي أنفقت المليارات على مؤسسات إعلامية خاسرة مقروءة ومشاهدة. مكنت قناة قوون متابعي الممتاز وعشاق كرة القدم من متابعة المنافسة مجانا بلا تشفير ورافقت المنتخبات ونقلت البطولات ولم تشفع لها الخدمة الممتازة العالية الطويلة لتنال الفرصة الأخيرة من الاتحاد السوداني الذي يرقد على مليارات من الجنيهات ويتخاذل عن السداد للأندية ومحاسبة القناة لاحقا. قدمت قوون الصحيفة الكثير للرياضة السودانية ولم تتخلف عن أي منشط أو ملعب أو رحلة داخل وخارج السودان وظلت مرجعية للخبر اليقين قبل أن تنتظم العالم ثورة الاتصالات والمعلوماتية الأخيرة. قوون هي القناة الوحيدة التي أنفقت كل رصيدها لأجل النقل الحي والتلفزة المباشرة والبث المصحوب بالتحليل والرأي الفني فيما يسافر قادة الاتحاد من مال الاتحاد ويرافق أداريو الأندية البعثات الخارجية على حساب الأندية فيما ظلت قوون منحازة للمشاهد والقارئ معا وكانت كل أو معظم الصحف تنقل عنها التحليل والنتائج وغيرها حتى فاجأنا الاتحاد بقراره الأخير بإعدام التجارب السودانية الوليدة لينهي معها مشوارا للأمل ومشروعا للأحلام والتفاؤل اقتحمه الإعلامي السوداني بعصامية وجسارة ورغبة في خدمة اللعبة واللاعب والمشاهد وقد خسرت قوون الكثير ودفعت الصحيفة الثمن وما عاد الأخ الأستاذ رمضان كما كان. إننا نعترف بأن الأخ رمضان أنفق كل مدخراته وأملاك أبنائه وأسرته حتى يرتفع الأنف السوداني بفخر وشمم بين الدول وحتى يرى قناة رياضية سودانية تصعد الفضاء وتنافس في الأثير لتثبت أن السودان أهل للإعلام والمسؤولية. ونية الأخ رمضان والطاقم العامل الذي قبض الجمر وداس على الوجع وتحمل الصعاب هي التي حركته لإنفاذ الوطن وإعلان ميلاد القناة ولكنها في ظل التدهور الاقتصادي الذي ضرب العالم أجمع تأثرت وليس بيدها أن تدرأ عن نفسها الأزمة العالمية وقد أعلنت دول عدة من القارة العجوز وآخرها اليونان أنها على حافة الإفلاس وتم دعمها بوساطة الاتحاد الأوروبي. وخفضت بعض الجهات المالية التصنيف الائتماني لعدد من الدول التي تضعضع اقتصادها بفعل الأزمة العالمية التي حركت الشارع الأمريكي لأول مرة للهتاف ضد الحكومة والمطالبة بخفض الأسعار وزيادة المرتبات وتحريك صناديق الضمان الاجتماعي وتوفير مبالغ أكبر للعاطلين عن العمل. أناب عنا الأخ الرشيد علي عمر في مقالة رائعة وصادقة ونبيلة في الدفاع عن تأثير قوون على الشارع الرياضي السوداني ودورها الكبير والملهم كونها الصحيفة الأعرق ومن رحمها خرجت القناة الأروع. كنا نتمنى أن تلتفت الدولة في أعلى مستوياتها لما حدث لقوون حتى تبقي على التجربة الإعلامية الناضجة وهي تنبض بالحياة وأن تلتفت الدولة بيدها الحانية لما قدمه الأخ رمضان طوال سنوات الضيق والعزلة والحصار وهو يقاوم باسم السودان لسنوات. لا نملك إلا أن نخاطب كل الجهات ذات الصلة وليس من بينها الاتحاد السوداني الذي قدم قوون ضحية وقربانا لاستمراره بالكراسي خوف الاقتلاع بعد أن تململت الأندية فقرر تهدئتها بإعدام قوون. ولكنننا نعتقد أن قوون المؤسسة المتماسكة المتكاملة عصية على الموت والانكسار والمذلة ستموت واقفة كما الأشجار ولن تستجدي أحدا ولكننا سنكتب لنلفت نظر الدولة لتؤدي دورها كما دعمت العديد من المؤسسات الخاسرة وأنشأت أخرى أكثر خسارة أن تنقذ مفخرة السودان من الضياع. أما اتفاق الاتحاد واستعجاله الاتفاق مع قناة الجزيرة فيؤكد أن الكل يفكر بطريقة نفسي نفسي وأن التسهيلات والتنازل المقدم لقناة الجزيرة لو وجدته قوون لما اختلفت مع الاتحاد. بحث الاتحاد عن العائد السريع وإسكات أصوات الأندية وإخماد الثورة وضحى بقوون. وتجربة المشاهد السوداني مع الجزيرة الرياضية سيئة للغاية وآخرها النهب المصلح الذي تم في النهائيات الأفريقية الأخيرة عندما ألغت القناة الأم من المركز كل الاشتراكات سارية المفعول وأجبرت عملائها على دفع رسوم إضافية على أن تحول الشهور الملغاة للعام القادم الذي لا يشهد منافسات. نتوقع أن يقل عدد مشاهدي الدوري الممتاز والسبب أن جلهم من محدودي الدخل ولا يملكون القدرة على الاشتراك وإذا كان الاتحاد حريصا على مشاهدة دوريه فعليه المطالب بنقل الممتاز على القنوات المفتوحة مثلما تفعل الجزيرة مع الدوري القطري. قوون.. جرح كبير في خاصرة الوطن.