{ الأستاذة سوسن، المخرجة المسرحية الشابة، والتي تعمل بوظيفة مخرج في المجلس الأعلى للثقافة والإعلام والسياحة بولاية الخرطوم واحدة من الدراميات الشباب، اللائي مزجن الموهبة بالعلم، وحتى يتذكر القاريء من أعني، أقول إنها شاركت في أعمال مع الممثلة - المخرجة - زكية محمد عبدالله، والدرامي الشامل سيد أحمد محمد وهو مؤلف وممثل ومخرج وله بصمة درامية ملموسة جداً في التلفزيون. { مناسبة هذا الحديث أن المخرجه سوسن قد دلتني على باكورة مقالات الناقد محمد حسن فكاك، وهو ناقد دارس، كتب مقالاً مهماً عن النقد ومطلوباته أهم ما فيه أن النقد في حد ذاته عمل إبداعي، وأن الناقد مبدع، يرى في الأعمال التي ينتقدها ما لا يراه الآخرون من المتلقين العاديين الذين يقرأون لمجرد المتعة، أو العلاقة لهم بالكاتب عبر أعماله الفنية. { وهذا ما أعجبني في المقال، لأن الناقد متهم عند بعض الناس بأنه مبدع فاشل ربما في القصة أو الرواية أو الشعر فلجأ للنقد لمداراة فشله!! { ولو علم أصحاب هذا الرأي أن الأصمعي كان أبرز نقاد عصره، وأن الدكتور إحسان عباس هو مؤسس مدرسة النقد الحديث، وأن الناقد مارون عبود الراحل اللبناني هو من نقل النقد إلى عصر الحداثة، وأن بروفيسور عبدالله الطيب هو واضع منهاج النقد (لفهم أشعار العرب).. { لو علموا كل هذا، لأصابتهم سكتة قلبية، خصوصاً إذا علموا أن غربال ميخائيل نعيمة - الشاعر المهجري - كان أصلاً لنقد الشعراء وعلى رأسهم أمير الشعراء أحمد شوقي!! { وأن القاص عيسى الحلو، والقاص نبيل غالي، تأسس إبداعهما على النقد.. ونقدهما مبدع.. يمتعك. ودمتم