ليس بالأمر الهيّن أن تكنس الشعوب العربية الأنظمة البائدة وتصل بثورتها الى القمة لكن من الصعب أيضا البقاء فيها الا اذا حمت هذه الشعوب ثوراتها من الانتهازيين والمتاجرين الذين يحالون دون كلل أو ملل اعادة عقارب الزمن الى ما قبل ربيع الثورات العربية، ليبيا ومصر اليوم يشكلان اختبارين لمدى نجاح ثورة الشعبين الليبي والمصري. النزاع القبلي وحرب تقاسم ريع ثورة السابع عشر من فبراير تلق بضلالها على الأرض الليبية، فسقوط ما يقارب ال200 قتيل غرب ليبيا على إثر نزاع قبلي سببه مناوشات بين شخصين كل ينتمي الى قبيلة، يذكرنا بحرب داحس وغبراء التي دامت 40 سنة وتداولتها أجيال بعد أجيال وهذا ما يتهدد ليبيا دولة وشعبا، فانتشار السلاح بقوة بين القبائل اللبيبة على اختلاف انتماءاتها القبلية والعشائرية قد يتطور الى حرب أهلية تفتت التراب الليبي الى اقاليم كما حدث بجمهورية مالي قبل أيام عندما أعلن متمردو الطوارق استقلال شمال البلاد عن جنوبه. النموذج المصري للالتفاف على ثورة الخامس والعشرين من يناير قد يكون بطريقة ذكية وماكرة ودون اللجوء الى السلاح كما يحدث في ليبيا والمتتبع لقائمة المترشحين للانتخابات الرئاسية المصرية المقررة في الثالث والعشرين من مايو القادم يجد أسماء كانت أذنابا لنظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك أعلنت ترشحها بعدما وقع لها 60 ألف مصري! وهو العدد المطلوب لخوض غمار الرئاسيات ومن بين هؤلاء نائب الرئيس حسني مبارك ابان الثورة المصرية ورئيس المخابرات المصرية منذ 18 عاما عمر سليمان ،بالإضافة الى اعلان رئيس الجامعة العربية السابق ووزير خارجية مصر الأسبق عمرو موسى نيته الترشح لمنصب رئيس جمهورية مصر. إن أهداف الثورة المصرية مهددة كما هو الحال بليبيا في حال فوز وجه من وجوه النظام المصري قبل الثورة بمنصب الرئيس وهو احتمال يبقى قائما في ظل ضعف المنافسين المنتمين الى التيار الوطني من جهة وانقسام الاسلاميين الذين دخلوا بأسماء ثقيلة ومتعددة من جهة اخرى، وهو ما سيشتت وعائهم الانتخابي في ظل تهديد التيار السفلي بمقاطعة هذا الانتخابات بعد حرمان مرشح حزب النور من الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة بحجة الجنسية الأمريكية التي تحملها والدته، فيما لم تستبعد بعض الأطراف تورط المشير طنطاوي بدفعه للواء عمر سليمان الى حلبة المنافسة على مقعد الرئاسة المصرية في نزال غير متكافئ الأطراف وقد يشهد سقوط مرشحين من الوزن الثقيل بالضربة القاضية وفي الجولة الاولى. الجزائر