كال مساعد رئيس الجمهورية دكتور نافع علي نافع اتهاماته وانتقاداته لقيادات تحالف المعارضة، على عدم إدانتها الهجوم على هجليج، وحاول جاهداً ما وسعته سلطاته وضع تلك القوى المعارضة في خانة الخيانة للوطن، خاصة تلك التي لم تركب «سفينة الإدانة » لما قامت به حكومة الجنوب من هجوم على هجليج، بعد إدانات الداخل والخارج له، إلا أن أحزاب حكومة الوحدة الوطنية نالت من عدم الانتقاد لما يرتقي إلى مرحلة المدح والشكر على موقفها تجاه ما حدث في هجليج، التي مضى على احتلالها أكثر من أسبوع، لتدينه وتجد قوى المعارضة الأخرى أنها لا يمكن أن تُمهل ذات المهلة لتقول قولها وترتب موقفها الرسمي الموحد. فأحزاب حكومة الوحدة الوطنية اعتادت على التباري في إثبات الذات الوطنية في ملمات الوطن شرها وخيرها، وأن تدخل مضمار إثبات الذات الوطنية هذا بجلباب فصَّله لها المؤتمر الوطني، وتحاول قيادات تلك الأحزاب بما وسعت من الحنكة السياسية الخروج منه على الملأ بأنها تقول بغير لسان الحزب الوطني. في منزل نائب رئيس الجمهورية د. الحاج آدم يوسف مساء أمس الأول، احتشدت تلك القوى السياسية تلبية لدعوة الحاج آدم في مأدبة، أراد لها صاحبها أن تكون مساحة للاستماع لآراء تلك القوى عن ما يحدث في هجليج، وما يحدق بالبلاد من أزمات تتطلب إشراك أحزاب حكومة الوحدة الوطنية في التفكير، وخلق موقف إداني يسمع له بعيداً عن خانة من صمتوا عن الإدانة في قضية أريد لها أن تكون قضية وطنية خالصة وليس حزبية استهدفت الأرض والعرض. أنا أتكلم إذن أنا موجود بعد أن تجاوزت الساعة الثامنة والنصف وما أن فرغ قيادات وأعضاء أحزاب حكومة الوحدة الوطنية من أداء صلاة العشاء في جماعة، اجتمعوا ليجمعوا الصف على حد قول كل من أتيحت له الفرصة ليدلي بدلوه في مصيبة الوطن الكبرى وأزماته الآنية والآتية، وشارة قلة اجتماعات تلك القوى وصيتها المسموع بخلاف هموم الوطني جاءت في فاتحة عبارات الحاج آدم، حينما ابتدر قوله بأن اللقاء يأتي كلما استجد في الساحة حدث، ووضع الحضور في صورة ما يجري في هجليج والمطلوب من تلك القوى تجاه الوطن والقضية المحدقة به، محاولاً إثبات حق ما لتلك القوى في السلطة وإن قل مع كثرته لدى المؤتمر الوطني، حينما قال إن المؤتمر الوطني صحيح أنه المسيطر على أغلبية المقاعد في الحكومة، ولكن لا يدعي الانفراد بأمر البلاد، وأنهم كقوى سياسية في الحكومة شركاء في الهم بالأصالة، وقال إنه اعتاد من القوى السياسية الاتفاق على الوقوف صفاً واحداً حينما يكون الهم وطنياً، ودعا الحاج آدم إلى ضرورة وحدة الصف وتوزيع الأدوار وبلورة موقف سياسي والاتفاق بين القوى السياسية على اختلافها، وعرج على ما انتهجته حكومة الجنوب وما يتطلبه من إعداد للكتائب من النساء والأئمة والدعاة والأطباء والقانونين والإعلاميين وأصحاب السعة من المال، لرفد كتائب المجاهدين وترتيب أمر الزراعة والبترول «لسد الفرقة» ، وقال لأن التحدي لن يكون الأخير فلا بد من التوحد في وجهه والاستماع من تلك القوى، بعد أن رد لها الحاج آدم صوت الشكر والجميل لإدانتها تصرف الجنوب وهجوم هجليج، في وقت وقفت القوى السياسية على الجناح الآخر في البلاد في موقف مغاير عن موقف تلك القوى التي احتشدت لرفع التمام للإدانة والإعانة لتلافي الموقف، ولو بعبارات الإدانة والشجب لما أقدمت عليه الحركة الشعبية وحكومة الجنوب ضد الوطن ومقدساته، عبارات وكلمات مدوزنة بلغة السياسة والحماسة، وكل من مثل تلك القوى يريد أن يدلي بدلوه في ملمة الوطن كحال من يريد أن يقول: (أنا أتكلم إذن أنا موجود). مدير الجلسة الأمين السياسي حسبو محمد عبد الرحمن قال إن الموقف لا يحتمل الضبايبة وإن الموقف بين وطن أو لا وطن، مما ألهب حماس الحضور من ممثلي القوى السياسية، الذين جاءوا وكلٌّ منهم تتلبسه حالة من الغبن والاستنكار لما حدث، ومبطناً من صوت الاستنكار الخفي تجاه تصرفات الحكومة والمؤتمر الوطني مع الحركة الشعبية، بعد أن جاءت بها اتفاقية نيفاشا إلى سدة الحكم. فجاءت عبارات أنصار السنة ممثلة في كلمة إسماعيل عثمان بأنهم كانوا ضد الانفصال، لأنه الآن فتح الفرصة لإسرائيل لتكون في الجنوب لإنفاذ برنامجها، ولم يخف اختلافه مع بعض ما يؤمن به غيره، وإن كانوا تحت لواء حكومة تؤويهم حين قال إن المبادئ لا مساومة فيها، ولكن يمكن أن يتصارع الجميع بعد ذلك في البرامج، وعلى ذات المنوال سار ابن حزب الأمة الصادق الهادي المهدي حينما قال: إن المطلوب بعد استرداد هجليج لحضن الوطن أن تلتفت الحكومة إلى تبادل السلطة فيما بيننا، وإقامة دستور دائم للبلاد تتراضى عليه جميع القوى السياسية. غرق المركب ودعوات الإصلاح اللقاء جمع قيادات حزب الأمة الإصلاح والاتحادي الديمقراطي، وقد احتشدت قيادات رفيعة منهم وبحضور وزيرة التعاون الدولي إشراقة سيد محمود، والحركة الشعبية المسجلة الجديدة ممثلةً في القيادية السابقة بالحركة الشعبية وزيرة الدولة بالكهرباء تابيتا بطرس شوكاي، وقيادات من جيش تحرير السودان والتحرير والعدالة والإصلاح والتنمية، وغيرهم من القوى الذين كلما تحدث أحدهم تعالت الأيادي بالارتفاع لطلب فرصة للحديث لطبيعة المقام. القيادي بالاتحادي الديمقراطي أحمد بلال عثمان قال إننا لا نعرف العوم فنحن أولاد غرب ولا نريد للمركب أن تغرق، وهي الآن أقرب إلى الإبحار منه إلى الغرق، وأرسل النصائح قائلاً إنه ليس من الحكمة الاستهانة بالخصم، ولم يخلُ حديث الرجل من إرسال صوت لوم مبطن حينما قال إن ما حدث في هجليج نوع من الاستهانة بدولة الجنوب التي حاربها السودان لأكثر من 50 سنة، وإن هذا ما سبب حرجاً لكل السودانيين. وسار أحمد بلال على ذات درب نافع حينما اعتبر أن لديهم الحق في وصم الأحزاب التي سكتت عن إدانة الأحداث في هجليج بما ينبغي وصمهم به، ودون أن يحدد أحمد بلال أين يقف ومن يقصد، وقال: لابد أن نتثبت من الذي معنا ومن الذي ضدنا. وأضاف: لا تعايش مع الحركة الشعبية في ظل ما أسماه الصلف من قبل رئيس الحركة، وكال انتقادات على ذات الطريقة التي طالت المجتمع الدولي من قبل الوطني، وقال: لماذا سكت بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، وأردف: لا نعتمد على مون ولا على أي قوة أخرى نعتمد على الله وعلى أنفسنا.. إلا أنه شدد على مراجعة مواطن الخلل.. وكذا الحال مع القيادي بحزب الحقيقة الفدرالي فضل السيد رغم أنه دعا إلى فقه توحيد الجبهة الداخلية، إلا أنه شدد على ضرورة لقاء يقال فيه المسكوت عنه والغبن والمشاكل التي خلفتها اتفاقية نيفاشا على حد قوله. واتفق معه فيما ذهب إليه القيادي بحزب الإصلاح والتنمية آدم إبراهيم آدم حينما دعا إلى عدم قبول الحوار مع الحركة الشعبية بعد فعلتها، وقال: نحن كحكومة تساهلنا في التعامل مع الحركة ورئيسها سلفاكير وأمينها العام باقان أموم وأنه لا ثقة فيهم ولا يمكن أن يتغيروا. وكل في خضم هجومه يعلن عن مساندته، فمنهم من قال إنه دعا أكثر من 1500 مسجد للتضرع والدعاء لنصرة المجاهدين، ومنهم من أعلن استعداده العسكري قبل خلع بزته العسكرية في حركة التحرير والعدالة. مساعد الرئيس دكتور نافع بعد الإصغاء لكل المتحدثين اختار أن يلخص لجميع الحاضرين والمتابعين من الخارج، أن ما يحدث في هجليج إنفاذ لمشروع الحركة الشعبية لإسقاط النظام بمساعدة بعض قيادات تحالف المعارضة، الذي كال من الاتهامات للامين العام للشعبي وحركة حق والبعث ، وجال في مخطط الحركة والسودان الجديد الذي ينادي به ويعمل له عرمان وعقار والحلو