* بينما ما تزال اللقطات التلفازية للقنوات قيد المونتاج والصور والخبر قيد التدقيق على صفحات الصحف، تكون (دار شيشر الألمانية) للأطفال ذوي الإعاقة الحركية، قد نالت قسطاً من التعريف الاجتماعي اليليقُ بها. * بما استطاعوا له سبيلاً، أنفقت جهات (السلام روتانا، شركة سيقا، طيران الاتحاد) بعضاً من ميزانية سندها المجتمعي هذه المرة تجاه دار شيشر للأطفال، لتقديم الدعم المادي بالمقام الأول، والمعنوي في متوازية الدعم، لفئة نوعية تختص بالإعاقة الحركية للأطفال، والإنفاق المعني يوجه البوصلة الإنسانية لما يمكن أن يسمى بالنخبة المجتمعية تجاه شوف وسمع وتعايش مع الفئات الأقل حظاً في التعريف بهم. * بهمومٍ مختلفة تلاقت وجوه مستبشرة بالحفل الجميل - لا شك - حيث كل غنى على ليلاه، فهناك من حضر ليتفرج على أحدث تصميمات الثياب في العرض المصاحب للحفل والمخصص للنساء فقط. وهناك من جاء ليحصل على سبق صحفي وإعلامي - كمثلنا- والبعض ليجمّد لحظته السعيدة مع واحد من النجوم الحاضرين لسند الحفل. * الحفلات الخيرية التي تتزين بكريستالات النجوم يكون فضل وجودهم كالجسر للعبور بالقضية تجاه الآخرين الذين طالما يحفلون بشكل أساسي بالنجوم، فإنهم يتوجهون بآلية (عبّاد الشمس) تجاه ضوئهم الساطع، فينقل الحدث عبرهم وعبر نجوميتهم إلى الناس. * والناس في بلدي يسدون (دي بطينة ودي بعجينة) من القضايا الإنسانية الصارخة يتخدرون بمخدر الغناء والحفلات والفارغة، كي لا توجعهم أكثر قضايا الفئات الخاصة كما هم أطفال دار شيشر، ونعرف عنهم حاجتهم المستمرة للأطراف الصناعية غالية الثمن نظير الوضع الاقتصادي المترفق لأسرهم، ناهيك عن الرعاية الصحية الخاصة لحالتهم الجسمانية بحسب الإعاقة التي تؤثر بشكل أساسي على وظائف حيوية مختلفة. * الاختلاف النوعي الذي يمكن أن يشكله وجود شخصيات يمكن تسميتها بالعالمية كما الفنان (خالد) عضو الفرقة الكويتية المعروفة (ميامي) والممثلة المصرية الكوميديانة (نشوى مصطفى) والكاتب الصحفي والمقدم للبرامج المعروف (ياسر أيوب)، غير نقلهم لوقائع الحضور والحل والكرم السوداني ...الخ.. هو بحقيقة فاجرة أنهم يمثلون الدسم المدسوس فيه (السم) إذا صح التعبير - ليس كما يفهم أنها قضية الدار المتناسية تمام الجهل من المسؤولين - وقد كانت شاهدة من أهلهم السيدة وزيرة التعاون الدولي إشراقة سيد - أو من المجتمع المدني في تمام التغافل أو اليد القصيرة، إنما للخجل من أننا لا نسعى ولو بشق تمرة أن نلفت الانتباه عبر ما نكتب ونقول ونتشافه حول المهم في القضايا الإنسانية ما لم تبرق فيه ماسّة لنجم أو مسؤول أو حفل أو رعاية! * مراعاة الشعور النفسي للفئات الخاصة من ذوي الإعاقة وخاصة الأطفال فيها جزء من مشاعرنا الدينية المترتبة اجتماعياً في تربيتنا السودانية الجميلة، لا نوصى عليها - كما أظن - لكن الغياب المشوّه لبعض رجال الأعمال والمال الوطنيين من مناسبات كهذه والتضييق الأمني من حيث التصاديق والأذونات والأسئلة التعزيرية يجعل دعمنا عاجزاً عن الحركة، وفي غالب الأمر لديه صعوبات التعلّم والنطق! * المنطوق أقلّ من المسكوت، لكنه على الأقل جدير بلفت الانتباه لفئة خاصة كأطفال دار شيشر ومن يماثلونهم في الحاجات الخاصة.