حملت لنا الأنباء أن متقاعدي القوات المسلحة أبت أنفسهم إلا وأن يكونوا جنباً سلاح؛ بلغة العسكريين لا أرضاً سلاح، وفي هذا هم مهمومون الآن بما يجري في مناطق العمليات في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وفخورون أيما افتخار بما تحقق من انتصار على يد أبنائهم وإخوانهم في القوات المسلحة والمقاتلين الأشاوس من كتائب المجاهدين والمتطوعين دفاعاً عن البلاد. متقاعدو القوات المسلحة هم وفقاً للقانون يمثلون احتياطياً استراتيجياً للقوات المسلحة، ولهذا يرتبون الآن لتنظيم نفرة كبرى سموها (نفرة النصر والمؤازرة) للقوات المسلحة، وأبدوا استعدادهم للدفاع عن الوطن وللالتحاق بالمقاتلين متى ما دعا الداعي لذلك، بعد أن أشادوا بالنصر الذي تحقق في متحرك استرداد الحق بهجليج، ولسان حال كل من التقيناهم هنا يقول، سنقاتل كقدامى محاربين مع قواتنا المسلحة لتطهير أي شبر من أرض الوطن، طالما اختارت الحركة الشعبية الحرب. كل من التقيناهم من قدامى المحاربين أكدوا أنهم لن يهدأ لهم بال ما لم يطمئنوا على استقرار وأمن السودان، وما لم يتحرر كل شبر من أرض الوطن طالته يد المتمردين والمتآمرين على أرض وشعب السودان الشمالي الذي أهداهم دولة عبر انفصال سلس وبترول ولم تكن النتيجة إلا لدغاً وتآمراً طوال السنوات السابقات، ليس مرة أو مرتين بل عشرات المرات ويستمر السيناريو هنا. ولكن صوت قدامى المحاربين يقول الآن هيهات لهذا التطاول. إذن المتقاعدون الآن يؤكدون جاهزيتهم لخوض المعارك ويرفعون التمام كلٌ في موقعه، كيف لا وهم يؤكدون أيضاً أن الانتصارات التي تقدمها القوات المسلحة هي شرف وتقليد لأبناء القوات المسلحة ظل قائماً على مدار العقود والعهود. لكن الصيحة التي نؤكد على أنها الأهم هي الدعوة لتكوين قرى دفاعية خاصة في مناطق التماس مع إصدار قرار بعودة المتقاعدين القادرين على المشاركة لا سيما في المناطق الحدودية في إطار مفهوم هذه القرى الدفاعية. إذن هذا اتجاه راجح يجب أن تنظر الدولة فيه ممثلة في قيادتها السياسية والعسكرية. نفرة متقاعدي القوات المسلحة القادمة هي أبلغ رد عملي على تهديدات مجلس الأمن وتدخلاته غير البريئة في عملية الحرب والسلام بالسودان، وهي رسالة لكل المتآمرين على أرض وشعب السودان، نحن نعتقد أن ملحمتنا الوطنية القادمة عسكرياً وسياسياً هي إفشال المخططات الدولية المتسترة خلف مجلس الأمن والسلم الأفريقي ومجلس الأمن الدولي، وثالثهما المحكمة الجنائية. سبق أن نوهنا وحذرنا وذكرنا أن السيناريو الدولي تجاه السودان هو عبارة عن مسلسل فصوله وحلقاته أحياناً ذكية وأحياناً بلهاء غبية، ولكن في النهاية تظل هي مؤسسات دولية مهما رضينا أم أبينا، فلا يوجد راعي سلام في كل المنطقة ولا يوجد منطق وكل التكهنات والحسابات واردة، لذا يبقى التحدي قائماً ما بقي التآمر المتستر أو المعلن قائماً. التحية لمتقاعدي القوات المسلحة بمختلف الرتب الصغيرة والكبيرة وموقف مشرف من هؤلاء الجنود الأشاوس ظل يتواصل ويمتد هماً وطنياً مخلصاً ومتجرداً ما انفكوا عنه على الدوام.