٭ احتجت للتعريج على الفضائية السودانية، يوم السبت الماضي، محتاجاً لأن أسمع جديداً حول إعلان الرئيس البشير عن بشارات دارفور وتوالي رسائل التلفون لي عن العفو الرئاسي وتوقيع الهدنة وهكذا، ولكني وجدت الفضائية تقدم لقاءً مع الطيب صالح.. والطيب صالح مبدع بحجم العالم، منذ أن نشر أول قصة له (نخلة على الجدول) في أواخر الخمسينات في مجلة الإذاعة البريطانية.. وحتى (المنسي). ٭ وأوقفت تجوالي لأسمع الطيب صالح (عليه الرحمة) والحوار معه تقوده المبدعة التي احترمها جداً كوثر بيومي.. ولكنها ليست في قامة من يحاور الطيب صالح.. ومع ذلك فلنقل أنها هكذا!! ٭ أولاً آلمني تكرار الأسئلة المشوشة والتي يبدو أنها أُعدت على عجل مع فقرات من كتب ومقالات نُشرت عن الطيب صالح!! ولأنها لم تَعِدْ للحوار جيداً وهي أيضاً لم تقرأ الطيب صالح (كما يجب أن يُقرأ) كان يمكن إمساكه من خناقه حينما تحدث عن علاقته الحميمة (بجده) وهي أساس قصته (نخلة على الجدول)!! ٭ القرية التي كانت يتحدث عنها الطيب صالح ويكرر العودة إليها لما قبل سنوات عشر، كما ذكر عليه الرحمة، كانت (كرمكول) عاصمة عمودية البديرية (وكان بإمكانها سؤال رمضان أحمد السيد)!! ٭ شخصيات الطيب صالح شخصيات حقيقية، بمن فيها (الحنين) و(الزين)، والأسماء التي ذكرها في روايتيْ عرس الزين وموسم الهجرة إلى الشمال، هي أسماء تحيا بين الناس هناك وفي ذاكرتهم (ولو راجعت مقالات الطيب صالح التي كتبها الشهيد محمد طه محمد أحمد لأراحت وارتاحت). ٭ لم تسأل الطيب لماذا هجر الكتابة إلى أن عاد إليها في المجلة.. ولماذا بدأ معارضاً (للإنقاذ) وهو الذي خرج من (رحمها)؛ فقد سافر الطيب إلى لندن (وهو ملتزم بالحركة الإسلامية). ٭ قصة البطل عند الطيب صالح مازلت تبحث عن الإجابة، وقد وجدت كوثر بيومي الفرصة، لسؤاله عن بطل رواياته وأقاصيصه وهو شخص واحد!! ولكنها فوّتت علينا وعليها الفرصة. ودمتم