قررت محكمة جنايات الأوسط الخرطوم أمس «الثلاثاء» إحالة المتهم في قضية النفايات المسرطنة لمستشفى الأمراض العقلية والنفسية بناءً على طلب محامي الدفاع في رده على قرار توجيه التهمة في انتحال شخصية عالم فيزياء طبيعية وادعائه بأن لديه دكتوراة من جامعة استانبول رغم علمه بأنه لا يملك تلك الشهادات. وقال مولانا الصادق أبكر آدم في تلاوته للقرار إن هذه الادعاءات قد شكلت جريمة تجعله مخالفاً للمواد 97/104/113 من القانون الجنائي المتعلقة بالتأثير في سير العدالة من خلال شهادته أمام محكمة جنايات الأراضي التي مثل فيها شاهداً في قضية تتعلق بإنشاء برج خاص بإحدى شركات الاتصال وادلائه في القضية ببيانات كاذبة انتحل خلالها شخصية عالم فيزياء. وقال ممثل الدفاع عن المتهم ساطع الحاج إن موكله غير مذنب وحدد خط دفاعه بأن موكله غير مكلف وغير مختار ولا يستطيع السيطرة على أفعاله بسبب قوة قاهرة ومرض مفاجئ جعله عاجزاً عن تفادي الجريمة مستنداً إلى نص القانون الجنائى «8-14» وعزا أسباب ذلك لإصابة المتهم بمرض «الفنتازيا» وهي التخيل العقلي لشخصية بعينها وتكوين اطار عقلي لا يوجد إلا في مخيلة المريض ويصبح سلوكه مطابقاً لسلوك تلك الشخصية فيكون مريضها غير مدرك لما يفعل وبالتالي تنتفي عنه المسؤولية الجنائية. والتمس من المحكمة إحالته للطبيب النفسي، بيد أن ممثل الادعاء العام المستشار ياسر احمد محمد اختلف في رأيه مع ممثل الدفاع معتبراً أن المادة «202» من قانون الاجراءات والذي يكفل للمحكمة اذا تراءى لها اثناء المحاكمة أن المتهم يعاني من عاهة عقلية إحالته للمصحة موضحاً بأنه لم يتراءى أن المتهم أثناء المحاكمة يعاني من اضطراب نفسي عند استجوابه وكانت اجاباته ثابتة ومرتبة وموضوعية ولم يبلغ أثناء التحقيق معه بأنه مصاب بأي مرض نفسي ووافق الاتهام على إحالته للطب النفسي حرصاً على العدالة الأمر الذي نفذته المحكمة.