{ قبل أن يكمل الموسم التنافسي شهره الأول نلحظ ومن أول نظرة الكم الهائل من المشاكل الذي يحاصر الدوري الممتاز لكرة القدم، المنافسة الأولى في السودان، سواء في البث التلفزيوني أو بطاقات الإعلاميين المناط بهم تغطية مباريات البطولة، ذلك بخلاف الإشكالات الأخرى التي ظهرت في المنشور الجديد الذي أصدره الاتحاد والمطالب بحرمان أصحاب البطاقات الإكرامية من الدخول الى الاستادات إلاّ بتذاكر مدفوعة القيمة..!! { ويمثّل فشل الاتحاد في التوصل الى اتفاق بشأن بث مباريات الدوري يكفي لإعلان صفة الفشل على المجلس الحالي.. لم لا ومثل هذه الأعمال هي الفيصل في تحديد حجم التفاعل مع القضايا الحيوية المُلحة من عدمه.. ثم ألاّ يتفق معي أعضاء الاتحاد بأن الهرولة التي مارسوها مع قناة الجزيرة هي التي تسببت في إعراض القناة عن دورينا..؟!! { وبعد الأحداث والتصريحات الأخيرة والتي توقعناها قبل أن يحدث عاد قادة الاتحاد لجادة الطريق والذي أعتقد بأنهم لو ساروا فيه من البداية لتجنبوا الكثير من المتاعب والاستفهامات.. ولأفادوا أنفسهم وأنديتهم لكن ماذا نقول والسنوات التي هي عمر هذا المجلس لا تحكي شيئاً غير الفشل والفشل الموغل في الظلام والبعيد عن التناصح أو الاستماع لوجهات النظر الأخرى..!! { وفي موضوع المنشور تتجسد المأساة وما حدث في كسلا خلال مباراة الميرغني وجزيرة الفيل والمتمثل في مقاطعة اعضاء الاتحاد المحلي للكرة لمباريات الممتاز فيه ما فيه من التخبط واللامسؤولية.. فكيف يتم تنفيذ منشور لم تتم إجازته من جانب الجمعية العمومية..؟! وكيف لقانون أن يمنع الأعضاء، الذين يتولون تنظيم المباريات ويشرفون على الأندية، من الدخول لدور الاستادات إلاّ بتذكرة..؟! { الأغرب أو والأدهى والأمر أن أمين مال الاتحاد العام وعندما اتصلنا به في «الأهرام اليوم» واستفسرناه عن حقيقة الأمر أكد بأن الاتحاد لم يُجِز المنشور.. وفي الجانب الآخر أفادنا مراقب مباراة الميرغني وجزيرة الفيل بأنه تسلم منشوراً يحتوي على ثمانية بنود من بينها عدم السماح للإداريين، سواء العاملين في الأندية أو الاتحادات، من الدخول إلاّ بعد دفع قيمة التذكرة..!! { وفي دوائر الإعلام تجسدت المعاناة قبل أيام أثناء مباراة المريخ والاتحاد مدني والتي اصطف فيها الزملاء خارج الاستاد في انتظار الرحمة بعدما منعوهم من الدخول لتغطية المباراة.. والمؤسف أن الإعلاميين ظلوا وفي كل عام يجدون الإهمال من جانب قادة الاتحاد العام.. ويكون الاهمال والتجاهل هو السمة التي يتعامل بها كل المسؤولين مع بطاقات الإعلام، والدليل أن البطاقات الجديدة وفي كل موسم لا يتم استخراجها إلاّ مع اقتراب الموسم التنافسي من مرحلة المنتصف..!! { وبعد شد وجذب تم السماح للزملاء الإعلاميين بالدخول لاستاد المريخ وكان الشوط الأول علي مشارف الانتهاء.. وفي اليوم التالي سحب الاتحاد من الزملاء بطاقاتهم القديمة ووعدهم باستخراج أذونات حتى يحين موعد استخراج البطاقات.. وحتى الأذونات فإن الزملاء ظلوا ولأيام عديدة يرابطون أمام مباني اتحاد الكرة وحتى الآن فلا هم استلموا البطاقات ولا الأذونات، في إشارة مباشرة جسدت الفوضى والمكانة المتأخرة التي يضع فيها قادة الاتحاد الإعلام الرياضي مع العلم بأن الإعلام الرياضي هو من يساهم في إنجاح المنافسات التي ينظمها الاتحاد العام..!! { إن المشاكل التي حاصرت الدوري السوداني، والذي لا يزال في إسبوعه الثالث، ما هي إلاّ انعكاس ونتيجة طبيعية لحالة الفوضى التي سكنت دولاب العمل في أكبر مؤسسة تتولى مسؤولية الإشراف على أكبر وأهم نشاط رياضي داخل السودان.. والمعطيات الحالية تّنبئ بالمزيد من الأزمات والمشاكل والعقبات التي صارت جزءاً أصيلاً في عملنا رغم إسهامها المباشر في تعطيل مسيرتنا الرياضية..!! { إن الفشل، سادتي، مثله مثل النجاح.. ولكلٍ معطيات أساسية، ولعل ما يحدث من تخبط وتواضع وتراجع مسنود بالعديد من المعطيات التي يتحمل قادة الكرة في البلاد مسؤوليتها المباشرة.. وأعتقد أن الوقت للحديث عن التغيير والتغيير السريع ولو بالدرجة التي تجعلنا نتفاءل بالاستفادة من الأخطاء المتكررة والتي ثبت بأن القادة الحاليين لا ولن يتمكنوا من تجاوز نقطة التواضع لا لشيء سوى لأنهم أدمنوا الفشل..!! { فاتني بالأمس تقديم الشكر للأخ الحاج السيد أبورقة الذي نشرنا رسالته في هذه المساحة بالأمس.. مع الوعد بالعودة للتعليق عليها. والشكر يمتد لكل من أرسل مع التأكيد على أن الرسائل سننشرها تباعاً.