انتابت القاعدة الجماهيرية المشجعة لفريق المريخ حالة من الهستيريا بعد سماعها لنبأ وفاة اللاعب النيجيري الأصل والسوداني الجنسية (ايداهور اندورانس) المحترف بصفوف نادي المريخ الرياضي أثناء مشاركته مع فريقه أمام الأمل العطبراوي أمس الأول (السبت). وبمدينة الدروشاب بشمال بحري شنق صبي نفسه داخل حمام منزلهم حزناً على وفاة (ايداهور) حيث أُخطرت الشرطة هناك بالحادثة، وكشف ذووه بأن ابنهم (11) عاماً قد انتابته حالة من الحزن واليأس فدخل لحمام المنزل ونصب مشنقة بداخله علق عليها نفسه. وقد باشرت شرطة بحري إجراءات التحقيق في الحادثة وتوصلت بأن دوافع جريمة الصبي، الذي لازال يدرس بالأساس، هي حزنه الشديد على وفاة لاعبه المفضل. يذكر أن شرطة الأوسط أم درمان قد باشرت إجراءاتها في حادث وفاة اللاعب داخل ملعب استاد المريخ أثناء تأديته للمباراة، وجاءت تحريات الشرطة على ضوء البلاغ الذي تلقته من لاعب المريخ السابق والإداري الحالي مجاهد محمد أحمد حيث أفاد أن (اندورانس ايداهور) قد سقط مغمًى عليه في مباراة المريخ مع نادي الأمل العطبراوي المقامة باستاد المريخ وأنه توفى أثناء إسعافه للمستشفى واعتبرت الشرطة أن الوفاة تمت في ظروف غامضة فاتخذت إجراءات أولية ودونت بموجبها بلاغاً بالرقم (114) تحت المادة (51) إجراءات الوفاة في ظروف غامضة وأحالت بموجبه جثته للمشرحة للكشف عليه بواسطة الطبيب الشرعي لمعرفة أسباب الوفاة. فيما أكد تقرير الطبيب الشرعي الذي قام بتشريح جثة اللاعب في الحادية عشرة مساء نفس يوم وفاته، أكد أن وفاته طبيعية ونتجت عن إصابته (بالسكتة القلبية) وانه لم يتعرض لأي اعتداء. وفي السياق نصب نادي المريخ الرياضي سرادق العزاء وتقاطرت الجماهير من كل صوب للمشاركة في العزاء وشاركت مشجعات المريخ بالبكاء والعويل على رحيل لاعبهم الفذ، بينما أبدت مجموعة من مشجعي المريخ عدم اقتناعها بأن وفاة (ايداهور) كانت طبيعية مما اضطر رئيس النادي جمال الوالي الى مخاطبة الجماهير في كلمة مقتضبة عدد فيها مآثر اللاعب وأخلاقه مبدياً حزناً العميق على رحيله. وقال الوالي ل«الأهرام اليوم» إنهم حزينون لفراق (ايداهور) باعتباره من أعمدة الفريق الأساسية وكان مثالاً يحتذى به في الأخلاق الحميدة وأنه قضى (5) سنوات كان خلالها محل اهتمام الإدارة وظل بدوره يقدم عصارة جهده في الميادين وقد شهد (صولات وجولات)، واعتبر أن وفاته قدراً محتوماً، مؤكداً بأن جميع الإداريين واللاعبين كانوا داخل الميدان لم يشاهدوا أي اعتداء عليه من لاعبي فريق الأمل، وهذا ما أكده الطبيب الشرعي، ودعا جماهيره لضبط النفس والصبر، مؤكداً بأنهم سيرعون أسرته الصغيرة وملتزمون برعاية زوجة وابنة الراحل وكذلك كل لاعبي فريق المريخ. وأضاف اللاعب سعيد السعودي أن زميلهم (إيداهور) لم يتعرض لأي اعتداء وأنهم كلاعبين زاملوا الفقيد ل(5) سنوات كانوا (سيأكلون من ضرب إيداهور بأسنانهم قبل الجماهير)، وهدأ السعودي سخط الجماهير على لاعبي الأمل، موضحاً ان ما حدث قضاءً وقدراً وأنهم كانوا الأقرب للحادثة ومساءلين أمام الله يوم القيامة عما قالوه. وكشف العميد إبراهيم على المك بأنه كان قبل (4) سنوات بالمنطقة العسكرية ببحر الغزال عندما زار فريق المريخ مدينة (واو) وأدى مباريات هناك فكان يقيم معه الراحل (إيداهور) وزميله (إيفوسا) وكانا مثالاً للأخلاق، ووصف الراحل بأنه محترف مثالي في السودان وقد قضى معه (7) أيام عرف فيها أخلاقه جيداً ونشأت بينهما صداقة منذ ذلك الحين، واعتبر أن وفاته فقداً كبيراً للمريخ. وأضاف عضو النادي ضقل بأنهم راضون بالقضاء والقدر وهم أكثر ألماً لفقده لأن إيداهور كان مقاتلاً جسوراً وبفقده فقد الفريق ركيزة أساسية ولا نقول إلا (إنا لفراقك لمحزونون). وفي الصعيد نفسه علمت «الأهرام اليوم» أن أسرة إيداهور قد حضرت للخرطوم مساء أمس قادمة من دولة الإمارات العربية وستسلم جثمانه صباح اليوم لينقل لملعب فريق المريخ لتلقي عليه الجماهير نظرة الوداع الأخيرة في ذات الملعب الذي شهد إبداعات الراحل، قبل نقله بطائرة خاصة يرافق أسرته عدد من مجلس إدارة نادي المريخ ولاعبيه لمواراة جثمانه الثرى في مسقط رأسه بالعاصمة النيجيرية (أبوجا).