* تعرض المهاجم النيجيري بفريق المريخ ايداهور لسكتة قلبية ادت لوفاته مساء امس الأول اثناء مباراة فريقه امام الامل عطبرة باستاد المريخ.. وللحقيقة فان الصدمة كبيرة وكبيرة جداً ولابد لنا، وقبل كل شئ، من إرسال التعازي الحارة للاسرة المريخية واسرة اللاعب وزملائه ومجلس ادارة نادي المريخ وجماهيره المنتشرة داخل وخارج السودان.. * وبنفس درجة الحزن يجب علينا الامتثال لأمر الله وقدره وان نسعى بكل جد للاستفادة من الاحداث التي صاحبت وفاة اللاعب ايداهور.. خاصة في ما يتعلق بالتهم وسوء الظن الذي مارسه السواد الاعظم من قبيلة المريخ الرياضية حول الاسباب التي ادت لوفاة ايداهور الذي اصبح الان، رضينا ام ابينا، بين يدي الله.. * لقد اثبتت الاحداث التي صاحبت وفاة ايداهور اننا شعب موغل في العاطفة وبالدرجة التي قادت بعض المشجعين للكفر والعياذ بالله بدون ان يدروا بأن الجُمل والاحاديث التي اطلقوها تقود للشرك والعياذ بالله على الرغم من ان الحدث حمل معه جانباً آخر كان لابد لنا من النظر اليه بعين الاعتبار وهو ان الموت قريب من كل انسان ويمكن ان يحدث في أية لحظة ولا يحتاج لأي اسباب ظاهرية أو مرضية.. * وتلك الحقيقة وللاسف غائبة عن السواد الاعظم من محبي الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص لأنهم لو نظروا لوفاة ايداهور من الزاوية الصحيحة، القريبة، لما قامت بعض الجماهير بالاعتداء على لاعبي الامل بالدرجة التي لزم على اثرها ستة لاعبين المستشفى متأثرين بالضرب والاعتداء..؟! * الانفعال كان خرافياً وسلبياً وبالدرجة التي صوّرت وكأن لاعبي الامل ما هم الاّ سفاحون اغتالوا اللاعب مع العلم بان الذين اعتدوا كانوا حضوراً داخل الملعب ولكنهم لم يشاهدوا شيئاً ورغم ذلك انفعلوا بعاطفتهم وفقدوا السيطرة علي انفسهم وفي ذلك اشارة عميقة وخطيرة كشفت حجم التعصب الذي وصلنا اليه.. وفي اليوم التالي، امس، كشفت التقارير الطبية الحقيقة خطأ كل التقديرات والنتائج التي صدرت في حالة تشنج غريبة سيطرت على الجميع..!! * ان الموت هو المصير الذي ينتظر كل البشر ولا احد يدري بموعده ولا مكانه فقط علي الجميع ان يعتبروا ويحسنوا اعمالهم ويتخذوا من وفاة ايداهور عبرة تأخذهم ونحن معهم في اتجاه التعامل بحُسن النية في كل شئ بداية من التعامل مع انفسنا ومروراً في تعاملنا مع الاخرين.. الى جانب ذلك فإن التسرع والتعجل في اطلاق الاحكام وان لم يوقعنا في المحظور فانه يضعنا في خانة الظالمين لأنفسهم والاخرين.. * الحديث الممجوج عن استهداف المريخ من جانب الحكام ولاعبي الفرق الاخرى.. والتأكيد علي ان لاعبي الامل تعمدوا إلحاق الأذى بلاعبي المريخ.. وإقحام الهلال في كل الاقدار التي تصيب المريخ ما هو الا افتراء وظلم بائن يمارسه ذوو النظرة الضيقة في مثل هذه المواقف وهم بذلك يفرغون الرياضة من محتواها الاساسي ومضمونها السامي.. * نادي المريخ كبير بتاريخه وعريق بانجازاته وغنيٌ بابنائه ولا ولن تتوقف مسيرته بذهاب هذا الاعب او ذاك.. والمنطق يضعنا امام تحدي تجاوز هذه الاشكالية والتعامل معها بحجمها الطبيعي فايداهور نجم كبير اعطى المريخ وظل يدافع عن شعاره حتى آخر لحظة في عمره ولابد من الاعتراف بذلك والاعتراف ايضاً بأن الموت علينا حق.. ولا يبقى ألاّ وجه ربك ذو الجلال والاكرام.. * احداث مباراة المريخ والامل حملت معها من المآسي الكثير المثير.. منه ما هو مضحك ومنها ما هو مبك.. فالمعلق الكريم الذي كان يتولى العليق على المباراة قال لا فض فوه: هنالك بعض المعلومات جاءتنا من الخارج بأن ايداهور تعرض للضرب من احد لاعبي الأمل!! قال ذلك وهو يجلس ويتابع المباراة من داخل الاستاد وعلى بُعد أمتار قليلة من الملعب الذي جرت فيه المباراة!! * النقل التلفزيوني المتواضع جعل الجميع في حيرة من امرهم خاصة وان القناة القومية اعتمدت كاميرا واحدة ضاعت معها الحقيقة وكادت الامور تتعقد وتزداد اشتعالاً.. ثم تفاجأنا بقطع الارسال والعودة للاستديوهات لتقديم المسلسل العربي وسط دهشة الجميع!! فعن اي مهنية يتحدثون ووكالات الانباء والبرامج التلفزيونية في القنوات الاخري تعاملت مع الحدث بكل المهنية وقدمت من المعلومات مافشلت القنوات السودانية في تقديمه؟!! * اننا والله محاصرون من كل الجهات وعلى عشاق الكرة الانتظار حتى يوم الجمعة القادم لمعرفة التفاصيل في برنامج الرياضة الاسبوعي.. ويا خبر النهار ده بفلووس.. بكرة يبقى ببلاش !!