أمس الأول كانت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية وزوجة الرئيس الأسبق بيل كلينتون الذي في عهده قصف مصنع الشفاء بالخرطوم بحري .. تتحدث أمام جمع معظمه يهودي. وكان مما قالته:(إذا إستطاعت إيران أن تصنع سلاحاً نووياً فإن ذلك سوف يشجع (الإرهابيين) ويشعل سباق التسلح مما سوف يترتب عليه إنعدام الإستقرار في الشرق الأوسط وقالت إن ذلك أي إمتلاك إيران للسلاح النووي غير مقبول بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل والمنطقة والمجتمع الدولي. وهذا غير مقبول فعلا بالنسبة لكل من امريكا واسرائيل والمجتمع الدولي ولكن للمنطقة قولان في مسألة إمتلاك إيران للسلاح النووي. وكما قلنا فإن الوضع الأمثل هو تطهير المنطقة من السلاح النووي، والدولة الوحيدة التي تمتلكه في المنطقة هي إسرائيل لكن وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون وغيرها من المسئولين الأمريكيين والأوروبيين لايجرأون على مجرد لفت نظر إسرائيل بضرورة إبادة سلاحها النووي. إن السلاح النووي الإسرائيلي خطر ماثل والإيراني (خطر) محتمل ورغم ذلك تتغاضى الولاياتالمتحدةالأمريكية والمجتمع الدولي عن الخطر الماثل ويألبون الدنيا شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً لدرء الخطر المحتمل. ولكن يحمد لهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية وللإدارة الأمريكية عموماً وفي مقدمتها الرئيس أوباما موقفهم شبه المعقول أو شبه المتوازن من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ففي نفس الخطاب الذي ألقته السيدة كلينتون أمام ذلك الجمع اليهودي في معظمه قالت: إن إسرائيل تواجه إختيارات صعبة لكنها ضرورية لأجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط وأن هناك طريقاً آخر يؤدي إلى أمن ورخاء شعوب المنطقة والسير في هذا الطريق يستلزم من كل الأطراف بما في ذلك إسرائيل أن ينحازوا للإختيارات الصعبة الضرورية. وقالت إن الولاياتالمتحدةالأمريكية سوف تضغط على الأطراف المعنية التي هي إسرائيل والفسطينين للدخول في مفاوضات مباشرة تستهدف الوصول إلى حل الدولتين إسرائيل ودولة فلسطينية.. إن العالم العربي، الرسمي منه والشعبي، يراقب ما يجري في الساحة من مقاعد المتفرجين. وكانت الأزمة الأمريكية الإسرائيلية الحالية التي سببها قرار الحكومة الإسرائيلية ببناء ألف وستمائة وحدة سكنية في القدسالشرقية وتم ذلك خلال زيارة بايدن نائب الرئيس الأمريكي لإسرائيل من إسبوعين، كانت هذه الأزمة فرصة ليتدخل العرب ولكن خيم الصمت الرهيب وسافر نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى واشنطن الاثنين الماضي وسوف يعود إلى إسرائيل والعلاقة الأمريكية الإسرائيلية في أفضل حالاتها.