رغم وعورة الطريق إلى أرض المناصير الذي يبدو من دون معالم بسبب كثافة الرمال بجانب الطقس الحار إلا أن قيادات المؤتمر الوطني بولاية نهر النيل قررت الوصول إلى محلية البحيرة (الطوينة) التي يقطنها حوالى (21) ألف نسمة من المناصير المتضررين من قيام سد مروي وغرق زرعهم ونخيلهم واختفت ثلاث جزر مأهولة بالسكان. كان مقرر للزيارة تدشين الحملة الانتخابية لمرشح المؤتمر الوطني لولاية نهر النيل الفريق الهادي عبد الله محمد العوض لكنها تحولت إلى مناظرات بين الأهالي الذين جاءوا بالآلاف من قراهم ليتجمعوا عند الساحل الشرقي للنيل جوار مبنى المحلية الجديد الذي ظل معزولاً من القرى. المناظرات والهتافات انصبَّ مجملها في المطالبة بحقوقهم جراء الأضرار التي لحقت بهم، وحسب المناصير الذين تحدثوا ل(الأهرام اليوم) فإنها تبلغ حوالى (270) مليار جنيه لم يتم إلا تسديد جزء منها. المرشح الهادي أكد للحشود أن حقوقهم ستصلهم كاملة، مشيراً إلى أنه سيدعم خيار التوطين المحلي بعد أن رفض المناصير الانتقال إلى منطقة المكابراب التي شيدتها وحدة تنفيذ السدود، ووعدهم بحل القضية نهائياً حال فوزه قائلاً: «أنحنا ناس عمل وتنفيذ وأن حقوقكم لم تكن حلماً، والمؤيد والمعارض سيأخذ حقه لأنه حق قبيلة ومنطقة»، ودعا إلى الالتفاف حول شجرة المؤتمر الوطني لإكمال النهضة والتنمية. وحيّا الهادي كفاح المناصير المرير واصفاً إياهم بأهل الحق والمجد، وقال إن المؤتمر الوطني متكامل وليس كما يقولون (فاس بلا عود) والعكس لذلك ينبغي أن تصوتوا لكل مرشحيه في كل المستويات. وردد الهادي شعارات بمشاركة الجماهير: «الشجرة أمان للسودان» و«القران دستور الأمة». نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون التنفيذية الوالي المكلف إبراهيم الدليل قال: في المرحلة المقبلة سيكون المناصير على مع موعد التنمية، وقال بدأنا في الخدمات المحلية وتم تخصيص (20) مليون جنيه لتمويل القمح وتوفير (37) آلة زراعية تعمل في (7) مشاريع زراعية لتجهيز (74) ألف فدان و(4) مدارس ستفتتح بداية العام الدراسي المقبل بجانب عدد من المستشفيات والمراكز العلاجية، وقال تواجهنا إشكالية من قبل وزارة المالية الاتحادية بعدم التزامها الإيفاء بالسداد لإكمال الخدمات، وأوضح أن هناك مشاريع تقوم بها شركة (زادنا) بتكلفة (52) مليار جنيه كسندات للسداد، وأكد للمناصير أن رئيس الجمهورية وجّه بفتح حساب ب(20) مليار جنيه بالإضافة ل(4) مليارات جنيه لتوريد (35) ألف جوال قمح لإغاثة المنطقة، حيث أن المزارعين لم يتمكنوا خلال المواسم الزراعية السابقة من زراعة سوى الفول المصري والبرسيم. وقال الدليل إن هنالك لجنة فنية تقوم بجدولة تعويضات المتضررين تحت إشراف وزارة العدل (لتضريب) الاستحقاقات، مؤكداً أن مشروعات التنمية ستقوم بالمنطقة. مرشح الدائرة (1) المجلس التشريعي محمد أحمد البرجوب دعا إلى التصويت لكل مرشحي الوطني، وقال إن التصويت لصالح البشير لوحده دون بقية مرشحي الوطني سيؤدي الى إسقاط الشجرة، ووعد بأنهم سيشهدون نيابة مختلفة تتسم بالمبادرات والمطالب والتنمية وتسوية الحقوق وستعمل على الوحدة. وأشار البرجوب الى أن كل الناس سيتم توطينهم وستعمم الخدمات، وقطع بأن الحقوق والتعويضات إذا لم تطلع: «انحنا برضو سنكون ضد المؤتمر الوطني». معتمد محلية البحيرة رئيس المؤتمر الوطني بالمحلية اللواء عيسى أحمد محمد أشاد بالمرشح لمنصب والي الولاية الهادي عبد الله ووصفه بأنه رجل تتحدث أعماله دون أن ينطق وكان ضمن من تبنوا ثورة الإنقاذ الوطني. وقال ينبغي علينا التصويت للثماني شجرات دون التفريق بينها. أما الشيخ حسن حاج حمد الجعلي ممثل شيخ كدباس فقد أوصى بالوحدة وعدم التفرق والشتات بين القبائل، وأشاد بالمناصير ووقفتهم مع الطرق الصوفية، فيما ناشدهم بدعم مرشحي الوطني واختيار الفريق الهادي والياً لضمان حقوقهم. لكن ممثل المناصير حامد سليمان كرار قال حديثاً لم يخلُ من المطالب والانتقاد للوطني بعدم وقوفه معهم في قضيتهم حسب تعبيره، وقال جئنا اليوم لتأييد المرشح الهادي ونلوّم في التقصير في قضيتنا، وأكد أن المناصير يقفون مع المؤتمر الوطني، راهناً صوت (16) ألف ناخب من المسجلين بالمنطقة لصالح البشير وبقية مرشحي الحزب مقابل الالتزام بالإيفاء بمستحقاتهم، وقال إنه منذ زيارة البشير للمنطقة ووعوده التي قطعها مازالت القضية تراوح مكانها، وقال رغم الألم والمعاناة خرجنا لنستقبل مرشح الوطني، وأضاف المناصير فقدوا كل شيء حتى الخيمة وعصا الخيمة، وأردف قائلاً: «مافي حق لا يوجد صوت»، وكشف أن جملة التعويضات التي حصلوا عليها كانت جزءاً قليلاً من الاستحقاقات، وقال نريد تفصيلاً واضحاً في مسألة الحقوق ونريد أن نعرف حقنا عند من ومتى؟.
