سعدت كثيراً، بالنجاح الذهبي الذي حققه تلفزيون السودان في منافسة الأفلام الوثائقية من خلال المشاركة بفيلم (القنيص)، تلك المسابقة التي جرت بتونس مؤخراً. كان هذا الفوز الإعلامي مهماً جداً في وجود منافسة قوية من مصر وشمال افريقيا.. لقد برز النصر التلفزيوني في حيز صغير في الصحف ومن خلال برنامج قدم على استحياء في تلفزيون السودان تم فيه تكريم طاقم الفيلم من قبل ادارة التلفزيون القومي وهذه محمدة ولفتة تكريمية وتشجيعية.. ومن هنا أبعث تهنئتي لربان الانتاج الصديق أسامة ميرغني الذي يعرف جيداً الطريق الى الذهب. والتهنئة أيضاً الى كافة أعضاء الكاست للحرفية العالية من انسياب تقطيع اللقطات والزوايا والاضاءة والمعالجة الرائعة لمشكلات الصوت الخارجي والاحتفاظ بالصوت الطبيعي للبيئة الصحراوية.. والفيلم لم يكن به تعقيدات فنية وتقنية، فالقنيص في الأصل رياضة مارسها قطاع كبير من السودانيين ومن بينهم مخرج الفيلم الصديق عبد الغفار أحمد، الذي زاملني بالتلفزيون القومي وتلفزيون الجزيرة مدني في مطلع التسعينيات بمعية المونتير الفنان بابكر الحاج والمخرجة نجاة الطريفي وعماد أحمد عثمان وميرغني حسن وسلوان دفع الله وعبد الماجد هارون، فاعتزازي بهم كان كبيراً فقد جلبوا لنا الذهب. والغريب أن مخرج فيلم (القنيص) الفائز بذهبية تونس الأخ عبد الغفار أحمد أذكر أنه قناص ماهر ولكن بالخرطوش وقد طور هذا المخرج هوايته هذه ليجعلها مجالاً يبدع فيه حيث أذكر أنه في حوالي عام 1992م كان يقوم بإخراج برنامج بنفس الشاكلة باسم (الصيد والطبيعة) وكان يقدمه العميد معاش شيخ العرب حمد أبو سن. وكانت تلك امتداداً للفترة الذهبية لتلفزيون الجزيرة مدني حيث كنا نقدم برامج على طريق (في محراب الآداب والفنون.. ليالي الجزيرة.. استديو الكوميديا.. نجوم العصر الذهبي.. الذي شهد مولد النجم رضا مصطفى الشيخ..) قصدت من هذه المساهمة أن أشيد بكل من ساهم في إنتاج ذلك العمل الذهبي وهذا اختراق مهم لتلفزيون السودان ظللنا نشهده من وقت لآخر. وتلفزيون السودان عريق وعمره خمسون عاماً فلا غرابة من ذلك.. إننا في السودان لا نتحمس كثيراً للترويج والتعريف بأمجادنا وانتصاراتنا كما لا نهتم لتوثيق جوانب مهمة من حياتنا ومنجزاتنا وتاريخ تطور حياتنا الثقافية والرياضية والسياسية والفنية وسير مفكرينا وأدبائنا وشعرائنا ومبدعينا عموماً.. وفي تقديري انه آن الأوان أن نتخلص من تلك السمة السلبية خاصة بعد الانفتاح الفضائي الذي يتيح لنا أن نقدم للملأ في جرأة وثقة مجموعة من الوثائقيات التي تبرز خصوصية الحياة السودانية وتفردها وفرصة أن يرى الجميع نجاحاتنا وسانحة أن نقدم للعالم نجومنا وأبطالنا ومفكرينا. ٭ مخرج تلفزيوني معاش اختيار اجباري