برزت في الآونة الأخيرة ظاهرة رفض التلاميذ الإقبال على الدروس وصارت المدرسة عند بعضهم منفرة وغير جاذبة، لذا نجد أن بعض التلاميذ يكونون خارج مناخ المدرسة وينشغلون بهواياتهم حتى ولو كانوا داخل الفصل أو داخل الحصة، فمنهم من يكره مادة معينة ومنهم من لا يحبذ تكديس الحصص بالشكل الذي أقرته إدارة البحوث والمناهج بوزارة التعليم العام. وسط هذه الأجواء دخلت «الاهرام اليوم» للاستطلاع بين التلاميذ وأولياء الأمور واستأذنتهم فجاءت إفاداتهم تدور حول هذا الأمر . أوضح أحمد بابكر (تلميذ) مرحلة الأساس بقوله: تركت الدراسة وأنا في الصف السادس لأسباب كثيرة أولها كثرة الحصص وطول اليوم الدراسي والضغط الشديد علينا في المدرسة من قبل المعلمين. وأشار علي أنه لا توجد فرص للترفيه عن النفس والراحة وأصبح افراد الأسرة يلحون علينا بالمذاكرة وإدخالنا الدروس الخصوصية. وأبان بأنه لا يحبذ المدرسة ولا يطيق سماع سيرتها. أما الطالب مجاهد إدريس مرحلة الأساس فقد عبر عن رفضه التام لما يتعرض له من ضغط نفسي بسبب الواجبات الكثيرة، وقلل من مضاعفة الاهتمام بالحضور إلى فناء المدرسة وقال « (زهجت) من كل ذلك وانضممت إلى أصحابي في المدرسة الذين يمارسون الذهاب إلى نادي المشاهدة في الزمن الدراسي. وعلى ذات السياق أكدت الأستاذة زبيدة خالد أن بيئة المدرسة لها تأثير على نفسية التلميذ بحيث لا توجد حوافز تعزز البقاء بالمدرسة وعدم الرعاية الكاملة خاصة في المدارس الحكومية. وألمحت إلى أن عدم الاهتمام بالأكاديميات والترفيه بالنسبة للتلميذ سبب مباشر في ذلك وأرجعت ذلك إلى الحالة الاقتصادية والمشاكل الأسرية وانها ربما يكون لها تأثيرها على التلميذ وعدم اهتمام الأم بالتلميذ. وأضافت الأستاذة (زكية بشرى) بأن المقدرات الكثيرة للتلاميذ الذين هم في أعمار صغيرة والفضائيات تسهم في سلوكيات التلاميذ خاصة صغار السن الذين أصبحوا يملون من القراءة ويتجهون لمشاهدة التلفاز، مضيفة أن المدارس الحكومية لها نقص كبير مثل معلمي الموسيقى ووجود باحث إجتماعي ونفسي. وأشارت إلى ضرورة متابعة أولياء امر التلميذ له وأن المدرسة لا تكفي للرعاية وحدها. وقالت زكية إن اليوم الدراسي في المدارس الحكوية يكون طويلاً مما يجعل التلاميذ يملون ويجعلون غير قابلين لاستيعاب أي تحصيل مما يدفع بعض أولياء التلاميذ للذهاب إلى المدارس الخاصة. أما معاوية مبارك نعيم الدين (أب) فيقول إن ظاهرة كره التلاميذ للمدرسة لعدة أسباب أولها السلوك التربوي الذي تنتهجه المدرسة فقد يكون السلوك عنيفاً باللجوء إلى العقاب بالضرب أو التوجيهات المثبطة للهمم فيحس الطالب بالدونية عند دخوله فناء المدرسة صباحاً، إلى أن تصبح لديه عقدة من تهكم مدرسيه وسياطهم المرفوعة دوماً عليه، وقد يكون هنالك بعض التلاميذ المنفلتين الذين يمارسون البلطجة فيكره المدرسة. وأبان بأنه قد يكون التلميذ محدود الذكاء يخطئ في الإجابة إذا سئل فينفجر بقية زملائه بالضحك عليه. ومن جانبه أكد الباحث الاجتماعي علي وحيد الدين عبدالرحيم أن الأطفال في سن مرحلة الأساس يكرهون المدرسة لعدة أسباب أهمها الوضع الأسري للطفل من ناحية الملبس والمأكل والأدوات المدرسية مما يسبب له الضغط النفسي بين زملائه مما يسبب له كراهية المدرسة والتهرب منها. وأكد أن الجو المدرسي من ناحية البيئة المدرسية قد يكون غير مهيأ مثل الإجلاس، وأن المعلم قد يكون في حالة قسوة مع الأطفال وهذا يسبب له عدم الاستقرار والنفور منها، مشيراً إلى أن إزدحام الفصول الدراسية قد يكون سبباً في ذلك، وربما قدراته محدودة مما يجعل إستيعابه ضعيفا، مضيفاً أنه قد لا يجد فرصة الاهتمام من قبل المعلم فيكره المعلم. وأضاف أن الفضائيات لها تأثير وتشتت أفكار الأطفال أثناء اليوم الدراسي بحيث يكون الطفل مشغولا ببرنامج معين، ملمحاً الى أن ذلك يرجع إلى الوالدين تحديداً بعدم إهتمامهما بأطفالهما عند العودة من المدرسة أو عدم اهتمام اسرة المدرسة بأن الأطفال لم يأتوا، فبالتالي يتسبب في حالة نفسية للطفل. وأضاف: واحدة من الأشياء المؤثرة الرسوم الدراسية المقررة من قبل إدارة المدرسة التي تسبب ضغطا على الطفل، فمن باب اولى أن توجه إدارة المدرسة خطابا لولي أمره حتى لا يتعرض التلميذ لهذا الضغط. في سياق متصل تحدث اختصاصي نفسي بمستشفى التجاني الماحي فقال إن التلاميذ أصبحوا لا يحبون المدرسة لأسباب كثيرة منها الضغط الشديد في المنهج وكثرة الحصص والمعاملة السيئة التي يتلقونها من قبل المعلمين بحيث لا توجد لديهم فرص ترفيه مثل المخيمات والرحلات. وأبان أن الفضائيات أصبحت عائقاً بالنسبة لهم، وأصبح الطفل يشاهد التلفاز لفترات طويلة مما يؤثر على نفسياته في تقبل التحصيل والدراسة الجادة.