{ سألتُ مرة واحدة من مذيعات النيل الأزرق ومن مقدمات مساء جديد تحديداً سألتها لماذا دائماً تأتي اسئلتكن هشة وغير مبنية على معلومات وغالبها يبدو سطحيا ولا يحمل أي عمق نحو الشخصية المستضافة؟ قالت لي وفيما يبدو أنه دفاع عن نفسها وعن زميلاتها أنهن دائماً ما يبلغن وقبل دقائق من دخولهن الاستديو بشخصية الضيف ويمنحن ورقة اسئلة تكتب فيها المحاور ولا تستطيع إلا أن تتقيد بما فيها!! { وللأمانة صعقت من هذا التبرير الذي يمثل ادانة (لتوليفة) كاملة ترسم تفاصيل العمل التلفزيوني لكن دائماً ما يأتي النقد موجهاً لمن هن «في الوش» باعتبار أنهن الجزء الظاهر في هذه التركيبة. { وإن صدق حديث الأخت المذيعة فإن ما قالته يعتبر كلمة السر الضائعة لكثير من اللقاءات والحوارات التي تفتقر النكهة والبهار. { بالمناسبة هذا الحديث لا يعفي الأخوات المذيعات من المسؤولية باعتبار أن أكثرهن آخر ما يشغل همهن وبالهن هو الثقافة والاطلاع ودخلن للأسف هذا المجال بثقافة أن المذيعة فقط هي (لوك) ومساحيق وكأن هذه المؤهلات هي وحدها من ستشفع لها أمام المشاهد الذي أصبح (مفتّح) لدرجة لا توصف وعارف تماماً (الغث من السمين). { أعود بحديثي إلى صلب الموضوع وهو فرق الإعداد التلفزيوني والتي تتحمّل جزءاً كبيراً من مسيرة العمل داخل الفضائيات ومن البرمجة، أو لنقل إن فرق الإعداد هي المطبخ الحقيقي الذي تطبخ فيها كل الأعمال التي تبث من خلال الشاشة. { لذلك لابد أن يكون بهذه المطابخ الإعدادية أشخاص مؤهلون وأصحاب كفاءة والأهم أن يمتلكوا الحاسة الإعلامية التي تستطيع أن تجعلهم يلتقطون المعلومة فيحيلونها إلى خبر وتحقيق يستحق المتابعة والمشاهدة. { لكن حديثي لا يعني أن تعتمد المذيعة كلياً على المعد بل عليها أن تطور من قدراتها وتوسّع من مداركها وتمتلك المفردة التي تخصّها وتوصل بها معلوماتها بدلاً من أن تمتلك جيلاً كاملاً من المذيعات يشبه بعضه البعض في الملامح والشبه والكلام والجلسة وحتى (الشطارة). { ولا أعتقد أنني ممكن أسامح مذيعة تظهر خارج (التون) وكأنها عايزه تنهي فقرتها سريعاً والسبب أن سيادتها مساهرة في الكوافير حتى تظهر في أبهى حُلة يوم العيد.. وما عايزه أقول دي منو لأني عارفة الاسم وممسكة بكل التفاصيل!! { في كل الأحوال انتظر أن تشهد الفترة القادمة عملاً تلفزيونياً مقدراً من كل الفضائيات السودانية خاصة وأننا أمام مرحلة تحدٍ، إن كان على مستوى الاستقرار الداخلي أو السلام أو الوحدة، وكلها معانٍ لن تصل بطريقة تمام إلا من خلال مذيعين ومذيعات يفهمون ويقدرون قيمة العمل الذي يؤدونه. { أما من تريد أن تستعرض ألوانها وثوبها فعليها أن تتوجه لأقرب خشبة عرض أزياء وهناك أظن أنه لا أحد سيسألها إن كانت تعرف الفرق بين الاستفتاء ودار الإفتاء طالما أنها ستقرأ الكلمتين غلط. .. كلمة عزيزة { زرت بالأمس الشاعر الكبير الأستاذ محمد علي أبو قطاطي بمقر إقامته بالدقي حيث أخبرني أنه في طريقه لمقابلة الدكتور عبد السلام جمعة كبير اختصاصي العظام وجراحتها. لكن ما لفت نظري أن شاعرنا الكبير كان يتمتع بروح معنوية عالية غير التي وجدتها عليه أول مرة وأخبرني أنه سعيد جداً بالتفاف الجميع حوله حتى حضوره للقاهرة لمراجعة الطبيب. وفي كل الأحوال أقول إننا بالفعل محتاجين أن نقف معهم في وجه كلما يحزنهم أو يغضبهم لأنهم أناس حساسو المشاعر ورقيقو الدواخل. وكل أمنياتي لشاعرنا الكبير بموفور الصحة ولكل مبدع سوداني أن يجد تمام العافية وراحة البال. .. كلمة أعز { بعودة إسراء محمد عثمان إلى النيل الأزرق أكدت الشابة لنفسها أنها ارتكبت غلطة في حقها لأنه ليس هناك مقارنة بين النيل الأزرق وزول وكانت إسراء يومها قد شالت أصبعها وطبظت عينها!!