{ في استفتاء أجراه أحد المواقع على الإنترنت وخُصِّص للإجابة على السؤال: «هل ستظل النساء بحاجة للرجال؟!»، جاءت إجابة بعض الرجال، ومنهم علماء في السياسة والاقتصاد والاجتماع والصحة، لتؤكد أنه مع التوسع في اختراع تكنولوجيا الاستنساخ، لن يكون هناك احتياج موضوعي لعلاقة الرجل والمرأة الحميمة. وبدلاً من استنزاف العمر في زيجات عالية المخاطرة؛ فإن الناس في المستقبل سوف يتعاقدون مع شركائهم على الزواج لمدة قصيرة، على أساس لا يسمح بوجود المشاعر العميقة، وحتى يسهل على الرجل والمرأة أن يغيِّر كل منهما شريكه بعد فترة محددة، ولا يبقى معه مدة أطول. { ويرى المختصون في مجال أبحاث المرأة؛ أن في المستقبل سوف ينفصل الجنسان، ليذهب كل إلى طريقه، وأن المستقبل سيحمل حلاً تكنولوجياً للمشكلات التي تواجه الأزواج في تصريف شؤون الزواج وتربية الأبناء. وكنتيجة للاستفتاء؛ وضع القائمون عليه (3) سيناريوهات للعلاقة المقبلة بين الرجل والمرأة، السيناريو الأول والأهم سموه (الطلاق الكبير) وهو الحدث الجلل الذي من المتوقع حدوثه بدءاً من عام (2025م)، وهو حالة طلاق كوني شامل ينحاز فيه كل جنس إلى نفسه، أما الإنجاب فسيكون متاحاً بوسائل متطورة لا تحتاج للتواصل المباشر بين الجنسين!! { وفي رأيي الشخصي، أن هذه الاحتمالات بعيدة، فالتجارب تقول أن لا بديل للزواج إلا الزواج، وعلى الرغم من شيوع العلاقات غير المشروعة في المجتمعات الغربية؛ إلا أن الحقائق أثبتت أن مثل هذه العلاقات غير مستقرة، وتؤكد على أهمية واستقرار مكانة مؤسسة الزواج، وأن هذه العلاقات العابرة التي تحل محل الزواج بعض الوقت، وبمسؤوليات وأعباء أقل، ودون أي التزامات مقيِّدة أو مشروطة، إلا أنها علاقات تتسم بالزوال، وهو الأمر الذي يهدد القلوب والمشاعر والأطفال، فالعالم أجمع في طريقه لإدراك أهمية وعظمة الزواج وقدسيته، والسعي للالتزام به في كل المجتمعات المفتوحة، حتى أن الطلاق يعد في بعض المجتمعات والديانات من الأمور الشائنة والمرفوضة جداً. وإذا كنا نعاني من الملل، أو الاعتياد، أو الإحساس بالرفض تجاه الشريك، أو نمط الحياة الزوجية، لأسباب مختلفة؛ فلا أعتقد أن هذا سبباً كافياً لنسف مفهوم الزواج تماماً، وإذا كان البعض يرى أن الزواج سالبٌ للحرية ومقيِّد ومرهق؛ فعليهم أن يولوا بعض الاهتمام للجانب المشرق فيه، حيث الأبناء والاهتمام والسكن والمؤازرة والرحمة والستر. { وربما لا تعنينا مثل هذه الاستفتاءات والخزعبلات الغربية، ولا تتوافق مع نمطنا الاجتماعي ولا قناعاتنا الإسلامية، مهما اتسمت بالدقة في البحث والموضوعية، ولكننا جزء من هذا الكون وأصبحنا بالفعل نتأثر به وبمفاهيمه كثيراً، دون أن نؤثر به، أو نستطيع أن ننقل إليه ثقافتنا وقيمنا الإسلامية فنعفيهم من كل هذه المشقات. { وهكذا يرى الباحثون في الأمر أن من الضروري تحديد عقد الزواج بمدة زمنية محددة، تتراوح ما بين الخمس إلى سبع سنوات، قابلة للتجديد، حالما وجد الطرفان أن لديهما الاستعداد الكافي لمواصلة الحياة معاً! مشيرين إلى أن ذلك مفيد للتخلص من الرتابة والملل، وضرورة التنويع في الحياة من حيث العاطفة والثقافة ونمط العيش، وهذا ما أتاحه لنا الإسلام في فكرة التعدد الزوجي للرجال، الذين هم بفطرتهم ميالون لهذا التنويع وسريعو الملل. أما النساء؛ فأحسب أن أولوياتهن تختلف، فيأتي الأبناء على رأس قائمة اهتماماتهن، ومن ثم البيت، والأثاث، والثياب، والشكل الخارجي، و(الحنة)، والوضع المادي، والتواصل الاجتماعي، وربما العمل، ومن ثم الزوج! لهذا كان لله سبحانه وتعالى حكمة في أن أحلَّ تعدد الزوجات للرجال، وأمر النساء بالالتزام والحفاظ على أنفسهن، وبدلاً عن هذا الزواج المؤقت؛ نحيا والحمد لله في استقرار عاطفي ونفسي، في كنف أزواجنا، وبعقد زواج ساري المفعول، وبمدة صلاحية مفتوحة، إلا من أقحم الشيطان في حياته، وأفسح له المجال في مؤسسته الزوجية، فأشرع الباب لأبغض الحلال، وفي كلٍّ خير. تلويح: زوجي العزيز.. أرجو تجديد عقد خدمتي في كنفكم العامر، حتى يوارينا الثرى، وبعيداً عن «جن الخواجات» هذا، ودمتم.