فريق أول ركن حسن يحى محمد أحمد لقد تشرّفت بزيارة دولة قطر الشقيقة في عام 1998م ضمن وفد رسمي، وقد هالني وأسعدني كثيراً ما شاهدته من تقدم وتطوّر ونماء في مختلف المجالات. لقد استطاعت القيادة الرشيدة للدولة أن تحقق تنمية سياسية واقتصادية واجتماعية للبلاد بصورة لافتة للأنظار نتيجة لسياسة الانفتاح التي انتهجتها قيادة الدولة والتي أتت أُكلها وانعكست نتائجها رفاهية وأمناً واستقراراً وطمأنينة على المواطنين والوافدين. حقاً لقد أصبحت الدوحة عاصمة للجمال والسلام، ومنبراً عالمياً للاجتماعات الإقليمية والعالمية ومنارة للإشعاع الثقافي والحضاري للأمة العربية والإسلامية، كما أصبحت الدوحة مثالاً للكرم العربي الحاتمي الأصيل. نعم لقد أصبحت الدوحة دُرة تتلألأ وشامة متميزة في جبين الخليج العربي، وأصبحت أنشودة تتردد على لسان المواطن العربي من المحيط إلى الخليج. هكذا أصبحت الدوحة قبلة لكل شعوب العالم المحبة للسلام ولقد أصبح سفراء دولة قطر في العالم يمثلون في نظر الشعوب رُسلاً للسلام والمحبة والتعاون الصادق بين الشعوب. لقد نالت قطر هذه المكانة السامية والمرموقة نتيجة للسياسات الحكيمة التي انتهجتها قيادة الدولة هذا بالإضافة إلى الوعي الاجتماعي للشعب القطري الشقيق الذي يُعتبر مجتمعاً متناسقاً حيث أنه حقّق إجماعاً قومياً وتآلفاً في نسيجه الداخلي وأصبح مجتمعاً رائداً في هذا المجال. وهكذا أصبحت قطر الدولة الوحيدة في العالم التي يمكن وصفها بالدولة العصرية حيث أنها حققت الرفاهية لشعبها كما أنها انتهجت علاقات حسن جوار ممتازة مع محيطها الإقليمي، هذا بالإضافة لارتباطها بعلاقات قوية مع الدول العظمى مما أكسبها القبول الإقليمي والدولي في وقت واحد. هذا القبول الذي تُحظى به دولة قطر لا يتوفر لأي دولة أخرى سواها في العالم حتى بالنسبة للدول العظمى. حياد دولة قطر أكسبها ثقة العالم أجمع فأصبحت بهذه الميزة النادرة وسيطاً مقبولاً وشريكاً فاعلاً ومؤثراً لدول العالم الثالث والدول العظمى في معالجة القضايا الإقليمية والدولية. النهج المتوازن في السياسة الدولية الذي سارت عليه دولة قطر الشقيقة أكسبها هذا القبول والرضا الدولي مما جعلها تلعب دوراً كبيراً في السياسة الإقليمية والدولية يفوق حجمها بكثير جداً حيث استطاعت دولة قطر الشقيقة أن تطفئ الكثير من نيران النزاعات السياسية الإقليمية والدولية التي عجزت عنها المنظمات الإقليمية والمنظمة الدولية والأمثلة هنا كثيرة وتكفي الإشارة إلى الدور الكبير الذي قامت به في لبنان وفي قطاع غزة والذي تقوم به حالياً في سلام دارفور. المواقف الوطنية والقومية المشرّفة لدولة قطر الشقيقة اكسبتها عداء بعض الدول العربية ولكن قيادتها تجاوزت ذلك بحكمتها وحنكتها السياسية حيث أنها نظرت إلى هذه الخصومات الطارئة على أساس أنها تأتي في إطار الغيرة السياسية لأن قطر لا تسعى من وراء ما تقوم به من معالجات لقضايا أمتها العربية والإسلامية إلى سحب البساط من أحد أو التقليل من دور أي دولة أخرى. حقيقة ما تقوم به دولة قطر الشقيقة يساعد كثيراً في حفظ الأمن والسلم الدوليين وعلى المنظمات الإقليمية والمنظمة الدولية ومجلس الأمن الدولي أن يدعم الدور القطري في هذا المجال لأنه يساعد في تحقيق الأمن والسلم الدولي عن طريق الدبلوماسية الذكية وعلى الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي أن ينظرا بعين الاعتبار للدور الكبير الذي أصبحت تلعبه دولة قطر الشقيقة في إطفاء نيران الحرائق السياسية بالمنطقة العربية والإسلامية وعليهما أن يشجعا هذا الدور ويدعمانه بقوة بالتعامل مع دولة قطر في هذا المجال على أساس أنها واحدة من الآليات التي يعتمد عليها مجلس الأمن الدولي والمنظمة الدولية في حفظ الأمن والاستقرار بالمنطقة العربية والإسلامية. كذلك ينبغي على الدول العربية أن تدعم هذه الجهود القطرية وأن تطورها وأن تكرّم دولة قطر الشقيقة بجعلها دولة المقر للاتحاد العربي المزمع انشاؤه بديلاً للجامعة العربية التي أصبحت متحفاً أثرياً لحفظ المخلفات الأثرية لسوق عكاظ!! إن كان لجائزة نوبل للسلام العالمية أسس وقواعد ومعايير عادلة فإن أمير قطر ورئيس وزرائها أحق بهذه الجائزة من الرئيس أوباما الذي شكّل منحه لهذه الجائزة مفاجأة كبيرة لكل دول العالم حيث أنه لم يقدم شيئاً يُذكر للسلام والأمن الدوليين سوى النوايا الحسنة التي لم يستطع تنفيذها!! ختاماً التهنئة الحارة لدولة قطر الشقيقة على هذا القبول الإقليمي والدولي الذي نالته وأسأل الله أن يحفظها وأميرها وحكومتها وشعبها من كل مكروه وبالله التوفيق. زمالة أكاديمية نميري العسكرية العليا كلية الدفاع الوطني