يتطلب الوضع الاداري الراهن والتفاعل مع مباراة القمة المنتظرة مهادنة مجلس الهلال واتاحة الفرصة للعاملين لتأهيل الفريق بالكيفية التي تؤهله لاسعاد الامة ولكننا عندما نعود لتأسيس النادي منذ مؤتمر الخريجين وانه ليس حكرا للتنافس الرياضي فقط والفوز بالمباريات وحصد النقاط واندياح دوائره الى اطر اجتماعية وثقافية ورياضية وانفعال حقيقي بل صناعة الحراك الاقتصادي نتجاهل كل المكاسب القليلة ونخاطب الهلال الكيان الرائد الذي كان يقود ولا ينقاد ويتصدر قائمة الاندية ويصنع التاريخ والاجيال والحكومات والاتحادات ويدير الرياضة بمفهومها الاشمل. بالنظر لكسب الهلال في انتخابات اتحاد الخرطوم وما ينطوي على نتائجها في انتخابات الاتحاد السوداني نستطيع القول ان المجلس سقط بل سجل فشلا ذريعا بتحركه المتأخر وعزل نفسه عن سياق الاحداث والابتعاد عن الاندية وتكتلها والتقوقع والانكفاء على الذات ظنا ووهما انه الوحيد القادر على افراز القيادات التي يريد. ولولا ان الاخ العزيز عبد العزيز برجاس طرح نفسه مرشحا لكتلة الممتاز لاهمل المجلس الانتخابات ولم يعره التفاتة او انتباها. وكانت قمة المأساة في التخلف او التخاذل عن دعم الطريفي الصديق الذي عمل بالهلال اكثر من سنوات الارباب وبحر وابوسن اللذين من سخرية القدر باتا يتحكمان في مصير الطريفي كونهما يمثلان الرأي الرسمي للهلال بعد ان كلفهما المجلس في مسرحية سيئة الاخراج الغرض منها اللحاق بالقطار الفائت او دعم برجاس دون سواه بينما خاض الانتخابات اربعة من ابناء الهلال الاوفياء على رأسهم الاخ الطريفي وعوض شبو والشاذلي وحمد صالح ولا نود الاشارة للاستاذ على الريح او اسامة مصطفى وغيرهم من الاهلة الذين خاضوا الانتخابات تحت رايات اندية وكتل اخرى. كم كان مؤسفا ان يرشح الطريفي المريخ بخطاب رسمي ويغيب الهلال الذي دعم منافس الطريفي الفاتح السراج وللعلم فهو سكرتير نادي بيت المال ولكن ناديه لم يرشحه ولم يزكِّه وتولى ذلك الهلال والمهدية ليكشف نادي بيت المال حالة الاحتضار التي يعيشها الهلال في وجود مجلس لا يحسن قراءة الاحداث ولا الدفاع عن ابنائه وقد التزم بيت المال بخيار الاندية ودعم الطريفي وكل مرشحي كتلة ام درمان ولم يشذ عن الاجماع. تحالف الهلال مع المهدية فقط لتثنية ترشيح الاخ برجاس وتبادل معها المصالح لدعم المرشح السراج الذي لم يجد سندا من اهله فدعمه الهلال على حساب الطريفي الذي انفق ربيعه وزهرة شبابه بين جدران الهلال. وكان الهلال هو الغائب الوحيد عن زفة ام درمان لترشيحات ممثليها بمسيرة تكونت من ثلاثين ناديا يسبقها النحاس والطبول والدفوف. كان غياب الهلال عن الاجتماعات والاجماع والترتيبات التي سبقت الاتفاق خنجرا في خاصرة ام درمان التي كان الهلال فارسها وحادي ركبها وقائد مسيرتها وقد افتقدته في يوم الفرح الاكبر بسبب خطل التقديرات فكانت التظاهرة اكبر نعي للهلال في ادارته. الهلال الذي كان الهادي والدليل بات ذيلا تابعا للأندية بسبب بحر وابوسن والابتعاد عن الاجتماعات والصراعات الداخية التي اهدرت وقت المجلس وقتما كانت ام درمان تجتمع وتنفض للانتخابات كان مجلس الارباب مشغولا بالرد على العمدة سعد واقصاء عماد الطيب واسترضاء الفريق الطاش ولكن من يرضي الهلال ومن يسخر امكانات وعلاقات الهلال لمصلحة الطريفي. النتيجة النهائية لم ينجح احد بمجلس الهلال في انتخابات الخرطوم ونتوقع ان يكون الهلال مبعدا او مبتعدا بطوعه في انتخابات الاتحاد السوداني وهذا ما نحذر منه ونرجو ان يستفيد من التجربة ويكون لجنة للتحقيق في الامر حيث ان الطريفي لا يحتاج لصوتي الهلال. الطريفي يستحق اروع الاوسمة ولكن ظلم ذوي القربى اشد مضاضة من وقع الحسام المهند وعلى ادارة النادي تدارك الموقف قبل فوات الاوان حتى لا تندم. موقف وموقف سجل الاستاذ الوقور والرجل المحترم الاستاذ على يوسف هاشم موقفا للتاريخ عندما رفض اصرار البعض والحاحه عليه للترشح نكاية في المرشح حسن عبد السلام وقال بلهجة الحاسم الحازم الصارم انه مؤمن بالديمقراطية ويقبل بنتيجته وانه لم يحصل على الاصوات الكافية داخل الكتلة وبالتالي فهو لن يقود نفسه للحتف في الانتخابات الكبرى وهو لا يقبل السقوط. حديث عميق ورد منطقي من استاذ اثبت انه لا يهتز لبريق الكراسي ولا يريق ماء وجهه لمجرد البحث عن منصب. قال انه احتكم للديمقراطية واحترم قراراته وهو رجل مبادئ لا باحث عن الاضواء كيفما اتفق..القيم التي ارساها سليل الهاشماب كتاب يمشي على قدميه نهديه لمحبي المناصب وهم لا يملكون ادواتها ولا تأهيلها ويهدرون كرامتهم لاجلها. التحية للاستاذ على يوسف الذي كان متميزا محنكا حكيما وصبورا تجاسر على المرض وقهر الصعاب لاجل الخرطوم وغادر المنصب مرفوع الرأس موفور الكرامة وفي رصيده مليارات من حب الاندية والجماهير بعد ان نال احترام الكل وفرض نفسه على الجميع برزانته واخلاقه ومنهجه في الحياة وهو حب يساوي كل كنوز الدنيا ولا اسفا على المنصب طالما حاز كل هذا الاعجاب والتقدير والثناء.