{ أن تكتب متأخراً خير من ألا تكتب، والموضوع هنا عن الوزراء من أصول إعلامية، وتحديداً الإخوة الصحافيين الذين استوزروا مؤخراً، وقبل أن أبلغ محطة االسموأل خلف الله، موضوع هذه الحلقة، أُهنئ وأُحي الإخوة عبدالماجد عبدالحميد، مدير تحرير الإنتباهة، والذي أصبح وزيراً للثقافة وسفيراً للإعلام «فوق العادة» بولاية النيل الأبيض، والدكتور محمد عوض البارودي، مدير تحرير ألوان الأسبق، ورئيس تحرير صحيفة السودان التي كانت تصدر من العاصمة البريطانية لندن، والذي أصبح وزيراً للثقافة بولاية الخرطوم، ولا أنسى أيضاً الأخ الأستاذ عبدالإله أبو سن، وزير الثقافة المنصرف بولاية القضارف، والذي لم تستوعبه حكومة (ابن عمنا كرم الله)، لكن العزاء أن الصحافي أبوسن قد شرّف الإعلاميين قبل أن يشرّف أهله الشكرية، وهو يترك بصماته بولاية (الفيتريتة والسمسم والمسادير الجهيرة)، والرجل يومئذ من خريجي مدرسة (ألوان) والتي تخرّج منها أيضاً الأخ عبدالماجد عبدالحميد، و(ألوان) الأستاذ حسين خوجلي (الأهلية)، فبعد صناعة رؤساء التحرير أصبحت الآن تخرّج الوزراء غير أني لا أستطيع الزعم بأن السموأل خريج هذه المدرسة، ولكن لا أدري من أين أتاني هذا الشعور، فلما عُيِّن الأستاذ السموأل وزيراً مركزياً للثقافة، كما لو أنا الذي انتخبت وزيراً، فأوشكت أن أزرع الشوكلاته، فربما لأن الرجل قد أتى من صلب هذه القبيلة، وكان السموأل بمثابة العلامة الثقافية الوحيدة المسجلة في شركة الإنقاذ فالشيء الذي نعرفه هو أن الإنقاذ قد أتت بمشروع ثقافي قبل أن تكون مشروع (طرق وكباري وسدود) أو أن تكون مشروعاً عسكرياً، ولعلها مناسبة طيبة أن يطل ثلاثين يونيو والسموأل خلف الله في وقت واحد، حتى نعيد الفكرة إلى أصولها، فأي ثورة بلا فكرة ووجهة مهما صنعت من المكتسبات المادية فإنها لامحالة ستتنكّب الطريق، فالفكرة بمثابة الشعلة المتقدة حتى لايضل القوم المسير، فكما لو بعث السموأل ليتمم مكارم المشروع الثقافي، ويذكر القوم بأن النفط مطلوب والقمح والأسمنت، لكن قبل النفط والقمح أخلاقاً و.. و.. { أخي السموأل.. هل تصدق أن هذه النسخة من الإنقاذ التي انطلقت ما بعد (الشرعية الجماهيرية)، هل تصدق أنها بدون عنوان حتى الآن ونحن بين يدي ثلاثين يونيو؟!، والحالة هذه، هل يتبرأ بعض القوم من هذا التاريخ على افتراض أنه يحرجهم بعد الدخول في هذه النسخة من الشرعية الجماهيرية، أم أنه عيد للفكرة والثورة والشهداء؟، على أن كل حلقة تُفضي إلى أختها. فالفكرة صنعت الشهداء، والشهداء أنتجوا السلام، والسلام أفضى إلى مرحلة الاحتكام للشعب، (الماعنده قديم ماعنده جديد)، المهم في الأمر هاهو الزمان يستدير، وثلاثين يونيو يفاجئنا، ولم نعد له مسلسلاً واحداً، كما يفاجئ رمضان (ناس التلفزيون) في كل عام، فما أكثر المفاجآت، وأخشى والحالة هذه، أن نفاجأ بالانفصال، لأننا لم نفعل شيئاً واحداً لهذا الاحتمال، وحتى لو كان هذا الخيار لايحظى بأكثر من عشرين بالمائة فيجب أن نعد له عدته و..و.. { أخي الوزير السموأل..الرأي عندي.. أن نجعل من وزرائك في المرحلة المقبلة (ذاكرة السودانيين)، أن تذهب في ثورة أخيار وتوثيق للقيم والمورثات والأشياء والتاريخ، فهل تصدق ياصديقي أن في كل صباح يرحل عنا كتاب قبل أن نطبعه؟، ففي كل صباح تُدفن أوراق وصفحات بمقابر (شرفي والصحافة والبنداري) من كتاب السودان الذي لم يصدر بعد، أرجو أن تصيح في القوم بأن أمة بلا ذاكرة هي أمة بلا تاريخ وبلا مستقبل، على أن تبدأ (الخطط الخمسية) بالثقافة، وذلك قبل أن نرسم خارطة النفط والفيتريتة والتجارة والمالية، هل تصدق أن في بلد المشروع والزراعة أن آخر وزارتين هما وزارتا الزراعة والثقافة و... و... { سيدي الوزير.. إن شئت فاصنع عريشاً فوق وزارئك للمخرج سيف الدين حسن، ثم لتضع بين يديه بعض المقومات، ثم تُطلق يديه، ليذهب في ذات الطريق، طريق.. (رجل من كرمكول) ولعلها فرصة طيبة، وأنت وثلاثين يونيو تحلان علينا والخريف، مناسبة طيبة أن يفك أسر الوثائقي(رجل من حوش بانقا). والله أعلم